نعمان الميدان
حلب؛ يا وجعي الدافق كشلالات نياجرا، وألمي المتدفق كأمواج ساحل أبين، وظلالي الداكنة الحزينة كغابات الأمازون، وكثافة مواويلي الغارقة في تراجيديا البين، وواقعي المفزع جراء فاجعة القصف بالأسلحة المحرمة.
حلب؛ يا مدينة جسدت واقع مدينة منكوبة، حلب المدنية والرقي والتاريخ والحضارة وهي تتعرض لغزو بربري همجي مستفحل في كهوفيته المعتمة وجهله المطبق ووحشيته الحاقدة المجردة من كل القيم.
حلب؛ ياحزناً يفوق حجم الحزن في واقعنا اليومي الأليم وفاجعة تفوق كل الفواجع.
حلب؛ يا ألقي الذي خبى تاركاً إياي أتخبط وسط الظلام الكثيف.
حلب؛ يا بهائي الذي غادرني تاركاً إياي في وطن يسكنه التوحش والغربة.
حل؛ يا إكتمالي الذي عدت بفراقه إلى ماقبل البدايات.
حلب؛ يامن تتركتيني وأطفالك نهباً للرعب وطعاماً للفاجعة ومرتعاً لبرابرة الغزو الحاقدين على كل جمال، والناقمين على كل حب وعشق، والباغين على كل ما يشع في هذه المدينة التي كانت إلى وقت قريب ثرية ببهجتها وألقها، وكريمة بإحتضانها للأحبة ومشاعرهم الفياضة، ومشاغباتهم الرائعة، وشقائهم البريء.
حلب؛ أنتي من بكاها قلبي عشية دخول الفاشست والمغول إليك.
حلب؛ يا أناي الممزقة حزناً، والمستباحة وجداً، والمتبعثرة لوعةً، والمتشظية أسىً.
حلب؛ يا غابتي الخضراء المطيرة والأثيرة والعبقة بكل عطر، والنظرة بكل آيات الجمال المقدس.
#حلب_تباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق