عبد الرحمن بجاش
يقترن العشق بالمدينة، يقترن الهمس بالمدينة، يقترن الحب بالمدينة، تقترن الآهات بالمدينة، تقترن نظرات العينين بالمدينة، يقترن بث الهموم بالمدينة، تقترن المدينة بالمرأة، لونا، عاطفة، صمتا معبرا، جمالا، شوقا، املا، شجنا، غزير مطر يتدفق إلى النفوس، فيحيلها إلى نفانف هثيم، تغزو مسامات الجدران فتحيلها إلى لوحات تتحدث، تعبر عن نفسها، امرأة استثنائية، تقول بلغة استثنائية ما تود الروح أن تسمعه بثا ومناجاة بين عاشقين، امرأة ومدينة تتداخلان ببعضهما، يشكلان لوحة لم تفك رموزها حتى الهزيع الاخير من هذا الليل الذي جزع علينا مع بقايا، قمر وضوء انعكس انكسارات، مد وجزر، تحيل جدران الشوارع العتيقة إلى سماعات تذيع الموسيقى بكل هيامها وشجنها وعرفها، وذلك الغمام المتحول إلى نتف في صدور العشاق فقط وابدا.
ماذا تقول المدينة ليلا ؟ لا ادري لم السؤال فقط يوجه إلى امرأه !!!، هل لان المراة والديمومة وجهان لشوق واحد؟؟؟، هل لان المرأة من يعرف لغة القلب، ومن تحمل تسعة اشهر فتدرك ما يعنيه الوجود !!!، وتعرف أن القلب الصغير جدا يتحمل هموم حياة باكملها على صغره !!!، هي المرأة المدينة إذا.
كنت إذا استبد بي التيه، لجأت إلى المدينة اسمع همسها، فاهيم في الشوارع المتعرجة مساء وليلا، تطل علي من نوافذ وراءها الهمس اللذيذ، اضواء حمراء، صادرة عن ارواح تحتضن الشبق اثنين اثنين، وكلما رفعت عيني باستحياء إلى رؤوس البيوت تتداخل في اذني آهات، وتتحول الشقوق في الجدران إلى منابع للضوء والفرح.
ويظل السؤال امراة: ماذا تقول المدينة ليلا؟ الفقراء يتحدثون عن لقمة تسد الجوعِ صمت يتحول الى همس، لغة تتحول إلى سفر من رغبة، يبدأ بصوت هامس يسال عن لقمة يسد بها جوعه، همسة حب ترسلها أم يتدثر طفلها بدفئها، جدران تدير ذكريات السنين بتذكر من مر عليها، من لمسها، من اودع بمرور اصابعه عليها كل الام السنين واحلامها وامالها، عيون عبر الظلمه ترسل انفاسها عبر النوافذ تتوزع في طرقات الليل البهيم، تطبطب على ارواح سكنت الزوايا تبحث عن دفئ الانسان، عاشقين يهمسان في الظلمه، يبوحان بشوقهما، واشجان العمر الذي ولى، وقادمه الذي سياتي، وشاب يحدث نفسه عن المستقبل، وحارس ليل يتمنى كوب دفئ من قهوه سيدفع عمره ثمنا له، وايد ترتعش بردا تتحلق حول لمعة النار، ونهود ترسل عبر حمرة نوافذ الليل رسائل هوى للحبيب البعيد عله ياتي.
وان توجعت المدينة، تنهدت المراة، وان دندن ناي في الهزيع الاخير، فثمة ناي تاتي به الريح من بعيد يحمل امنيات الانسان بلحظة آتية اجمل، وعريس ينتظر الصبح الذي ياتي بعد الفجر ليشبع عرسا، وشعاع ضوء يخترق المسافات معلنا عن نهار قادم.
لله الامر من قبل ومن بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق