ياسر المياسي
كل يوم يختفي النشاط الاقتصادي وتضمحل ملامحه بشكل كبير، يرحل معظم رجال الأعمال إلی الخارج محملين بهواجس الخوف والقلق النفسي علی أعمالهم من المجهول، رحلوا وقد تركوا مدراء تنفيذين ضعفاء لم يمنحوا أي صلاحيات إدارية أو مالية تذكر، فهم فقط يقومون بدور إرسال البيانات والمعاملات عبر وسائل الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي إلی أرباب أعمالهم !!
كل ما يتم الآن في الأسواق المحلية، هي نشاطات عادية تعكس إقتصاد الحرب الغير ملتزم بأي قواعد أو قوانين، حركة البيع والشراء في أدنى مستوياتها تعكس نشاطات هامشية تدور في الفلك المحلي الذي أصبح ضيقا للغاية، وأصبح يفتقر الی أي مناخ أمن للنشاط الاقتصادي، اليوم تمثل إستمرار مشكلة السيولة المالية كارثة كبيرة تعصف بما تبقى من أي حراك إقتصادي صار تحت الصفر، وبدون وعى من جميع الأطراف لم يتم إدارة الملف الإقتصادي بشكل جيد ومحايد فكان الملف الاقتصادي ضحية للصراع السياسي، ورغم أن الاقتصاد اليمني كان ضعيفا ومترنح لكنه علی الأقل كان مقبولا إلی حدا ماء مع حركة إيقاع الإقتصاد العالمي وخصوصا بما يرتبط بحركة القطاع المصرفي، وضوابط حركة الاستيراد والتصدير التي من خلالها كان اليمن يتخاطب مع العالم.
اليوم نستطيع القول أن اليمن يزداد عزله عن العالم، وتتجلى قسوة عزلتها اقتصاديا بشكل مرعب، كإنعكاس طبيعي لتدمير خارجي وداخلي شامل، تدمير لايرحم ضحاياه هم يمنيين، وأن كانوا مختلفين ومتصارعين، لكنهم يبقون يمنيين، فهل ما يزالون غير مقتنعين انهم يخسرون كل شيء ومعه يخسرون اليمن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق