رفيقة الكهالي
________&
عامان من عمر عاصفة الحزم وما رافقتها من عمليات عسكرية لدول التحالف العربي لإنهاء التمرد العسكري الذي قاده المخلوع صالح وحليفه الحوثي ضد الشرعية التوافقية والتسوية السياسية التي حاولت جاهدة تجنيب البلد الإنزلاق الى أتون الحرب الأهلية .
السادس والعشرون من مارس لسنة ٢٠١٥ م، مثل فجراً جديداً ليس فقط لبلادنا ولمواطنينا وأنا أحدهم، وإنما للمنطقة برمتها.
فعلى المستوى الشخصي كأحد أبناء تعز، كان وقع هذا اليوم علي مختلفاً تماماً، فهو يوم من أيام الصمود والصبر والتضحية لا ينسى، لم لا ونحن أحد الذين إكتوينا بنيران الحقد الإنقلابية وما زلنا نعاني من حقدها وإجرامها حتى الآن.
نتذكر وتتذكرون الأيام التي سبقت هذا التاريخ، فقد تم الإعتداء أمام معسكر القوات الخاصة بجولة القصر، على الشباب والمعتصمين السلميين الرافضين لغزو المحافظة، أو إستخدامها كمعبر نحن لحج وعدن والجنوب، تم الإعتداء بإطلاق الغازت السامة والرصاص الحي، وإرتكبت الميليشيات الحوثية والعفاشية مجازر بحق الشباب والمواطنين الأبرياء ..
حقيقة لن أستطيع التعبير عن الألم الذي كان يمزقنا كثوار ونحن نرى تقويض أركان الدولة والجيش ، والبلد تتهاوى تحت وقع أقدام جحافل عملاء إيران، أضف إلى هذا الشعور بالعجز القاتل أمام آلة القمع الوحشية، مرارة الظل والقهر بسبب تلقينا خبر وفاة أخي الذي قتل أمام المعسكر الذي رشت قواته الرصاص على الجميع، ولم تفرق بين المعتصمين والمواطنين وتم القتل بكل عنجهية ودم بارد ...
عني لم تمر ليلة أحلك من تلك الليلة، ليلة السادس والعشرون ، ليلة إختلطت فيها مشاعر الحزن والغضب والخوف والقلق والقهر والحمل الثقيل الذي جثم على صدورنا وخنقت فيه عبراتنا وأنفاسنا، أظلمت الدنيا في وجهنا ونحن نرى ونسمع طبول الحرب تقرع في كل الوطن، والبلد تتساقط محافظة بعد الأخرى وبسرعة جنونية، تلك الليلة ، التي أطبقت السماوات علينا، وإنسد الأفق لساعات بدت وكأنها قرون ، قبل أن يلوح الأمل ويشرق الفجر من جديد، . وكأنك ياربي إستمعت لتوسلات القلوب المكلومة، والأعين التي تنزف دماً .. في الصباح . تنفسنا الصعداء .
وأشرق في عالمنا الحزين أنوار عاصفة الحزم .. عادت الروح وكأن مشيئة الله أبت الإ أن يأتي الفرج بعد أشد اللحظات سوداوية وحزناً وعذاباً ....
أنقذتني عاصفة الحزم وخففت عني وعن الكثيرين ممن ذاقوا ظلام وظلم تلك الأيام وتلك الليالي .. إنطلقت عاصفة الحزم ومعها إنطلق الأمل ، عاصفة عصفت بالطغاة والظالمين والمجرمين . كانت ومازالت ...
عاصفة عصفت بمشروع الغدر والخيانة والعمالة، مشروع التمدد الإيراني ومعه أحلام أوغاد صنعاء وصعدة الذين أرادوا فرض أنفسهم بالقوة ضد الإرادة الشعبية التي إنتفضت بالملايين وثارت حتى أطاحت بالمخلوع وعائلته..
تنكر المخلوع لفرص السلام التي قدمتها الثورة، من أجل مصلحة البلد وتنازلت له، فعاد التحالف العربي لفرض الإرادة الشعبية بالقوة، وحماية الشرعية ومخرجات ثورة فبراير، وكانت العاصفة باكورة العمل العسكري الذي لم ينقذ اليمن فقط، وإنما أنقذ المنطقة برمتها ، وحاصر النفوذ الإيراني ، ودمر أطماعه على أكثر من مستوى ..
حقيقة إستطاعت عاصفة الحزم إعادة رسم المشهد وتحريك أدواته بإتجاه هدف كبير وأشمل من مجرد دحر الإنقلابيين ..فقد إستطاع التحالف وبقيادة السعودية من مواصلة الضغط السياسي والعسكري لخنق التمرد وتشتيت جهوده، وقطع خطوط الإمدادات إبتداء بإغلاق مطار صنغاء وتحرير المحافظات الجنوبية وإستكمال السيطرة على كامل السواحل ومنها سواحل ميدي والمخأ والتي كانت من أهم طرق تزويد الميليشيا بالسلاح المهرب من إيران..
ومعركة إستعادة الحديدة الآن تدخل في هذا الطريق ..
ومعركة إستعادة الحديدة الآن تدخل في هذا الطريق ..
أرادت إيران محاصرة وخنق السعودية فحاصرتها السعودية وخنقتها ...
قام التحالف العربي ومعه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بطرد الإنقلابيين من الجنوب ونقل المعركة الى قلب مناطق نفوذ الميليشيات في صنعاء وصعدة وهذا بدوره سيعجل بالسقوط ليس للإنقلاب فقط وإنما للمشروع الإستعماري برمته، هذه الهزائم المتلاحقة هي ما تدفع المخلوع والحوثي للصراخ والعواء والندب والنياحة والتزوير والتضليل عبر وسائل إعلامهما ليلاً ونهاراً ..
لم تكن عاصفة الحزم وما تبعها منقذ للأمن القومي الوطني للبلد ، ولكن الأمن القومي المشترك بين اليمن ودول الخليج عامة والسعودية خاصة ، فهي الحاجز الذي كسرت على أعتابه الطموح الإيراني المتمثل بإستكمال الهلال الشيعي والممتد من العراق وسوريا ولبنان ومرورا ببلادنا .. فالهزائم التي منيت بها ايران وأدواتها العفاشية والحوثية كانت سببا مباشرا لإعادة الدول مراجعة الدور الإيراني الذي يتقلص ويخسر شعبيته وداعميه يوماً بعد يوم ، وهذه مكاسب تحسب للسعودية والتحالف وتنعكس علي المنطقة ومستقبلها .
لقد قدمت إيران هدايا مجانية للعرب الذين كانوا يعانون من التمزق والإختلاف والتشظي ، فقد إستطاعت بغبائها وأطماعها المتهورة وسياستها التصدامية الرعناء من تجميع العرب ولو جزئياً، وساهمت من حيث لا تريد في تكوين وحدة مصيرية سياسية وعسكرية سيكون لها ما بعدها ،ولو لم يكن الإعلان عن التحالف العسكري الإسلامي الإ إحد نتائج رعونة الإمبراطورية الفارسية لكفى ...
وكما إستطاعت السعودية تأمين حدودها بالجنوب والشرق والشمال فقد كان تحرير باب المندب والمخأ وميدي، بوابات لتأمين الحماية لحدودها البحرية الغربية،،
وهذا معناه المزيد من الحصار للإنقلابيين والإستنزاف،
فيما الشرعية والجيش الوطني والتحالف يزداد قوة ويسيطر على المزيد من الأراضى ويتمدد....
أيضا وقوف عاصفة الحزم بجوانبها العسكرية والسياسية والإعلامية كحاجز صد أمام الطائفية التي أرادت إيران إغراق المنطقة برمتها فيها ، وتحشيد الرأي العالمي ضد النزعات العدائية وضرب المقدسات الدينية، وهذا بدوره أدى إلى المزيد من الضغط إلى الحد الذي يتخلى فيه المتمردون عن عنادهم اليوم، ويرفعون شعارات ال....!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق