اخر الاخبار

تعبنا من الحرب يا أمي



سلطان عزعزي
__________&

من اخبار النشرات المكتوبة بدم الضحايا،
من الطائرات التي تحوم على جثة ايامنا؛
من الانتصارات القادمة من الجبهات والحدود،
تعبنا من الرسائل المتدفقة ليل نهار عن حسم المعركة،
من زحف الأعداء وتقهقهر الأصدقاء.
تعبنا من الفواتير المرهقة
وتفاصيل الموت،
من الانفجارات الليلية والصيف والسكاكين،
من تجار الحروب والسباق المحموم إلى الجنة،
من الغبار المتكدس في اذاننا الذي تبثة  الاذاعات ،
من الطوابير الطويلة التي لانصل فيها الى شئ،
من اكياس النيلون الطليقة في الشوارع،
من القطط الضالة في مدن الاسفلت،
من الكلاب المسعورة التي تعوي في الازقة لتقتل الوقت،
من الضجر الكثير من الانتظار المرهق.
من ركلات الاطفال للكرة  المتطايرة الى وجوهنا في الازقة حين نعبر،
من الهواء المثقل بروائح الكبريت والبارود،
من الحدائق المهجورة والمدارس العاطلة،
من الأمم المتحدة ..ومبعوثها..من خطة الطريق التي لم تجد طريقها إلينا....من الجوعى المتحلقون حول براميل النفايات اخر الليل...من الفراغ الذي يسكن جيوبنا والجوع...
تعبنا..من الصمت السميك الذي نمضغه بضجر خفي،
من الغصة المريرة العالقة في حلوقنا....
الغصة.....التى صعب علينا ان نقذفها خارج شفاهنا،
ببصقة مسموعة هكذا مثلا:
تف.  تف.
ابحث عن حب غير منتهي
الصلاحية، عن غبطة مستمرة،
عن حلم كامل الدسم،
عن مودة مودة بالتقسيط المريح،
عن حديقة بلا عشب، عن عطر صامت،
عن انتصار بلا قتل اوحروب،
ابحث عن شبيه لي.. كي ارى ضعفي به.. خوفي من خلاله.. شجاعتي في قدميه... حرارة قلبي في ملمس يده حين يصافحني.... اريد انا اراني عاريا فيه بعيدا عن مناوراتي الخفية التي يصعب على احد الامساك بها دوني... اريد ان اتحرر من الشخص المختبئ داخلي الملغوم بالحزن..والمحتشد بالهذيان...بعيدا عن الشخص الاخر بداخلي الذي يصطحب بسمته كل صباح.. ويخرج مبتسما.. ويتظاهر امامكم ان كل شئ بخير... اريد ان اتحرر من العبارة التي اصيغها بدقة  واوهمكم انني..ملاك.. أو وردة... أو طائر.. أوغصن...او نهر..اريد ان اتحرر من الجنرالات التي تقيم بداخلي لتصنع هذه الحروب....أتخلص من تمثيل دور الضحية....تعبت من مخازن الذخيرة الكثيرة التي بداخلي... انها قابلة لاي انفجار مفاجئ.. قد تصيب كل شيء حولي بالدمار... اريد ان انزع الفتيل الذي يتحين فرصة الانفجار..مع اول شرارة حب.. اريد لمرة واحدة ان اكون انا.. بعيدا عن ماترسمه الحروف ...من ألوان ..وماتزينه الكلمات...من التعابير......تعبت من الوجود ...داخل المجاز ....من سيحررني من قيود العبارة ....ويطلق سراحي....من زنازين اللغة...من سيحررني....من أصفاد الكلمات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016