اخر الاخبار

هلوسات تُشبِهُني




إندو الفقي
______&


(فقلتُ له لما تمطى بِصلبه
وأردف إعجازاً وناء بِكلكلِ.

ألّا أيُها الليلُ الطويل ألا أنجلي
بِصُبحٍ وما الإصباحُ مِنكَ بِأمثلِ).

إمرؤ القيس كان يُدرِكُ جيداً أنه بعد زمنٍ سيأتي فتىً عشريني طائش لا يفقه في الحياةِ شيئاً إلى الوجع، لا يأبه بشيء ، ولا يُفكِر بشيءٍ سوا كيف يتغلب على وجعٍ حتى يُباغِته وجعٌ آخر من نوعٍ مُستبِد.

يُصارع الإنكسار
يتنقلُ بين الآهات من آه وجع فقدان عزيز إلّا آه وجع كلِمةٍ جارحة مُني بسماعها وهو يمُر بين تناهيد الألم على رصيف الكآبة .

يتنقلُ بين الخيبات، يغفو بين الفينة والأخرى ليصحو على سماع وقع خطى وجعٌ قادِمٌ مِن بعيد يبحثُ عنه.

يعرِف جيداً هذا الفتى الطائش انه سيأتي يوماً ما وقد أثقلت الأوجاع كاهله حينها جسده النحيل لن يقوى على التحمُل أكثر وسيصبِحُ معاقاً لا يقوى حتى على التفوه بالآهات.

رئته المُشبعةٌ بالسجائر الرخيصة لم يعُد يتنفس منها إنه يتنفسُ الآن من أصبعٍ في قدمه مقطوعة لا يتذكر متى ولا أين قُطِعت لكنه يشعرُ بإمتِنانٍ للحظة التي بُتِرت فيها هذه الأصبعُ النحيلة.

هذا الفتى العشريني يُشبهني كأنا تماماً لا يخلُدُ إلى النوم إلى بعد أن يُعدِد الخيبات التي قلمت شعرُ إنكساراته طوال الليل هو لا ينامُ مثلي تماماً بل يموتُ لِساعات
وحين ينقضي وقت موتته المُحددة.

يدفعُ وجعُ الحياة باب الغرفةِ الموارب ويدخلُ قبل حتى أن يؤذن له بالدخول.


يهِبُ مسرعاً ويتلبسُ بِه خشية أن تمرُ لحظة واحدة على هذا الفتى مِن دونِ وجع.

ويصحو أنا مِن الموتةِ الصغيرة الفتى أقصِد وهو لا يعقِلُ شيئاً غير أن إمرؤ القيس هو قائلُ هذا البيت:
(فقلتُ لهُ لما تمطى بِصُلبِه
وأردف إعجازاً وناء بِكلكلِ

ألّا أيُها الليلُ الطويلُ ألا أنجلي
بِصُبحٍ وما الإصباحُ مِنكَ بِأمثلِ ).

ويُدرِك أيضاً أن هذا الليلُ لن ينجلي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016