اخر الاخبار

لا نخسر ذواتنا


علي الجرادي




في كل مرة تتكشف طريقة صالح في ادارته للدولة يسارع ناشطي الوسائط الاجتماعية لتوجيه حملة شرسة وماحقة بحق كل شخص كان الطرف الآخر في اتصال صالح.

صالح كان عنوانا لأمراضنا الاجتماعية والسياسية وأجاد استخدامها من موقع الرجل الأول وببريق وسطوة السلطة.. 

وكان الجميع يستقبل مكالماته وتوصيفاته بترحاب عدى شخصيات محدودة تدفع الثمن غاليا ومنهم الاستاذ قحطان..

يكفي مجتمعنا سوءا أن هذه الادارة كانت رمزا لسلطته السياسية لعقود التجريح والردح لأولاد أبو شوارب أو نبيل الصوفي يشفي غليل المكلومين لكنه يفتح جراحات لا تنتهي...

مأساتنا كانت ولا زالت في التحدي الماثل أمامنا كيمنيين في بناء منظومة قوانين وقيم سياسية تضمن مصالح كل يمني وفق القانون.. بحيث نتخلص نسبيا من الحظوة من القرب من القيادة كمعيار للفوز بامتيازات لا يحظى بها بقية المواطنيين..

إذا فشل المجتمع وقواه السياسية في اجتراح تقاليد وبناء منظومة قوانين تصون الوظيفة العامة أن تكون بيد أي سلطة حاكمة توزعها غنيمة فإن نخبة المجتمع ستظل رهينة لدى الحاكم تبحث عن خلاصها الفردي وتستجدي رضاه ليمنحها فتات العيش..

لا نصب غضبنا على أشخاص لمداواة جروحنا الداخلية.. ثورة الغضب من الأولى أن تتجه لإرساء منظومة قوانين وممارسة الضغط باتجاه بناء مؤسسات تخضع للرقابة والمحاسبة العامة..

يتكرر السؤال في كل منحدر.. لما هذا السقوط الاخلاقي والنفعي لأشخاص يتمتعون بمواصفات ذهنية وانسانية وحتى شاعرية وأدبية؟..

لا يمكن تبرئة كل شخص عن سلوكة تجاه مجتمعه وقضاياه المصيرية.. خصوصا عندما ينحاز للادوات القتل.. لكننا ننسى اخفاقاتنا جميعا كمجتمع في بناء منظومة القيم التي كانت ستحمينا من انفسنا أن نزل ونشقى في مرتع الظالمين..

رفقا بانفسنا ومجتمعنا.. كل مرة نشير فيها الى شخص كخائن او عميل او مرتزق ازداد حسرة وألم.. وأعود للسؤال مرة تالية هذا الفشل المدوي لا يعني الاشخاص فقط... إنه يشير الى سلوك مجتمع..

شكرا للجزيرة وطاقمها.. وعزاءنا لأنفسنا كمجتمع إذ قبلت كل هذا الهوان والانحطاط...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016