محمود غنام
_________&
خذوا قلبي إذا جعتم رغيفا
وسيروا في دمي مدنا وريفا
وقولوا للرصيف ومن عليه
أنا وطن لمن سكن الرصيفا
فرشت دمي وقد عبروا حفاة
وصبوا مذ مشوا عرقا لطيفا
عجنت فمي لهم خبزا وماءً
وأطعمت الذين رأوه زيفا
كلوا ماشئتم في القلب رب
لقد سخرته للضيف ضيفا
أمر على الصغار السمر حزنا
وأخجل أن أرى فيهم ضعيفا
لعبت مع صغير في زقاق
سماوي الأسى لعبا عفيفا
وحين دنوت من عينيه دمعا
رأيت بعينه حزنا كثيفا
شريف مثل فقري ياابن أمي
سأبقى هاهنا فقرا شريفا
لقد جرحوا القصيدة في فؤادي
وجرحي في دمي يخفي النزيفا
سأحملكم هتفت بهم هلموا
وأمضي مثلكم شجرا نحيفا
أمد يدي وطفل مد مثلي
يد المأساة يطلب أن أضيفا
أواسي مثله ودمي ثقيل
خفيفا ياابن أمي كن خفيفا
كثير مثلنا ناموا عراة
وذاقوا البرد والتحفوا الرصيفا
وأعمى مرة أغمضت عيني
لئلا أبصر الجرح الكفيفا
تنهد فانكسرت على ضلوعي
وما جبر الذي كسر الأسيفا
أتيت من البعيد وبي حياة
لأهل الأرض لم آتي عنيفا
لثورتنا الربيع تجف موتا
وتزرع في حقول فمي الخريفا
أخذت لعلبة الألوان دمعي
رسمت بكاءه وطنا مخيفا
عجبت لمن يمروا عن رسومي
وأعجب كيف يبتسمون كيفا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق