قصة.... ناجي ناجي
____________&
بدأ العام الدراسي فتوجهت الفتاتان إلى المدرسة، كان الخال قبل سفره قد ألحق نبيهة في الصف الثالث إعدادي، في المدرسة شعرت بأنها أكبر سنا من زميلاتها في الصف، قرأت ذلك في عيون الفتيات والفتيان، مثل ذلك لها غصة سرعان ما أزالتها، وأقبلت على دروسها بهمة عالية وألتحقت بشبيبة الجبهه بنشاط مستفيدة بما كانت قد أطلعت عليه من نشرات الجبهة السرية التي كانت تمدها بها مُدرسة الاجتماعيات، في المدرسة تعرفت على زميلات لها، وتعرفت على سماح، إبنة الصف الثالث ثانوي، المقاربة لسنها، تعرفت عليها في المدرسة وفي الحارة، وتبادلت معها الزيارات، وسرعان ما ارتفعت علاقتهما إلى الحميمية، رغم ما ظهر بينهما من اختلافات طفيفة في وجهات النظر في المسائل العامة....
. ***
في جمعة فارقة بين أفول الصيف وتقدم الشتاء، كانت الفتاتان على موعد مع سماح، ومع الأصيل توجهن إلى بيت سماح الواقع قرب السوق، تجاوزن الشارع إلى الممر المؤدي إلى مدخل المنزل، طرقن الباب فأنفتح مبدياً سماح بابهتها وقامتها المعتدلة وبشرتها الفاتحة، بدت في عيون بهية كملكة، أو هكذا بدت في عيون صديقة محبة، استقبلتهما والدة سماح، العمة زينب، وهي من عائلة عدنية عريقة، بدت فوق الأربعين، بقامة إبنتها سماح، غير أنها ممتلئة، وبشرتها أكثر نقاء، يكسو وجهها إبتسامة مرسومة على أساريرها، وعيناها الكحيلتان تبرق بالحياة، وجاء والد سماح، العم نزية، قصير القامة، ووجهه عريض، حليق الدقن، على شاربه حبات شعر أبيض، زينت برواز صورته الرزينة، وقبل حلول الظلام، توجه الجميع إلى منتزه الجندي المجهول، وهناك تناولوا عشائهم، نزيه أحد مدراء مصافي عدن، راح يتحدث عن دور المصافي في الثورة، فهو المرفق الذي ضم أكثر موظفيه وعماله من المثقفين والثوريين، ومن خلال نقابة العمال فيه، راحت تؤجج المشاعر الثورية والوطنية، فلا غرابة أن يكون أغلب قيادات الثورة قد خرجت من صفوف نقابة عمال المصافي.
في طريق العودة إلى المنزل، وأثناء صعود السلم، كان الجار سالم محاط برجال الامن، يهبطون السلم، أثار في الفتاتين مشاعر الدهشة والخوف، وبالذات في نفسية نبيهة، هرعن إلى داخل الشقة، كانت عائدة أكثر ارتباكا، لا تستطيع أن تتكهن بطبيعة ما حدث، هبطت إلى شقة الجار سالم، فوجدت عائلة سالم شديدة الوجوم، عادت عائدة وهي لا تدري لماذا حدث ما حدث!!، وإن كانت في نفسها أن الجار سالم ذهب ولن يعود، ولم تصرح بهذا للفتاتين، فقد تكون في تكهنها قد حادت عن الصواب وهي تتمنى من صميم قلبها أن تكون مشاعرها المحاطة بالخوف لا أساس لها من الصحة، وطلبت من الفتاتيين عدم التحدث مع الغير بما رأينه وأن لا يسبقن الأحداث في إصدار الأحكام.
في المدرسة، تغيبت سماح ليومين متتاليين، آثار مخاوف نبيهة، لعلى سماح متوعكة بسبب إختلاف الجو بين فصلين، فذهبت لزيارتها في منزلها، وجَدَتها ذابلة شاحبة واجمة، بصعوبة فهمت منها، إنه في تلك الليلة بعد عودتهم إلى المنزل، جاء رجال الأمن وأخذوا والدها، قالت ذلك باقتضاب شديد، ولاذت بالصمت، إكتسى وجه نبيهة الحزن مشاركة لصديقتها.....
. ***
تناقل الناس همسا بأن سالم ونزيه من القوى الرجعية، لم يبدي أحدا إمتعاضه من الواقعتين، حتى أسرتهما، سلم الجميع برجعية المختفين، لاذت سماح بالصمت واحتمت بعزلتها، لكن الفتاة لم تسلم بذلك، خرجت تبحث عن ناصر وحين لم تجده، ذهبت إلى المعلا ، وكما توقعت قابلت فاروق فى الشارع، إعترفت له بأنها كانت تبحث عنه لأمر يشغل بالها، سالته عن اختفاء سالم ووالد سماح، أجاب بأنهما من القوى الرجعية، وعليها أن تسلم بذلك، سلّمت برأيه باعتباره من رفاق خالها، رغم سحابة الحزن التي شملتها تضامناً مع صديقتها، ومحاولتها إبقاء حزنها في الباطن دون الظاهر.
. ***
أقبل الشتاء، فتحرر الناس من موجة الحر، ونعموا بالجو المعتدل كأفضل فصول السنة، عكر صفوه في نفسية نبيهة إختفاء ناصر وفاروق، لم تعد تراهما في الشارع، أثار في نفسيتها القلق، فسألت خالتها عنهما، أجابت: - بأنها لا تعلم شيئاً عن ناصر، أما فاروق فإنه في أمن الدولة، إنه من اليسار المتطرف، كما يقالون...
في طريق العودة إلى المنزل، وأثناء صعود السلم، كان الجار سالم محاط برجال الامن، يهبطون السلم، أثار في الفتاتين مشاعر الدهشة والخوف، وبالذات في نفسية نبيهة، هرعن إلى داخل الشقة، كانت عائدة أكثر ارتباكا، لا تستطيع أن تتكهن بطبيعة ما حدث، هبطت إلى شقة الجار سالم، فوجدت عائلة سالم شديدة الوجوم، عادت عائدة وهي لا تدري لماذا حدث ما حدث!!، وإن كانت في نفسها أن الجار سالم ذهب ولن يعود، ولم تصرح بهذا للفتاتين، فقد تكون في تكهنها قد حادت عن الصواب وهي تتمنى من صميم قلبها أن تكون مشاعرها المحاطة بالخوف لا أساس لها من الصحة، وطلبت من الفتاتيين عدم التحدث مع الغير بما رأينه وأن لا يسبقن الأحداث في إصدار الأحكام.
في المدرسة، تغيبت سماح ليومين متتاليين، آثار مخاوف نبيهة، لعلى سماح متوعكة بسبب إختلاف الجو بين فصلين، فذهبت لزيارتها في منزلها، وجَدَتها ذابلة شاحبة واجمة، بصعوبة فهمت منها، إنه في تلك الليلة بعد عودتهم إلى المنزل، جاء رجال الأمن وأخذوا والدها، قالت ذلك باقتضاب شديد، ولاذت بالصمت، إكتسى وجه نبيهة الحزن مشاركة لصديقتها.....
. ***
تناقل الناس همسا بأن سالم ونزيه من القوى الرجعية، لم يبدي أحدا إمتعاضه من الواقعتين، حتى أسرتهما، سلم الجميع برجعية المختفين، لاذت سماح بالصمت واحتمت بعزلتها، لكن الفتاة لم تسلم بذلك، خرجت تبحث عن ناصر وحين لم تجده، ذهبت إلى المعلا ، وكما توقعت قابلت فاروق فى الشارع، إعترفت له بأنها كانت تبحث عنه لأمر يشغل بالها، سالته عن اختفاء سالم ووالد سماح، أجاب بأنهما من القوى الرجعية، وعليها أن تسلم بذلك، سلّمت برأيه باعتباره من رفاق خالها، رغم سحابة الحزن التي شملتها تضامناً مع صديقتها، ومحاولتها إبقاء حزنها في الباطن دون الظاهر.
. ***
أقبل الشتاء، فتحرر الناس من موجة الحر، ونعموا بالجو المعتدل كأفضل فصول السنة، عكر صفوه في نفسية نبيهة إختفاء ناصر وفاروق، لم تعد تراهما في الشارع، أثار في نفسيتها القلق، فسألت خالتها عنهما، أجابت: - بأنها لا تعلم شيئاً عن ناصر، أما فاروق فإنه في أمن الدولة، إنه من اليسار المتطرف، كما يقالون...
يتبع الحلقة السادس....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق