إبراهيم يحيى الحكيم*
مع اعتزازي بصحيفة "الثورة" التي انتمي إليها صحافيا وأعمل فيها، واحترامي لمعد صفحتي "الرسول الاعظم" في عدد يوم امس الاحد؛ إلا أن الانصاف يوجب القول بأن ما نشر تحت عنوان "وضع العرب في الجزيرة العربية" قبل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو افتراء محض يسير على ديدن الوهابية في غمط اليمنيين والتجني كذبا عليهم، بتعميمه "عبادة الاصنام ووأد البنات وغيرها من مظاهر حياة الضلال والشرك في مكة" على كل العرب في الجزيرة العربية بما فيهم مهدهم أهل اليمن المشهود لهم من الرسول نفسه بأنهم أهل الإيمان والحكمة ليس لأنهم صدقوا رسالته وأقبلوا عليه أفواجا وناصروه ونصروه بل لأن الايمان فيهم أصيل وأزلي، بدأ بعبادة الكواكب التي لا يملكون لها أمرا ولهم فيها منافع، ومر بحنيفية إبينا ابراهيم عليه السلام وعبادة "رب ذي سمون وارضن" ثم عبادة الله "ذي رحمن" و"الإسلام مع سليمان لله رب العالمين" ثم نصرانية عيسى الموحدة لله لا المثلثة للإله "ذي رحمن رب عيسى" .. وظلوا يترقبون مبعث الرسول احمد المبشر به من ملوكهم كما هو حال قصيدة الملك الحارث بن الرائش، وما أن تحدث جده عبد المطلب عن حفيده للملك سيف بن ذي يزن حتى انبأه أنه الرسول المبشر به في كتب الأولين وحثه على كتم أمره وحمايته من اليهود وأهداه مهرة لحفيده، الخ القصة المحكية في جميع كتب السيرة عن زيارة وفد العرب لتهنئة الملك سيف بطرد الاحباش..
ولما كان الأمر الإلهي لرسوله بالجهر بالدعوة كان اليمنيون أول من صدق برسالته بدءا من عمار بن ياسر وامه ومرورا بأبي موسى الاشعري وغالبية أصحاب البيعتين الأولى والثانية، وفروة بن مسيك المرادي وغيرهم، وصولا إلى استقبال الأوس والخزرج اليمانيين للرسول مهاجرا إلى يثرب المدينة وتعاهدهم بحمايته ومساندته ونصرته، ثم توافد قبائل اليمن أفواجا على رسول الله في عام الوفود، .. الخ المعلوم والثابت عن إيمان اليمنيين.
لذا لزم التنويه، ولا بأس أن يتدارك الكاتب في الصحيفة خطأه الذي اظن مرده "النقل والنسخ" بلا تدبر او تبصر.
* تنويه: من حائط الكاتب بالفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق