قصة قصيرة.. مسيرة سنان.
_________________&
هناك تستطيعُ أن تستنشق الهواء الذي يستنشقه الجميع، وحين يدخل إلى رئتيك يتحول إلى أنفاسٍ تخصك أنت، عندما ترميه خارجها فلن يعود ملكاً لك.
يقفُ بصمت مطلاً على مدينته التي لم يرَ مثيلاً لها، يتعثر بصوت قلبه وهو يتسارع في ضرباته، يغلقُ عينيه يتنفسُ بعمق ، واضعاً يديهِ خلف ظهره، غائباً عن وعي اللحظة يتأملُ مدينته التي يراها كقطعة بياض .
يلتفتُ ليصلحَ غترته التي أوشكت على الوقوع ،
فإذا بها تمر من جانبه بملامح جذابة وعينينِ واسعتين .
سواد بشرتها الكثيف لم يمنعه من أن يثبت بصره في وجهها ، ثيابها المتسخة
و رائحتها المزعجة، لم تجعلاه يبتعد عنها ،بل زاد فضوله أكثر.
بصوتٍ شق قلبه الذي بات كسفينة بلا بحار قالت له :
-لماذا أنت محدق بي هكذا ؟
يلتفتُ ليصلحَ غترته التي أوشكت على الوقوع ،
فإذا بها تمر من جانبه بملامح جذابة وعينينِ واسعتين .
سواد بشرتها الكثيف لم يمنعه من أن يثبت بصره في وجهها ، ثيابها المتسخة
و رائحتها المزعجة، لم تجعلاه يبتعد عنها ،بل زاد فضوله أكثر.
بصوتٍ شق قلبه الذي بات كسفينة بلا بحار قالت له :
-لماذا أنت محدق بي هكذا ؟
وعيناه تعبران ملامحها كحلم أفاق على غفلةٍ من الواقع سأل :
- يا مسك ما اسمك؟ .
وهي تعتصرُ أصابعها المشققة والجافة كأغصانٍ أقام عليها الخريف صلاته الاخيرة قالت:
-وماالذي تريد معرفته
من اسم محمومٍ في ..؟
-وماالذي تريد معرفته
من اسم محمومٍ في ..؟
-ميلاد ، ينادونني ميلاد ..
صمتَ للحظات وهو يدير عينيه في كل شيء ، ومرافقوه المسلحون ينتشرون حول سيارته الفارهة
كأحجار مبعثرة في فلاة عاريةً تحرقها الشمس .
بنادقهم المشحوذة على أكتافهم كأنها غربان سوداء تعجز عن مواراة جثث نفسياتهم العارية . ...
كأحجار مبعثرة في فلاة عاريةً تحرقها الشمس .
بنادقهم المشحوذة على أكتافهم كأنها غربان سوداء تعجز عن مواراة جثث نفسياتهم العارية . ...
قال لها وهو يضع كفه اليمنى على جنبيته :
-تعالي معي ...
تسأل "ميلاد" وهي عاقدةٌ حاجبيها:
- أين ستذهب بي؟
أجاب بنبرة هادئة:
-سوف أكون لكِ غيمة
وسوف تزهرين..
وسوف تزهرين..
انفرج ثغرها بابتسامةٍ ساخرة ثم أسهبت بالنظر إلي عينيه وكأنها تبحث عن مدينتها التي لم تعد سوى بقايا من أسئلة لا تعرف لإجابةٍ عنوان ..
طأطأت رأسها وصارت تعبث بطرف شرشفها الذي بهت لونه وعلى أطرافه ثقوب وأغبره..
لمعت عيناها رفعت رأسها نظرت إليه ،
ثم بددت بضحكتهاسحائب الحزن الذي كانت تحوم بين جفنيها متساءلة:
طأطأت رأسها وصارت تعبث بطرف شرشفها الذي بهت لونه وعلى أطرافه ثقوب وأغبره..
لمعت عيناها رفعت رأسها نظرت إليه ،
ثم بددت بضحكتهاسحائب الحزن الذي كانت تحوم بين جفنيها متساءلة:
-كيف تزهر شجرة
اجتثت من أعماقها ،؟
هلا بإمكانك أن تغرس من جديد
عروقاً تمزقت وجذوراً يبست ؟..
اجتثت من أعماقها ،؟
هلا بإمكانك أن تغرس من جديد
عروقاً تمزقت وجذوراً يبست ؟..
ثم أردفت مسءلة:
- ما الاسم الذي ينادونك به؟
أجاب بنبرةٍ لا تخلوا من السخرية :
-الشيخ ..
- ما الاسم الذي ينادونك به؟
أجاب بنبرةٍ لا تخلوا من السخرية :
-الشيخ ..
-ولماذا ينادونك بالشيخ ؟
-هكذا وجدت نفسي ، بلا أرادة.. :
-دَعْكِ من كل هذا.. ،
تعالي معي
كيما أوصلكِ في طريقي...
:
-أين يقع منزلك؟..
-دَعْكِ من كل هذا.. ،
تعالي معي
كيما أوصلكِ في طريقي...
:
-أين يقع منزلك؟..
في تلك اللحظات عادت للخلف خطوات ،
تعثرت بحجر صغير كادت أن تقع لو لا أنها تماسكت ..
انكشف غطاء رأسها ففزعت وهي تعيده بارتباك.
أخذت زاويةً في جانب الطريق ، مابين الرصيف وجدار مهترئ ، أسندت ظهرها وبقيت في صمت يشبه السماء عندما تحتدم الغيوم وتغطي زرقتها...
كان "الشيخ" ينظرُ إليها ويشعر أنها تحاول ترتيب إجابةٍ لسؤاله الذي داهمها على غفلة
فغدت كقطة بللها مطر ليلة باردة ..
لم تنطق بكلمة ، نهضت من مكانها اتجهت بصمت نحو سيارته .
حين وجدها تقترب منها ,ركض مسرعاً لفيتح الباب ، أثناء ذلك انتشر مرافقوه المسلحون
وشكلوا حوله دائرة وهم في وضع الاستعداد ..
تعثرت بحجر صغير كادت أن تقع لو لا أنها تماسكت ..
انكشف غطاء رأسها ففزعت وهي تعيده بارتباك.
أخذت زاويةً في جانب الطريق ، مابين الرصيف وجدار مهترئ ، أسندت ظهرها وبقيت في صمت يشبه السماء عندما تحتدم الغيوم وتغطي زرقتها...
كان "الشيخ" ينظرُ إليها ويشعر أنها تحاول ترتيب إجابةٍ لسؤاله الذي داهمها على غفلة
فغدت كقطة بللها مطر ليلة باردة ..
لم تنطق بكلمة ، نهضت من مكانها اتجهت بصمت نحو سيارته .
حين وجدها تقترب منها ,ركض مسرعاً لفيتح الباب ، أثناء ذلك انتشر مرافقوه المسلحون
وشكلوا حوله دائرة وهم في وضع الاستعداد ..
كانت "ميلاد" تنظرُ إليه باستياء ،
تركها واقفة بجانب سيارته وتوسط مرافقيه ينظرُ إليهم بتذمر ؛ تدور عيناه في كل اتجاه وكأنه يتهيأ ُ ليتساقط كلمات على قلوبهم ..
انطلق سؤال أحدهم قائلاً:
تركها واقفة بجانب سيارته وتوسط مرافقيه ينظرُ إليهم بتذمر ؛ تدور عيناه في كل اتجاه وكأنه يتهيأ ُ ليتساقط كلمات على قلوبهم ..
انطلق سؤال أحدهم قائلاً:
-"يجب عليك
أن تتقن الحذر ،
سلامتك بأرواحنا..
أن تتقن الحذر ،
سلامتك بأرواحنا..
شق أسماعهم بضحكة وقال لهم :
-أي سلامة بعد اليوم ؟
انصرفوا جميعا ...
انصرفوا جميعا ...
عم صمت كثيف ،عاد للخلف خطوات ,متجهاً بعمق مافي قلبه من حنين نحو باب سيارته ؛
فتح الباب ببطء ثم صعد ..
كانت "ميلاد " تراقبُ ارتعاش كفيه من خلف زجاج النافذة الذي كان يشبه لون قلبها الشفاف .
مد يده ، فتح الباب لتتمكن من الصعود .
بقيت ميلاد في مكانها تنظرُ إليه باستغراب
خلع غترته وتركها جانباً ، ثم بدأ بتشغيل مفتاح السيارة ، التفت ووجدها مازالت واقفة في مكانها ولم تتحرك ..
كانت تتجمع حول نفسها وكأنها هاربة من ليلة شتاء قارس ، وكأن كل الفصول في تلك اللحظة تتابعت لترتسم في وجهها على هيئة حرج.
فتح الباب ببطء ثم صعد ..
كانت "ميلاد " تراقبُ ارتعاش كفيه من خلف زجاج النافذة الذي كان يشبه لون قلبها الشفاف .
مد يده ، فتح الباب لتتمكن من الصعود .
بقيت ميلاد في مكانها تنظرُ إليه باستغراب
خلع غترته وتركها جانباً ، ثم بدأ بتشغيل مفتاح السيارة ، التفت ووجدها مازالت واقفة في مكانها ولم تتحرك ..
كانت تتجمع حول نفسها وكأنها هاربة من ليلة شتاء قارس ، وكأن كل الفصول في تلك اللحظة تتابعت لترتسم في وجهها على هيئة حرج.
-اصعدي فليس هنا
غير الامان الذي تنشدين.
".
قالت له وأصابعها تخط خطوطاً غير مرتبة على زجاج النافذة :
غير الامان الذي تنشدين.
".
قالت له وأصابعها تخط خطوطاً غير مرتبة على زجاج النافذة :
-لقد رحل الأمان منذ
غادرتني مدينتي ..
غادرتني مدينتي ..
أوقف الشيخ محرك السيارة ونزل منها مسرعاً .
قالت له وعيناها تزيدان اتساعاً كلما اقترب منها:
-لقد نسيت غترتك..
رد:
-لا بل خلعت قبيلتي..
قالت له وعيناها تزيدان اتساعاً كلما اقترب منها:
-لقد نسيت غترتك..
رد:
-لا بل خلعت قبيلتي..
ثم أمسك بكفها وجذبها بقوة وأجلسها على الرصيف ، ثم أخذ مكاناً في جانبها ..
قالت له مندهشة:
- على الرصيف؟
وهنا أمام المارين ..؟
:
-ليس ثمةَ مارين هنا
السماء تمطر فحسب ..
قالت له مندهشة:
- على الرصيف؟
وهنا أمام المارين ..؟
:
-ليس ثمةَ مارين هنا
السماء تمطر فحسب ..
نظرت إلى السماء وقالت متبسمة؛
- الغيوم بيضاء..
قاطعها ،.
-نعم كقلبك..
-نعم كقلبك..
صمتت لبرهة ثم تساءلت:
ماذا تريد مني ،؟
فليس هنالك مايستدعي
الفضول ..
فليس هنالك مايستدعي
الفضول ..
وعيناه في وجهها الذي باتت ملامحه ذابلة
كوردةٍ تستمطر الغيم، فلا يمطر إلا القليل من الحنين قال لها :
- ماقصتك ،؟:
كوردةٍ تستمطر الغيم، فلا يمطر إلا القليل من الحنين قال لها :
- ماقصتك ،؟:
أجابت بتلكؤ:
-قصتي مبتورة ،
تماماً كما صرت مبتورة ..
-بدأت قصتي من عيادة تقع في أطراف مدينتي التي لم تحتمل ارتجاع وجودي ..
كنت أقفُ في صالة ِ الإنتظار:
كان كل شيءٍ يحتشدُ في ذلك المكان؛
أحلامي ، طموحاتي التي لم تتحقق ،وبقايا من صحةٍ تذهبُ وتأتي مع ارتجافةِ قلبي الواجف.
وأنا أرمي في سلةِ المهملاتِ ببقايا أوراقِ المختبر،
تعثرتُ بصمتٍ طويل ، أحالني إلى غيمةٍ تنزفُ بقايا من دقائقِ العمر الذي لا أدري كم تبقى منه..
كان كل شيءٍ في تلك العيادة ،يمرُّ ببطءٍ وحنق،
كانت وجوه المرضى رجالاً ونساءاً وأطفالاً تعبرُ كل أروقةِ الزمن المركوم في جانبٍ من القدر:
يحدقونَ في يدي التي تنام على وريدها تلكَ الإبرةُ البيضاء التي تشبهُ بياضَ قلبي تماما ً.
يالذاك الطبيب الذي يتصنعُ دور المنقذ وهو يغرزُ في وريدي أبرتهُ المرتجفة، يالتصنعِ عينيهِ وهو يحاولُ أن يبدو حزيناً وطيبا ً جداً،
يالِتلكَ الممرضةِ المسكينة وهي تدور في العيادة وزوجها يلاحقها في كل خطوه وينتظر مايسقطُ في جيبها من نقودٍ ليأخذها ويذهب ليشتري علبةَ سجائر: ثم يعود ليمارس دور "البودي جارد"
عندها نادتني الممرضة كي تخبرني عن نتيجة تحاليل الدم التي أجراها لي الطبيب ،
كأنها تحاول أن تتفن في نقل كلامه الذي أدركت من خلال عينيها أنه بحجم صبر.
بدأت تخبرني عن بعض الأطعمة التي يجب عليّ أن أجعلها في نظامي الغذائي ،
في حين أن القدر كان قد اختار لي ماشاء ،
رتب الصدف بإتقان وجعل كل الاحتمالات غير قابلة للتغير .
كتبت لي بعض أدوية وفيتامينات،
وهي ترمقني بعينين غائرتين ، وتهمس لي بصمت
ألمحة من خلال نظرتها المعجونة بالأسئلة..
قالت لي :
تماماً كما صرت مبتورة ..
-بدأت قصتي من عيادة تقع في أطراف مدينتي التي لم تحتمل ارتجاع وجودي ..
كنت أقفُ في صالة ِ الإنتظار:
كان كل شيءٍ يحتشدُ في ذلك المكان؛
أحلامي ، طموحاتي التي لم تتحقق ،وبقايا من صحةٍ تذهبُ وتأتي مع ارتجافةِ قلبي الواجف.
وأنا أرمي في سلةِ المهملاتِ ببقايا أوراقِ المختبر،
تعثرتُ بصمتٍ طويل ، أحالني إلى غيمةٍ تنزفُ بقايا من دقائقِ العمر الذي لا أدري كم تبقى منه..
كان كل شيءٍ في تلك العيادة ،يمرُّ ببطءٍ وحنق،
كانت وجوه المرضى رجالاً ونساءاً وأطفالاً تعبرُ كل أروقةِ الزمن المركوم في جانبٍ من القدر:
يحدقونَ في يدي التي تنام على وريدها تلكَ الإبرةُ البيضاء التي تشبهُ بياضَ قلبي تماما ً.
يالذاك الطبيب الذي يتصنعُ دور المنقذ وهو يغرزُ في وريدي أبرتهُ المرتجفة، يالتصنعِ عينيهِ وهو يحاولُ أن يبدو حزيناً وطيبا ً جداً،
يالِتلكَ الممرضةِ المسكينة وهي تدور في العيادة وزوجها يلاحقها في كل خطوه وينتظر مايسقطُ في جيبها من نقودٍ ليأخذها ويذهب ليشتري علبةَ سجائر: ثم يعود ليمارس دور "البودي جارد"
عندها نادتني الممرضة كي تخبرني عن نتيجة تحاليل الدم التي أجراها لي الطبيب ،
كأنها تحاول أن تتفن في نقل كلامه الذي أدركت من خلال عينيها أنه بحجم صبر.
بدأت تخبرني عن بعض الأطعمة التي يجب عليّ أن أجعلها في نظامي الغذائي ،
في حين أن القدر كان قد اختار لي ماشاء ،
رتب الصدف بإتقان وجعل كل الاحتمالات غير قابلة للتغير .
كتبت لي بعض أدوية وفيتامينات،
وهي ترمقني بعينين غائرتين ، وتهمس لي بصمت
ألمحة من خلال نظرتها المعجونة بالأسئلة..
قالت لي :
-صحتك مهمة
وصحة طفلك ...
وصحة طفلك ...
لم أدرِ بعدها ماالذي حدث في تلك العيادة ..
رأيتني ممدة على الأرض ، كأي شيء زائد عن الحاجة كأنني أمرٌ أنتهيَ منه .
، ما استطيع أتذكره هو أن لون الجدار كان أحمراً وعليه خطوط بيضاء..
تعاريج غريبة ونقوش قاتمة ، كأن ذلك الجدار يقول لي : أنت تشبهين صمتي وبؤسي وألواني.
رأيتني ممدة على الأرض ، كأي شيء زائد عن الحاجة كأنني أمرٌ أنتهيَ منه .
، ما استطيع أتذكره هو أن لون الجدار كان أحمراً وعليه خطوط بيضاء..
تعاريج غريبة ونقوش قاتمة ، كأن ذلك الجدار يقول لي : أنت تشبهين صمتي وبؤسي وألواني.
نهضتُ أبحث ليدي عن شيء تمسكه ، هممتُ بالخروج فإذا بالممرضة تمسك كفي وتجذبني بقوة ؛ وكأنها تجردني من ذاتي ، من أناي،
كأنها تحمل لي في قلبها نزعة انتقام وتريد أن تصفي معي حساباً من نوع يشبه ماأنا فيه..
كأنها تحمل لي في قلبها نزعة انتقام وتريد أن تصفي معي حساباً من نوع يشبه ماأنا فيه..
كانت "ميلاد" تتحدث وذلك الشيخ يمسح عن جبينه حبات العرق المتساقة ، ينظرُ في عينيها اللتان غطاهما الدمع الغزير ، كأنها غيمة انزعتها الرياح الهوجاء من مكان شفيف ورمت بها في مدى لا يلائم سمكها .
بصوت مرتعش وكفان لا يجيدان سوى الإمساك بالخواء قالت له:
بصوت مرتعش وكفان لا يجيدان سوى الإمساك بالخواء قالت له:
-هل ذقت طعم الجوع يوماً؟
هل تشردت مثلي ،؟
أكلت وشربت من الفقد والحزن ..؟
كانت تلك الليلة التي سلمت فيها جسدي وأنا كعصفورٍ انتزع الصقيع قوته وصار خاوياً ..
مقابل "كيس أرز " أخذته ومضيتُ. وأنا أرتبُ وجعي وأنظف ما طاش من عذريتي المسروقة..
هل تشردت مثلي ،؟
أكلت وشربت من الفقد والحزن ..؟
كانت تلك الليلة التي سلمت فيها جسدي وأنا كعصفورٍ انتزع الصقيع قوته وصار خاوياً ..
مقابل "كيس أرز " أخذته ومضيتُ. وأنا أرتبُ وجعي وأنظف ما طاش من عذريتي المسروقة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق