اخر الاخبار

مخاض روح


فاتن مخلوف*
__________&


أشعر بحكة هنا ... إلى اليسار والأعلى قليلاً 
قلمت أظافري منذ عامين وندبة ولا يمكنني أن أخفف عني الآن
الجميع يتحدثون بشكل بطيء جداً
أصواتهم تبدو كأنها آتية من نفق ما ..  ولا أستطيع فهم مايقولون
الطقس بارد ..  النافذة مفتوحة على مصرعيها وفيروز تدندن " بعدو بيعنيلي متلي الخريف.؟ "
الوجوه متشابهة إلى درجة مخيفة
إلى الحد الذي يجعلني أقرر عدم مغادرة السرير ورفض الاحتكاك بالكائنات البشرية في الخارج
لا أذكر جيداً التفاصيل قد محيت تماماً من ذاكرتي
إلا أن هناك بعض الأشياء تظل عالقة في العمق السحيق لدواخلنا ..
ك لحن من أغنية لاتعرف أسمها
وجه التقيت به لمرة واحدة في محطة ما  ؟
أو رائحة عطر لا تخطأها أبداً
مازلت أشعر بحكة في قلبي
الأمر مؤلم جداً
وكان أحدهم دهسه دون أن يلتفت ليرى لم أنتفضت عجلات السيارة ..  هناك في الخلف 
كل الجروح أعيد فتحها
كلها ..  كل الندوب
الأصوات تحوم فوق رأسي
إنهم يتحدثون بشكل بطيء تبدو كأنها آتية من نفق ما ولا يستطيعون فهم ما أقول
هنا ..  إلى اليسار والأعلى قليلاً
هنا فقط
أجد السلام في نفسي..  عندما أكون  مرتبكا
أشعر بالأمل حقاً عندما يتم خذلاني
أبحث عني في الداخل
أجدني مازلت مختبئا في الصندوق الخشبي نفسه
هناك في الأعلى إلى اليسار قليلاً
ألملم البقايا وأهز برأسي
( ليست المرة الأولى ...  ليست المرة الأولى).
* أديبة سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016