وكالة أرصفة للأنباء_ صنعاء
_______________________
لجأ نشطاء اعلاميون يمنيون بعد انسداد الأفق السياسي في بلادهم الى مواجهة آلة الحرب بإطلاق مبادرات اعلامية واجتماعية نوعية شكلت في الآونة الأخيرة ردود فعل واسعة في مجال نشر ثقافة التعايش وضرورة تحقيق التوافق الوطني وحل النزاعات سلمياً.
وفي ظل القصص المتعددة لتلك المبادرات التي يطلقها النشطاء الاعلاميون الذين يعملون من أجل ايقاف الحرب في بلادهم تأتي مبادرة مشروع "نشر ثقافة السلام وتمكين التحول السياسي في اليمن "في مقدمة تلك المبادرات نظرا لمهنية تلك المبادرة القائمة على القواعد العلمية في مجال تنفيذ الحملات الاعلامية فحاليا يقوم نشطاء اعلاميون وباحثون في استطلاع الجمهور اليمني في اربع محافظات يمنية رئيسية كعينة احصائية لتعميم نتائجها على الجمهور اليمني لمعرفة قضايا النزاع والاسباب الحقيقية لاستمرار الصراع في اليمن من وجهة نظر الجمهور ومن ثم تكثيف العمل الاعلامي المهني حول تلك القضايا بما يحقق التوافق حولها.
مضامين اعلامية مهنية في الاسهام بحل النزاع
وبحسب رئيس المركز الإعلامي للتنمية المستدامة وهي المنظمة المنفذة لمشروع المبادرة فإن الحملة الاعلامية تسعى الى خلق مناخات ملائمة لتحقيق التحول السياسي في اليمن وينفذها المركز كمشروع مدني بالتعاون مع منظمة ايركس الدولية ضمن برنامج المعونه الاقليمي للامم المتحدة.
وترتكز قوة مبادرة المشروع وفقا لرئيس المركز على منهجيتها العلمية فهي تقوم على ايجاد قاعدة معلومات حقيقية حول قضايا النزاع المدمرة في اليمن من وجهة نظر الجمهور ومن ثم اعداد مواد ااعلامية تدريبية ملائمة لواقع الازمة في اليمن يتم اكسابها لنخبه من الصحفيين الذين سيتم اختيارهم بعناية من المؤسسات الاعلامية اليمنية وتمكينهم من مهارات احترافية في التدخلات الاعلامية في قضايا النزاع الرئيسية في البلاد كقضية الصراع على السلطة والصراع على الثروة والاسهام بتقريب وجهات النظر السياسية حولها.
وبحسب الحيدري فإن اطلاق مثل هذه المبادرات جاء من رحم واقع الصراع المعقد الذي يعيشه اليمن والذي خلف مأساة انسانية تعد وفقا للأمم المتحدة واحده من اسوأ كوارث العالم التي نعيشها في القرن الحادي والعشرون فوقا لتقديرات المنظمات الدولية فقد سقط في الحرب الأهلية اليمنية الحالية ما يقرب من (30) الف قتيل وعشرات الالاف من الجرحى وبات اكثر من ثلثي اليمنيين يعانون من الجوع المدقع ناهيك عن تدمر البنية التحتية بشكل شبه كامل وتوقف التعليم وانقطاع ابسط الخدمات الاساسية .
مواجهة خطاب الكراهية ابرز اهداف المبادرات الإعلامية
ويأتي هدف مواجهة الخطابات الاعلامية التحريضية لوسائل الاعلام سواء كانت المحلية او الخارجية التي تتبع سلطات دول الاقليم ضمن ابرز اهداف المبادرة فوقا لرئيس المركز الاعلامي للتنمية المستدامة فإن الخطاب الاعلامي التحريضي الغير مسئول يأتي على رأس قائمة الاسباب والعوامل المثير للنزاع وتفاقمه ويجب على جميع الاعلاميين المهنيين مواجهة هذا الخطاب بخلق اعلام مضاد حيادي داعي لثقافة التعايش وايقاف الحرب وحل النزاع وفقا لمبادئ الحوار والحل السلمي لقضايا النزاع .
وقد عاش الاعلام في اليمن بعد نشوب الحرب في مارس من عام 2015 أوضاعا رهيبة فحالات القتل والقمع والمضايقة التي تعرض لها الصحفيين ووسائل الاعلام التي كثير منها تعرضت للاغلاق كل هذا غيب دور الاعلام المهني والمحايد وفتح المجال امام الاعلام التحريضي المتخندق وراء الاجندات السياسية للعب الدور الاكبر في تأجيج الصراع واثارته في اليمن.
خلق منابر اعلامية داعية للتعايش والسلام
مبادرة نشر ثقافة السلام في اليمن تسعى في اطار خطتها الاعلامية ايجاد شبكة وطنية متخصصة في نشر ثقافة التعايش وتعزيز مناخ الحوار فبحسب تصريحات رئيس المركز الاعلامي للتنمية المستدامة فان من اهم اليات عمل هذه المبادرة هو اطلاق شبكة اعلامية متخصصة لنشر ثقافة السلام وستضم عشرات الصحفيين الذين سيعملون على تكثيف النشر الاعلامي في مجال التوعية باهمية تحقيق التحول السياسي وضرورة التعايش الاجتماعي.
الدكتور والخبير الاعلامي الدكتور احمد عقبات وهو استاذ في الاعلام في جامعة صنعاء يقول ان مثل هذه المبادرات في ظل واقع الشحن الطائفي والسياسي هي ضرورية واداه قويه في مواجهة الخطاب الاعلامي التحريضي غيرانها لكي تكون فعالة ومثمرة يجب ان تتوفر لها مناخات من الحرية الملائمة.
في المقابل يرى الخبير الاعلامي الدكتور عبد الباسط الشرعبي ان المبادرات الاعلامية التي بدأت اصواتها بالظهور مؤخرا في الازمة اليمنية يعكس الوعي المتقدم لكثير من الاعلاميين في اليمن وعلى الجميع دعم مثل هذه المبادرات فايقاف الحرب وحل ازمة الحرب الاهلية تبدأ من مرحلة ايقاف الخطاب التحريضي المفاقم للصراع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق