وكالة أرصفة للأنباء_ تقرير
في مهمة سرية أعقبها إنزال جوي.. ليس في قندهار الأفغانية هذا المرة، بل كانت عمليةً نفذتها قوات النخبة الأمريكية لاقتحام منازل لعناصر قيل إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بدأت بقصف جوي من طائرات دون طيار، قبل أن تقوم مروحيات عسكرية بإنزال قوات من المارينز..
تعد هذه العملية أولى مغامرات السيد الجديد للبيت الأبيض، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته العنصرية الراسخة المرتكزة على التمايز الديني والاثني، وقد وجهت له اتهامات تنعته ببعث الفكرة النازية في غير ثوبها.
أسفرت الاشتباكات بين القوات الامريكية ومسلحين عن مقتل نحو 45 شخصا بينهم الشيخ القبلي المصنف ضمن القيادات البارزة في جماعة أنصار الشريعة، عبدالرؤوف الذهب واثنان من أشقائه، وأكثر من 10 مسلحين من جنسيات عربية وأجنبية، إضافة الى مقتل جندي أميركي وإصابة 3 آخرين، وذكرت مصادر إعلامية أن إحدى طائرات الأباتشي المشاركة في العملية أسقطت بنيران مسلحي التنظيم.
من بين القتلى أطفال و6 نساء من عائلة الذهب، فيهن ابنة الشيخ أنور العولقي الذي قتل بغارة دون طيار نهاية العام 2011، كما قضى عدد من المسلحين خلال الغارات الجوية والعملية البرية التي استمرت نحو ساعة كاملة بمشاركة كلاب بوليسية، وفقاً لمصادر محلية، وشهود عيان، وأثارت الحادثة سخطاً عارماً في المجمتع اليمني، بمختلف مكوناته الاجتماعية والسياسية، معتبرين ذلك تعديا على الدم اليمني، وانتهاكاً للسيادة الوطنية.
مصادر أمنية قالت إن العملية السرية شهدت مشاركة العشرات من قوات الكوماندوز الأميركية، في هجوم هو الثاني من نوعه منذ الإعلان عن تأسيس تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب عام 2009، بعد العملية الفاشلة لإنقاذ صحفي أميركي من قبضة التنظيم الجهادي في ديسمبر 2014.
التحرش بالسعودية
يبدو ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب السيء السمعة، الذي ساقته رياح الديمقراطية إلى رأس هرم السلطة، خالي الكف من أي انجازات سياسية سابقة، يريد أن يكون له مكاناً بين الرؤساء الامريكيين صانعي التحولات الكبرى في أمريكا والعالم، لذا فإن السيد الجديد يسعى جاهداً ليبدو قوياً وحازماً منذ بداية عهده الرئاسي، وترسيخ ذلك الانطباع في المخيال الامريكي والعالمي، وكأنه اطمأن إلى الحكمة الأمريكية القائلة First impression is the last impression (الانطباع الأول هو الانطباع الأخير).
متابعون تحدثوا لـ"مُسند للأنباء" أن هذه العملية التي نفذها الأمريكيون تأتي لايصال رسالة من الرئيس الجديد للملكة العربية السعودية مفادها أن الولايات التحدة موجودة دائماً على مسافة كافية من الأحداث، وهي قادرة على التدخل وإلحاق الأذى بالطريقة التي تراها مناسبة، وفي الوقت الذي تحدده.
ورغم وضوح المغزى المغلف بمسميات مكرورة _استُهلِكت مراراً في الخطاب السياسي الأمريكي على مدى عقدين، توارت تحت مبرارات مكافحة الارهاب والدفاع المسبق عن النفس_ لم يترك الرئيس الأمريكي متسعاً لتأويلات المحللين للخوض في دلالات العملية العسكرية التي باغتت المتشددين الجهاديين بتلك الطريقة التي لاتبررها ضرورات الموقف، حيث سارع الرئيس الامريكي ترامب إلى تأكيد رسالته لدى أمراء البلاط في الرياض، حين هاتف من مقر سلطته في البيت الأبيض الملك سلمان ابن عبد العزيز، مستهلاً حديثه بـ"صباح القهوة العربية"، وكأنه يؤكد أصداء رسالتة المستفزة من باب الاستعلاء السياسي والعسكري، وهو ما يعد في العُرف الديبلوماسي، صفاقةً تجافي اللياقة السياسية.
من الواضح الادارة الأمريكية الجديدة تحاول التقليل من المصالح المشتركة التي تربطها مع المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن المملكة السعودية تعد لاعباً رئيساً من الوزن الثقيل على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، ناهيك عن الزعامة الدينية للعالم الاسلامي باعتبارها مهبط الوحي، وحامية بيضة الدين، وقد حرص صانعو السياسية الأمريكية منذ تأسيس المملكة في القرن الماضي على مراعاة هذا الجانب، كونه يخدم المصالح الأمريكية بكثير شيء، خصوصاً على صعيد الاقتصاد والنفط، لكن من المحتمل أن استهتار ادارة ترامب بتلك المصالح المشتركة قد يفتح المجال واسعاً على تكهنات تجر على إدارة ترامب سوء الطالع.
المصدر مسند للأنباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق