فخامة الرئيس
دولة رئيس الوزراء
معالي وزير المالية
معالي وزير التعليم العالي
الزملاء العلماء الأساتذة البروفيسورات: رؤساء جامعاتنا الحكومية المحترمين المبجلين الموقرين
أسعد االله صباحكم.. وجمعتكم مباركة
وأنتم تصطبحون أنتم وزوجاتكم وأولادكم الكبدة والدقة واللحم الصغار.. أخبرونا
هل يوجد في العالم كله عالم حاصل على أعلى شهادات العالم والدنيا (الدكتوراة) لا يستطيع النوم من كثرة التفكير: من أين يأتي بمصروف البيت ليوم غد؟ وأخيرا _ من شدة التعب والإرهاق _ يغلبه النوم.. ثم يستيقظ وبعد أن يصلي الفجر يتذكر همه وغمه ويعود للتفكير: من أين يشتري وكيف يدبر لزوجته وأولاده - لهذا اليوم - طعام الصبوح والغداء والعشاء؟
هل عندكم خبر أننا نسكن في بيوت وبحاجة لدفع إيجارها وفواتيرها؟
هل تعلمون أننا بشر وكائنات حية وبحاجة لغذاء؟
هل تدركون أننا مخلوقات مكرمة وبحاجة لملابس؟
هل تفهمون أن لدينا أولادا طلابا في المدارس والجامعات وبحاجة لمصاريف ومواصلات وكتب وملازم وقرطاسية؟
هل تستوعبون أننا في أيام برد وشتاء ونحتاج لبطانيات وملابس شتوية؟
وهل تتخيلون أننا يمكن أن نمرض وبالتالي نحتاج لعلاج ودواء؟
فكروا في هذه الأسئلة وأنتم تناولون _ مع زوجاتكم وأولادكم _ طعام الغداء (الكباش الحنيذ التي يعدها لكم الخدم والطباخون)
فكروا فيها وأنتم تعطون أولادكم مصروف اليوم (مئة دولار) ثم بعد ذلك
وبينما هم يودعونكم ليذهبوا في جولة بسياراتهم الحديثة الفارهة التي سيفولونها من المحطة - التي في حوش الفيلا أو القصر، والتي تتولى ملأها أسبوعيا _ وزارة النفط.. . تذكروا أننا لا نملك المئة ريال أجرة الباص
بقي سؤال أخير: نحن عشاؤنا _ منذ أشهر _ علبة زبادي وروتي.. فما هو عشاؤكم لهذه الليلة؟ لا تقولوا مثل الغداء كباش حنيذ. أو سمكا أو دجاجا مشويا أو ربما بروست! لحظة عفوا آسف سأترك كتابة المنشور لثوان.. ها.. ايش؟ ماذا تريدين يا زوجتي الحبيبة؟ ارفعي صوتك قليلا فأنا لا أسمعك وأنت لتوك مستيقظة من نومك.. ها ايش؟ لا لا لا لا حول ولا قوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون.. خلصت دبة الغاز! طيب خلاص سمعت فهمت اسكتي.. اهدئي قليلا.. دعيني أفكر في حل لهذه (المصيبة) الكارثة أننا بعنا ذهبك كله من قبل.. حين ظللنا لعامين كاملين _ بعد الدكتوراة _ نؤدي جميع واجباتنا العلمية والأكاديمية والإدارية ونحن بلا رواتب.. أخذت أفكر في نفسي _ لكي لا تسمعني فأجرحها وتتألم _ لم يبق من ذهبك إلا هذا الخاتم في يدك.. عيب أن أبيعه وتبقى يداك الجميلتان عاريتين.. وقد أصبحتا خشنتين من عمل البيت ومن التنور.. ثم رفعت صوتي: خيرا إن شاء االله ربك بايحلها.. أعطيني هاتين اليدين الحبيبتين الغاليتين أقبلهما يا حبيبتي. وتعالي في أحضاني وقبليني وأغمضي عينيك وانسي جوعك مؤقتا وتخيلي أننا مع (المسؤولين) نصطبح كبدة ودقة ولحم صغار.. ونتغدى كباش حنيذ ومرق وسمكا.. ونتعشى بيتزا وبروست.. وتخيلي معي أن أولادنا خرجوا في نزهة بسياراتهم الحديثة الفارهة (الصوالين والحبوب) وفي جيب كل واحد منهم مصروفه اليومي (مئة دولار)
لكن _ قبل ذلك _ دعيني أختم رسالتي لمن يهمه الأمر
ملاحظة: أنا أتكلم باسم كل مواطن عالم حاصل على الدكتوراة.. ويعمل في الجامعات اليمنية.. على لسانهم ونيابة عنهم.. هذا
وتقبلوا خالص التحية والتقدير والاحترام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق