ضياف البراق
_______&
كم هُم بؤساء يا صديقي! ينزفون بصمت كما العَدَم، يولدون غرباء في انسداد المدى، ينزحون - حُفاةً - إلى ذات المكان المشبوه.
كلما ذهبوا ليحلموا قليلاً بالمطر الحامض، فرَّقتهُم التقاليد في شتاء اللانهاية، وبصقَ بهم الريح على رصيف الرمل.
في كل الهواجس والفصول؛ يزورهم الموت في الثانية مرتين، ويجمعهم الحنين في الدقيقة جنازتين. وكهذا النهار البائد؛ يعشقون الحياة من بعيد، ويغرقون عن كثب في صدأ الطاعون الناقم.!
لا علاقةَ لهم بي، قطْعاً. إنّهم "أنا" وهم ليسوا منِّي. وفي رصاصة أخرى : "أنا" جميعهم، وجميعنا لا نقربَ لبعض ولا نتشابه أيضاً، وربما قد لا نلتقي.!
هذا الجدل الكسيح، أؤمنُ-كثيراً- بأنه سيستهلك كل أعمارنا اليابسة - يا صديقي. لا تهرب، إذنْ!
أنصحكَ ألَّا تتخلى عن قهوة السفسطة، ألَّا تغيب عن دوَّامة "نيتشه"، ألَّا تُراهن على النجاة قادماً. كُن مشاغباً أكثرَ من الزمن.
أنصحكَ ألَّا تتخلى عن قهوة السفسطة، ألَّا تغيب عن دوَّامة "نيتشه"، ألَّا تُراهن على النجاة قادماً. كُن مشاغباً أكثرَ من الزمن.
كُن للقصيدة العابرة، للأطفال الذين فُقِدوا غداً، للسجائر الرديئة، للفجر الكفيف، للمسافة الثكلى، للعَتمة الخالدة، للصوت الغامض؛ ولهذه الحياة الشائعة، كُن.!
أنصحكَ ألّا تحلم..ألّا تبتسم.!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق