محمد المياحي
___________&
هذا هو رمضان يا أحبة، زمنُ استثنائيّ نادر، وحالةُ عشقٍٍ مفتوحة على نوافذِ الأبدية، هو ذا السفير القادم من خلف أسوار الغيب يطرقُ شغاف القلبِ برفقٍ وأناه، ثُم يدنو بهدوء وفي قبضته سحائب السكينة يهبها للتائهين، وبين جيوبه حلوى الروح يمنحها للجوعى ومعه الكثير من فرائح السماء يوزعها على النازحين والأطفال ..!
أعانقك الآن يا رمضان وكلّي شغف وبهجة، ألامس أنفاسك الدافئة وكلي عطشُ ولهفة، هذا أنا جاهزُ للسفر معك، متوثب الروح ، فائرُ القلب والجسد، ذاهبُ بكلي إليك، على أجنحةٍ من شوق مسافر نحوك، َمنتظراً خباياك الثمينة بفرح، ساهرُ على بوابةِ كنوزك، جاهز للامتلاء من فيوضك الهادرة ونبعك الغزير..!
هو ذا الزائرُ المهيب ينهي غربتهُ الطويلة ويعود إلينا في موكبٍ جليلٍ وزاخر بالنور، تماما كما يعود الأب من سفره الطويل ، يُنيخ قافلتة السخية في باحةِ الدار منادياً السُكان هلموا إلى موائد السماء، هذا هو طعام القلب ساخناً بين أيديكم وهنا شراب الروح سائغاً للتائبين.
أحاولُ الآن ترتيب اللحظات، أُعيد تصفيف أوعية القلب، أنا مرتبك يا إلهي، هو ذا الزمن النوارني الأغر يتنزل الآن، لم أتجهز بعد لاغتراف البهجة كاملة، ما زلتُ مكتظاً بالأحجار، هيا بنا يا أحبة نُخلي زوايا الروح من الأنقاض، نفرِّغ ساحة القلب من الأشواك؛ كي يهبط النور داخلنا فنهدمُ الحُجب الغاشية على قلوبنا ثم نطارد الخطايا بأضواء السماء، ونعيد ترميم علاقتنا بالحياة والزمن..
وشيئاً فشيئا يتفتق الانسان داخلنا ونقشرُ الذنوب من أسوار القلب ونزيل الصدأ عن صفائح الروح ونعاودُ المرور في موكبِ الرحمة والجلال، بساقين سليمتين متعافين تماماً من أذواء الحرب وأقذاء الزمن البغيض..!
وشيئاً فشيئا يتفتق الانسان داخلنا ونقشرُ الذنوب من أسوار القلب ونزيل الصدأ عن صفائح الروح ونعاودُ المرور في موكبِ الرحمة والجلال، بساقين سليمتين متعافين تماماً من أذواء الحرب وأقذاء الزمن البغيض..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق