اخر الاخبار

‏عن وضع اقتصادي معزول عن العالم3.. الشركات الصاعدة الجديدة



ياسر المياسي*




اليمن من افقر دول العالم، مدخل بسيط لتلخيص كل شيء عن هذا البلد الفقير الذي يشهد أزمة إنسانية كبيرة ومجاعة حقيقة قاتلة، هي إنعكاس لصراع وحرب كبيرة داخلية وخارجية،  فالتحدث عن أوضاعه الآن غير سهل، فذلك يحمل الكثير من المخاطر في ظل اوضاع وحسابات معقدة ، اليوم باتت كل وسائل الإعلام المستقلة شبه مغلقة لوجود رقابة صارمة، وانقسام واستقطاب حاد في المجتمع  أوجد شرخا كبيرا، ولعدم الحصول علی أرقام اقتصادية موثقة نكمل بها سردنا وملامستنا لوضع مرتبك ومعقد للواقع الاقتصادي  سيكون الاعتذار لكم مقدما عن أي تقصير لغياب أي أرقام تدعم أي مقالات في هذا الجانب..   

أفرز الوضع المرتبك منذ حوالي عامين ، وخصوصا منذ بداية سقوط العاصمة صنعاء، وبداية التحالف لعملياته لضرب وحصار اليمن، إنهيارا سريعا في كافة نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، غير أن الأثر الأكبر كان في انهيار الجوانب الاقتصادية، التي عكست أزمة طاحنة علی كافة شرائح المجتمع، فقد شهد هذا القطاع شللا كاملا، حيث تضررت معظم البنية التحتية له بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فقد ضربت معظم المصانع  والمنشآت التجارية والاقتصادية بطريقة مرعبة، وحتى التي لم تضرب توقفت بسبب عدم استطاعتها ممارسة نشاطها، لخطورة الوضع المحيط بها، وهنا فإن خسائر فادحة فد لحقت بالاقتصاد الوطني الذي لم يكن في الأساس مكتملا ومتعافي، فتوقفت معظم تجارة المنتجات والخدمات، ونشاط الاستيراد والتصدير الذي عاد بصعوبة، وخسر الألف من العمال اشغالهم ورتفعت نسب مفزعة للبطالة تضع اليمن ضمن الدول الاولی عالميا فيه.   

في خضم هذه الصورة القاتمة للوضع الإقتصادي برزت في الداخل المحاصر شركات وتجار وسماسرة جدد وعديدين ولدتهم هذه المعظلة ومعظمهم جاء من رحم إقتصاد الحرب، هذا الاقتصاد الذي لا يعترف بأي قوانين وأنظمة لترتيب أنشطته، إقتصاد يعكس من يسيطر ويدير، وهذا لا يعنى أنه يلغي معظم الانشطة الاقتصادية والشركات التي كانت قائما من قبل، لكنه يحجمها...

* ناشر ورئيس تحرير مجلة مؤشرات اقتصادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016