د_ أيوب الحمادي
____________&
لم أفهم كلام الدكتور ياسين سعيد في منشوره أن الرئيس السابق صالح هرب إلى الوحدة عندما كانت سلطته في صنعاء مهددة في 1989، فكيف سلطته مهددة واقتصاد الجمهورية العربية اليمنية كان أفضل من الاردن، والدولار ب 8 ريال، والخليج يدعم به والبنوك الزراعية توزع قروض دون ارباح، والتعمير، وصالح في وجدان الكل، والميثاق الوطني في المدارس، والبلد معه وقتها، والنفط ظهر في مأرب، والجنوبيون الذين يطلق عليهم الزمرة كانوا في جهاز الدولة معه، وصالح كان قد سيطر على بعض المناطق الجنوبية، وبالذات المناطق النفطية الحدودية، والمغتربون الشماليون في الخليج دون فيز، والكفالة للمغتربين الشمالين لم تكون موجودة، والفيز كنا ناخذها بالجواز اليمني بنفس اليوم إلى الغرب، وصالح عربيا في وضع رائع، ساهم مع صدام والأردن باعادة مصر إلى محيطها بعد مقاطعة العرب لها بسبب كمب ديفيد، وهو مؤسس لمجلس التعاون العربي، الذي تحقق... وزيارات الزعماء العرب إلى صنعاء بشكل دوري، والعراق في تلك الفترة كان يودع افواج الجيش اليمني في العراق، وهو من توسط لليمن الجنوبي في الولايات المتحدة لإخراجها من التصنيف الإرهابي(ارتباطها في اختطاف الطائرات مع PLO وكارلوس وRAF) في زيارته لواشنطن في نفس تلك الفترة، وهو من كان على علاقة قوية بالخليج وصدام والاسد ومبارك وقبل ذلك بالمملكة العربية، فكيف كانت سلطته مهددة وكان يستجدي الوحدة وميزانية حكومة اليمن الديمقراطي لم تتجاوز 200 مليون دولار في تلك الفترة؟
لا أنكرك أننا طلاب مدارس صنعاء بعد الاعدادية كنا نجد وظائف والكليات العسكرية كانوا ياجوا لنا إلى المدارس يقنعونا ندخلها وطلاب التربية والآداب كانوا يستلمون مرتبات وأكل داخل الجامعة والقروض لبناء البيوت متوفرة ومنح الدولة للطلاب من معدل 75 % فما فوق، وفي اليمن كان يوجد مدرسين عرب وموظفين عرب وأجانب، والخليج لم يوقف دعم اليمن الشمالي، فكيف كانت سلطته مهددة ؟.
أذكر أنا أنه كان معنا مدرسين سعوديين يتم ابتعاثهم من المملكة لليمن واليمن منفتحة على الخارج ورحلات الطيران الألماني إلى صنعاء مرتين في الاسبوع واليمنية ثلاث رحلات إلى المانيا و هذا مثل، و أذكر أننا كنا أطفال نلعب كرة مع الهولنديين في صنعاء وهم يصلحون خطوط الكهرباء والسياحة تشتغل قرعة فلا اختطاف و لا إغتيال.
فإذا كان هناك فترة ذهبية في عهد الرئيس صالح فهي تلك الفترة، فكيف كان هارب وهو في قمة سلطته، أي حتى الأحزاب لم تكون موجودة بحيث يقلق، والبلد مستقرة والناصريين تم القضاء عليهم، وأسرته لم تكون بعد في مفاصل الدولة كما حصل فيما بعد؟
الرئيس صالح زرع نظام فاسد صحيح، وأراد أن يصادر الدولة وتوريثها صحيح، وصادر امكانيات الجنوب ودمر الوحدة بعد 1994 صحيح، أعاق مؤسسات القانون والتعليم بتدخله و قرارته الإرتجالية صحيح، لكن لا أتفق أن صالح كان ضعيفاً يستجدي احداً في 1989.
خروجه من السلطة في 2011 كان بسبب أنه حدث شرخا بشكل كبير في نظامه ويمكن تقول اصلا العيال كبرت.
ثورة فبراير كانت طفرة تغيير في فكرة المنطقة لم يعهدها صالح من قبل ولم يستطيع ايجاد طريقة لوقف تضخمها وتسارع احداثها .
الربيع العربي كان عاصفة فزعت كل الانظمة وخروج صالح بعد تونس وليبيا ومصر جعله ينظر أن النهاية عنده لن تختلف فحبذ الخروج بضمانات حتى يعود إليها بشكل أخر لاسيما و هو من رسم المبادرة الخليجية مع الارياني والقربي.
لكن الاحداث قلبت الطاولة عليه وعلى ماكان يطمح، أي يمكن أن نقول أن سلطته في صنعاء كانت مهددة في 2011 وليس في 1989.
من حائطه بالفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق