قصة.... ناجي ناجي
_______________&
في الضحى، أفاقت الفتاة ووقفت خلف النافذة الغربية، ونوال لا تزال نائمة، والخالة عائدة في العمل، طافت بناظريها على الجبل الثابت، فوق صخرته، وأنتصبت ساعة بج بن شامخة وثابتة، وعقاربها الصغيرة تتحرك ببطئ،
وحتى لو كانت عقاربها الصغيرة قد أصابها عطل ما فهذا لا يعني أن الزمن قد توقف عن الحركة، هبطت بناظريها إلى سفح الجبل الثابت، ومباني التواهي المتحركة بساكنيها في تناقض خفي، بين الثابت والمتحرك الصامت، هبطت بناضريها إلى الشارع، يتحرك الناس ذهابا وإيابا بثبات وملل، رأت ناصر، هو الوحيد المتبقى لها في أن تبث له مافي صدرها، ستخالف قانون الخالة، راح ناصر يمر فى الشارع ذهابا وإياب عدة مرات، يتطلع أحيانا إلى المنزل، أيقنت أنه يريد مقابلتها بعيدا عن الأسرة، خرجت إليه، سارا في شارع الهلال، سارعت بطرح اختفاء الخال واختفاء مثنى، واختفاء من سبقوهما، بادرها بالقول: عليك أن تتكيفي بالأوضاع الجديدة، وأن لا تتناقشي مع أحد في هذه المسائل.
قالت بأنها ونوال، بحاجة إلى وظيفة، أجابها ساهما بأن عليهما تقديم طلب، وسيذهب معها إلى مكتب العمل، بدا لها إنه شبه مكتئبا، سألته عما به ؟، قال إنه منقول للعمل إلى المكلا، وإن نقله إلى المكلا يعني نفيه، وبأن القيادة غير راضية عنه، إنه خائف، هبت من صدرها ضحكة كتمتها مكتفية برسمها على شفتيها، شعر بها ناصر فالتفت إليها بحنق: ماذا يضحك في الأمر!!.
قالت: تنصحني بعدم إظهار إمتعاضي، وها أنت لا تستطيع أن تطبقه على نفسك.
قال: قلتُ لك.. (للغير ).. وأنت لستِ الغير.
سارا في صمت مطبق باتجاه مكتب العمل، وهناك تقدمت بطلب وظيفة باسمها واسم نوال، خرجا من مكتب العمل وتوجها إلى حديقة الملكة فكتوريا، جلسا تحت ظل شجرة وارفة بصمت الجمر تحت الرماد، أخرجا مناديلهما وراحا يمسحان العرق،من وجهيهما، أعاد عليها همسا بأنه خائف من نقله إلى المكلا، نفخت نبيهة من صدرها هوائها المكبوت قايلة: لا عليك.. إنزح إلى المكلا.. وتكيف.. كما نزحتُ أنا إلى عدن وساتكيف بالأوضاع الجديدة، سأتكيف مع غياب أهلي، وأصدقائي ومعاريفي واحدا بعد آخر، وساتكيف بغيابك.
صمتت برهة، ثم قالت: مكتوب على اليمني أن ينزح دائما، نزوح من القرية إلى المدينة، ونزوح من المدينة إلى القرية، ونزوح من الشمال إلى الجنوب ونزوح من الجنوب إلى الشمال، ونزوح من مدينة إلى آ.خرى
قال: عائلة مثنى
أسرعت مستفسرة: ما لها؟.
أجاب وعينيه لا تزال مطرقة إلى الأرض: نزحتْ إلى الضالع، وعائلة فاروق غادرتْ إلى لودر.
ثم سالها: وخالتك.. هل ستغادر
أجابت: فكرت بالنزوح إلى الشمال.. إلى بيت جدي وأخوالي في إحدى قرى تعز، لكن الخال طاهر قبل اختفاءه، قال لها بأن والده وإثنين وأن أخوته قد أخذهم الأمن هناك، وأخرج الأطفال والنساء، ثم فجر المنزل، فراحت تفكر بالنزوح إلى كريتر عند والدتها ووالدها، كما فعلت أسرة نزيه.
مرت لحظة صمت، وقال: أتعلمين!!، كل المدن اليمنية مريضة بأمراض مستعصية، وإن كل مدينة يمنية مريضة بمرض، تنفرد بها عن غيرها من المدن، فكل مدينة لها مرضها ولها (رشتتها الخاصة بها)، هزت رأسها، ثم قالت: أخيراً.
قال: أعجبتني المقولة.. وإقتنعت بصحتها...
قالت بأنها ونوال، بحاجة إلى وظيفة، أجابها ساهما بأن عليهما تقديم طلب، وسيذهب معها إلى مكتب العمل، بدا لها إنه شبه مكتئبا، سألته عما به ؟، قال إنه منقول للعمل إلى المكلا، وإن نقله إلى المكلا يعني نفيه، وبأن القيادة غير راضية عنه، إنه خائف، هبت من صدرها ضحكة كتمتها مكتفية برسمها على شفتيها، شعر بها ناصر فالتفت إليها بحنق: ماذا يضحك في الأمر!!.
قالت: تنصحني بعدم إظهار إمتعاضي، وها أنت لا تستطيع أن تطبقه على نفسك.
قال: قلتُ لك.. (للغير ).. وأنت لستِ الغير.
سارا في صمت مطبق باتجاه مكتب العمل، وهناك تقدمت بطلب وظيفة باسمها واسم نوال، خرجا من مكتب العمل وتوجها إلى حديقة الملكة فكتوريا، جلسا تحت ظل شجرة وارفة بصمت الجمر تحت الرماد، أخرجا مناديلهما وراحا يمسحان العرق،من وجهيهما، أعاد عليها همسا بأنه خائف من نقله إلى المكلا، نفخت نبيهة من صدرها هوائها المكبوت قايلة: لا عليك.. إنزح إلى المكلا.. وتكيف.. كما نزحتُ أنا إلى عدن وساتكيف بالأوضاع الجديدة، سأتكيف مع غياب أهلي، وأصدقائي ومعاريفي واحدا بعد آخر، وساتكيف بغيابك.
صمتت برهة، ثم قالت: مكتوب على اليمني أن ينزح دائما، نزوح من القرية إلى المدينة، ونزوح من المدينة إلى القرية، ونزوح من الشمال إلى الجنوب ونزوح من الجنوب إلى الشمال، ونزوح من مدينة إلى آ.خرى
قال: عائلة مثنى
أسرعت مستفسرة: ما لها؟.
أجاب وعينيه لا تزال مطرقة إلى الأرض: نزحتْ إلى الضالع، وعائلة فاروق غادرتْ إلى لودر.
ثم سالها: وخالتك.. هل ستغادر
أجابت: فكرت بالنزوح إلى الشمال.. إلى بيت جدي وأخوالي في إحدى قرى تعز، لكن الخال طاهر قبل اختفاءه، قال لها بأن والده وإثنين وأن أخوته قد أخذهم الأمن هناك، وأخرج الأطفال والنساء، ثم فجر المنزل، فراحت تفكر بالنزوح إلى كريتر عند والدتها ووالدها، كما فعلت أسرة نزيه.
مرت لحظة صمت، وقال: أتعلمين!!، كل المدن اليمنية مريضة بأمراض مستعصية، وإن كل مدينة يمنية مريضة بمرض، تنفرد بها عن غيرها من المدن، فكل مدينة لها مرضها ولها (رشتتها الخاصة بها)، هزت رأسها، ثم قالت: أخيراً.
قال: أعجبتني المقولة.. وإقتنعت بصحتها...
يتبع الحلقة الثامنة<>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق