اخر الاخبار

بهائيو اليمن الحُب في مواجهة الحرب والأغنية تواجِه البندقية





إندو الفقي
_______&


(لا تقنع بإضهار الود قولاً فقط دع قلبك يشتعِل حُباً ومودةً لكُل من تُصادِفه في طريقك) ــــــــ نص مقدس من المآثِر البهائية ..

في يومٍ لا مثيل له يحتفِلُ البهائيين في جميع أنحاء العالم بعيد النيروز ِ....

مايُهِمني وأخص بالذكر هنا هذا البلد المغلوب على أمرِه بينما طوائف المسلمين يتقاتلون فيما بينهم والخطاب الدموي هو السائد يظهرُ البهائيين ليحتفِلوا بعيد النيروز عيد بداية الربيع وأول يومٍ من شهر البهاء بداية السنة البهائية....

رغُم الإظطهاد الذي يتعرض له البهائيون في اليمن من أطراف الصراع مجتمِعة الفرقاء الذين لم يتفِقوا على شيء إلا على إظطهاد هذه الجماعة التي لا ذنب لها سوا أنها تُريد بِناء مجتمعٍ سليم....

يحتفِل البهائيون اليوم بعيد تفتُح الأزهار بعيد الجمال بعيد السلام يحتفلون بالحُب على طريقتِهم كان هُناك فقرات غنائية قدمها البراعِم قدمها الجيل الصاعد الأطفال نعم أطفال البهائيين هم من يحمِلوا على عاتِقهِم الأغنية بدلاً مِن حمل السلاح بينما أطفال الطوائف الإسلامية يموتون في الجبهات .....

في عيدِهم يُلقي الأطفال كذلك القصائد قصائد الحُب قصائد السلام بينما أطفال المسلمين يتغنوا بزوامِل البربرية وشعارات الموت والقصائد الهوجاء التي تدعو إلى الموت ...

ما أدهشني اليوم وأنا أشاهِد طِفلة لا يتعدى عُمرها السبع السنوات تتكلمُ أكثر مِن لغة (الحان) هو إسمها...

إسمها معزوفة وهي سيمفونية حُب تُغرِدُ للسلام.....

سام طِفلٌ هو الآخر يتكلمُ ثلاثُ لُغات يُجيدهن الإجادة التامة عمره لا يتجاوز العشرة أعوام سام لم يفرح كثيراً بِخبر الإفراج عن أبوه الأستاذ نديم السقاف وأمه الأستاذة روحية ثابِت مِن سجون الأمن القومي بِصنعاء حتى فُجِع مرة أخرى بخبر إعتِقال والِده وجده لأمِه في عدن بأي ذنبٍ يعيشُ هؤلاء الأطفال هذه المأساة؟

لا تعليق فقط سؤال ماذنب هؤلاء؟

أيمن الطِفل المُعتقل سابِقاً  هو وأبوه وشقيقته التي تكبره بعامٍ واحد فقط ....

أيمن يمتلِك حُنجرة ذهبية وإحساسٍ يفوقُ الخيال حين كان يقرأُ القصيدة إقشعر بدني وأرتجفت أعضائي لم أستطِع السيطرة على نفسي وذهبت إلى أبوه وقبضتُ على يديه  وبِنبرة حزينةٍ على حالِ أطفالِنا كنتُ أوصيه قائلاً : الله الله في أيمن لا تدع شيئاً يقتُل موهِبتُه هذه أو يقِف في طريقِه قِف وراء ضهرِه بِكل ما أوتيت مِن قوة فاجآني بردٍ لم أتوقعه إطلاقاً قال لي بِالحرف أو فيما معناه : ( لن أموت إلّا بعد أن يحقِق أحلامه وأحلامي التي استعصت عليّ )

للحظةٍ شردتُ مذهولاً مِن هذا الرد الصاعِق
تولّد في رأسي حينها ألف سؤالٍ وسؤال
بِأي ذنبٍ تعتقِلون هؤلاء ؟ ماذا فعلوا ؟
أنا الطِفل وهم من بلغوا العشرين حقاً ....

وأنا هنا لن أُسرِف في الكلام فلو تكلمت بِكل ما رأيته لن يكفي العُمر لسرد كُل هذا الجمال....

وفي هذه الأجواءٍ التي لم يسبِق لي وأن عشتها مِن قبل  غمرتني الدهشة واستولى علي الإنبِهار وأنا أشاهد هذا البهاء الذي بدا واضحٌ عليهم النور والحُب يشِعُ من جباههم ويسطع جمال قلوبهم لينعكس ذلك على تعاملهم الحفاوة التي يعاملونك بها تشعرُ أن هولاء ليسوا بشر بل ملائكة أنقياء خُلِقوا ليكونوا هم روح كل مجتمع وقلبه النابِض ..

يتبلدُ أنا في حضرةِ أي أحدٍ منهم حقاً يعجزُ اللسان عن وصفهم ..

في خضم هذا الجمال قررت أن أختار أحداً منهم وأعيش معه لعشر دقائق بِكُل تفاصيلها لأرى إن كنت سوف أستطيع أن أكتشف أي صِفةٍ سيئة لا تتوافق ومعايير الجمال.


خلال هذه المدة الزمنية كنتُ أُدقِق في كل تصرفاتِه وأفعاله وكل ما يتفوه به لا أُغادِرُ نبت شفةٍ ولا حركةٍ إلى أحصيتها وعند إنتهاء هذه المُدة أكتشفت أن الشيء السيء الوحيد هو أنني قررت إختبارهم وأنني أضعتُ هذه اللحظات في مراقبتِهم ..

للتو أندُب حظي العاثِر ليتني تعرفت عليهم منذو زمن ليت سنواتي العشرين أُختصِرت للنصف بل للرُبع مِنها وأعيشها بينهم

حقاً إنني أتبلد تتبخرُ الكلِماتُ في حضرتهِم .

وقبل الختام لا يسعُني إلّا القول :
هنيئاً لنا يأهل البهاءِ بِكُم
كل عامٍ وأنتم روح هذا المجتمع.
كل عامٍ وأنتُم عيدٌ لنا في كلِ لحظة.
كل عامٍ وأنتم منبعٌ للنور وموئلٌ للجمال ومستودعٌ للنقاء.

وخِتاماً: رسالة إلى من يعتقِل البهائيين...
هل فكرت يوماً أنك تعتقِل من يمتنع عن التدخين لا لشيء إنما لا يُريدُ أن يلوث الجو بدخان هذه السجائر؟؟

هل سألت نفسك يوماً لماذا تعتقِل من يُعامِل المهمشين من تسمونهم بالأخدام وكأنه أخٌوه مِن أمِه وأبوه؟؟

هل عاتبت نفسك يوماً وسألتها ؟ 

ماذا فعل هؤلاء لكي نرمي بهِم خلف القضبان ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016