اخر الاخبار

معضلة الحزب الاشتراكي اليمني.. جسدٌ متوهج ورأسٌ فاتر..!




أسامة عبد الملك القرشي
_________________&


الحزب الاشتراكي حزبٌ تقدمي له تاريخٌ نضالي كبير، وتقوم مبادئه في الأساس على قيم التحرر والانتصار لطبقة العمال والكادحين والدولة المدنية الحديثة التي ترتكز على قيمة المواطنة المتساوية بمعزلٍ عن الطائفية والسلالية والعرقية، وكان يُعوّل عليه الكثير من قبل الشرائح المتطلعة إلى قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية، وتسنّت له فرصة كبيرة لتصدّر المشهد في اليمن وحمل آلام وآمال الجماهير بعد أن يئست من المشاريع الفئوية الضيّقة التي تتصارع بهدف التمكين لقوى تقليدية رجعية تسعى لترسيخ الاستبداد، سواءً بلباس المشيخة أو السلالة أو العسكرية القبيلة وهو ما ملّ منه المواطن البسيط وأصبح يبحث عن مشروع ثالث يخلّصه من هذه القوى المستبدة وهو ما ينبغي أن يحمله الحزب الاشتراكي باعتباره أكبر فصيل تقدمي مدني في البلد.

فما الذي جعل الحزب يتراجع عن دوره الطليعي وجعله يذوب وسط هذه الصراعات والتجاذبات ؟!

تعرض الحزب لحربٍ ضروس واغتيالات لأبرز أعضائه وكوادره ومصادرة لمقراته وأرصدته مما أفقده الكثير من مقومات نضاله الجماهيري وعمله السياسي، وقد دُشّنت هذه الحرب منذ حرب صيف 1994، وقد عملت كل هذه القوى التقليدية على إضعافه وسلبه دوره، بحيث حاولت كل قوة من هذه القوى إضعاف الحزب لتجره إلى مربعها أو تضعه في نفس خطها وذلك بشقه أو دس عناصر فيه تعمل على تمييع دوره وتضعه تحت وصايتها.

ولما فشلت هذه القوى في شق الحزب وتفريخه- عبر محاولات متعددة- لجأت إلى الخيار الثاني ونجحت في دس عناصر انتهازية في البناء التنظيمي للحزب استغلت سلبية قياداته الباهتة المتبقية واستطاعت الوصول إلى مراكز متقدمة تلعب دوراً مؤثراٌ في توجيه سياسات الحزب ونجحت هذه العناصر في توجيه مواقف الحزب لتتماهى مع تلك القوى التقليدية الرجعية، فتشتت موقف الحزب بين عناصر تتبنى موقف القوى المشيخية النافذة المنضوية ضمن إطار التنظيم الإسلامي"التجمع اليمني للإصلاح"، وعناصر تتبنى موقف جماعة سلالية تطلق على نفسها اسم "أنصار الله"، وعناصر تميّع مواقف الحزب تجاه النظام السابق المتسلط المتمثل في " صالح وأعوانه"، وظلّت قيادة الحزب العتيقة تراوح بين هذه القوى الثلاث وتهادن في مواقفها تجاهها حتى فقد الحزب رؤيته المستقلة ومشروعه المدني الذي يتعارض مع نهج وأساليب هذه الجماعات الثلاث.

والحل؟!

الحل يكمن في ضرورة أن تتواءم القيادة العتيقة للحزب مع توجه قواعدها الشبابية المتحمسة والتي تمثل الصدق في اتخاذ المواقف، وأن تتيح مجالاً لهذه العناصر الشابة  أن تأخذ مواقع تنظيمية متقدمة لبلورة خط الحزب المستقل الذي ينادي به الشباب ويعبرون عنه دوماً في هتافاتهم:"وطنية قومية أممية، لا مشيخية ولا سلالية "، فالتيار الشبابي المتوهج هو التيار الجارف الأصدق، بعيداً عن التزويق وادعاء العقلانية التي تبهت مواقف الحزب، فالجماهير تتطلع لبيانات الحزب التي تحتاج مواقف واضحة، ولهجة صادقة، بعيداً عن التزويق، ومحاولة استرضاء كل الأطراف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016