اخر الاخبار

بتهمة مجرمي حُب وسلام البهائيين في اليمن عرضةٌ للإنتهاكات المتلاحقة





إندو الفقي
_______&


    كان وكيل النيابة المدعو راجح زايد قد توعد سابقاً بأنه سوف يجتثُ البهائيين من اليمن ولن تقوم لهم قائمة وهو لا يزالُ حياً  وهاهو اليوم يصُب نار حقده الأسود على هذه الجماعة المحرم عليهم في كتبهم المقدسة حمل السلاح والتدخل في السياسة ...


إن هذا التصرف الأرعن والقرار الأهوج من شخصيةٍ قانونية كهذه ويشغل منصبٍ ليس بالهين في السلطة القضائية التي يجب أن تكون على أعلى درجةٍ من الكفاءة والنزاهة والإيمان والدفاع  عن حقوق كل مواطنٍ يمني في ضل السلطة الراهنة والذي نهيبُ بهم لأنهم سبق وأن تعرضوا للأضطهاد ويعرفون جيداً ما معنى أن تضطهد بسبب اختلاف دينك أو مذهبك ..


إن ما يتعرض له البهائيين اليوم عارٌ يضافُ إلى من بيده السلطة حاليا إزاء هذه التصرفات الصبيانية والممارسات اللامسئولة والقرارات الرعناء ...


يا سلطة الأمر الواقع !!!! 
إن هذا التصرف الأهوج سيكون نقطة سوداء في تاريخكم وعارٌ لن تغسله السنين والأيام وستذكرون كلامي هذا وعندها لن يشفع لكم هذا الصمت المخيم عليكم إزاء ما يفعله هذا الصبي العاطفي الحاقد من تصرفاتٍ غبيةٍ تنم عن جهلٍ وغباءٌ تنبعث رائحته الكريهة لتلوث موقفكم وقضيتكم وإبراز صورة سيئة عنكم...


أفيقوا من هذا السبات المهيمن على عقولكم
واسألوا راجح زايد لصالح من هو يعمل؟
اسألوه
كم يتقاضى من أجل هذه المهمة القذرة ؟ 
كم يتقاضى من أجل تشويه صورتكم ؟ من أجل صرف النظر عن جرائم الطرف الآخر بهذه التصرفات ؟ 


يا سلطة الأمر الواقع  !!!!
أنتم السلطة الحاكمة والسلطة يجب عليها حماية جميع الأقليات الدينية لا خطفهم واضطهادهم وترهيبهم!!! 
يجب عليها توفير الجو المناسب والملائم لهذه الجماعات لا ملاحقتهم واعتقالهم بدون أي تهمةٍ تذكر !!! 
يجب عليها السماح لجميع الأقليات بممارسة طقوسهم الدينية على الطريقة التي يرونها مناسبة، فالانتماء العقائدي يعود للشخص نفسه، وهو حر في اعتقاده، ولا يسبب انتمائه لأي عقيدة كانت أي تفكيك للمجتمع ولا تُشكِل أي خطر على الأمن القومي للبلد ..


يامن تدعون أنكم تدينوا بدين إبن عبد الله بدين الإسلام !!!
ألم تقرؤا هذا النص الموجود في القرآن (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )؟  


هذا النص دعوة صريحة للتعايش وإيمانٌ بحق الآخرين في الحياة والمعتقد والقبول بالآخرين  أياً كان دينهم أو إلههم..


لا تلطخوا الإسلام بتشددكم وغلوكم.. لا تصورا الإسلام بأنه دين تعسفي، وابتعدوا -ولو قليلا- عن التأصيل والتطبيق الحرفي للنصوص الدينية، لأن فهمها نسبي وهي خاضعة لاجتهادات الفقهاء والمحدثين. فلا تفهموا النصوص من ناحية دوغماتية صارمة فكل النصوص تفسيرها نسبي بناء على اجتهادات بشرية وهؤلاء البشر يخطئون بلاشك أم أنكم تعتقدوا أن هذا الكتاب المقدس- القرآن- حينما نزل من السماء، نزل معه كتاب يفسره ويشرح معانيه...

إن كل هذه التفسيرات قد خضعت لاجتهادات بشرية، لذا فهي نسبية وليست مطلقة.


ومن نظرة مقارباتية آخرى، إذا كان القرآن متجدد -حسب المفهوم السائد لدى أغلب الإسلاميين، وكما درسناه في الفصول الدراسية- وبأنه صالح لكل زمان ومكان، فلماذا لا نكيف نصوصه بما يتماشى مع الواقع، ليكون صالح لوقتنا الحالي لماذا تحاول  الجماعات الإسلامية التشدد والتطرف في فهم النصوص الدينية، بطريقة دوغماتية (صارمة متصلبة جامدة)، محاولين تطبيقها حرفيا.


لابد من القبول بالآخر المختلف والتعايش السلمي معه، ونبذ التطرف والإرهاب- بكل أشكاله وصوره- ونشر المفاهيم الوسطية للدين الإسلامي وترسيخها لدى أفراد المجتمع


وأخيراً 
دعوني أضرب مثال في هذا الجانب، مثلا الهند "عندهم ديانات متعددة ولغات متعددة فمنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد الصنم، ومنهم من يعبد البقر، ومنهم من يعبد الله...الخ. ومع هذا فهم متعايشون ومتقبلين لبعضهم البعض. ولم نسمع فيها من فجر جامعا أو قتل أحدهم بسبب العقيدة ...

لماذا لم نسمع عن حملة اعتقالات لجماعةٍ معينة بسبب اختلاف دينها 
ما هو الفرق بيننا وبينهم؟ 


لمحاولة بناء مجتمعٍ سليم ومتعايش يجب فصل الجماعات الدينية ومؤسساتها عن السلطة والحكم ومؤسساتها السياسية مع السماح لهذه الجماعات ممارسة طقوسها الدينية بكل حرية  وهذا هو المفهوم الأوضح للعلمانية. فالعلمانية ليست منظومة تدميرية وتفكيكية للمنظومة القيمية والأخلاقية والدينية للمجتمع كما تصورها بعض الجماعات الدينية، وبأنها كفر وإلحاد والغرض من توجيه هذه التهم من قبل  هذه الجماعات هو تشويه العلمانية وترسيخها في الوعي المجتمعي من هذه الناحية خوفاً على مصالحها وتجارتها الكاسدة بالدين والعبث بعقول العوام ..


وفي الختام ومن هنا أوجه رسالة للسلطة الحاكمة إن ام يتم إقالة ومحاكمة المدعو راجح زايد فإن هذا سينقلب وبالاً عليكم وغضب مجتمعي والوضع لم يعد بحاجة للمزيد من إثارة البلابل ونهيب بكم باتخاذ اللازم وردع كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والإستقرار بالداخل والحفاظ على بنية هذا المجتمع من التفكك والإنحلال  وليكن بعلمكم إن الإضطهاد بسبب الدين هو زرع بذرة الكراهية في أفراد المجتمع الواحد وتأصيل لفكرة التخلف ....


#الحرية_للبهائيين 
#البهائي_إنسان
#متضامن_مع_بهائيي_اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016