اخر الاخبار

اليمن: مقصلة الاعلام..!!



وكالة أرصفة للأنباء- تقرير
===============
 
تشير آخر الإحصائيات إلى مقتل 18 صحفي ومصور في اليمن خلال عامين، تم استهدافهم من قِبل مسلحي جماعة الحوثي وصالح، فضلا عن مقتل البعض منهم بغارات جوية نفذها طيران التحالف العربي، أثناء تواجدهم في مناطق تعرضت للقصف وأخرون قتلهم الطيران السعودي عمداً.

تمر الصحافة وحرية التعبير بأسوأ حالاتها في اليمن منذ إعلان التعددية السياسية أواخر القرن الماضي... فإذا كنت صحفيا وتعمل في اليمن فأنت إما في المعتقل أو مقتولاً أو ملاحقاً أو تتضور جوعاً لا تستطيع العمل في ظل الترهيب والتهديد فحياتك في خطر طوال بقاءك في هذا البلد الذي تتصارع على حكمه المليشيات المسلحة.

وذكر تقارير عالمي أن اليمن جاءت في قائمة أسوء عشر دول في العالم، في مجال حرية الصحافة والاعلام، جراء القمع والمصادرة والانتهاكات التي تطال الصحفيين والعاملين في الاعلام خصوصا الذين يصنفون تحت مظلة الاعلام غير الحوثي وصالح.

وكتب رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين اليمنيين في اليوم العالمي لمواجهة قتلة الصحفيين من العقاب .. نقابة الصحفيين اليمنيين تؤكد أن تعمل جاهدة على أن يخضع قتلة الصحفيين للعدالة

يصادف اليوم الأربعاء الموافق الثاني من نوفمبر اليوم العالمي لمواجهة قتلة الصحفيين من العقاب والذي اقرته الجمعية العامة للأمم

المتحدة في دورتها ال68 في عام2014 لان يكون يوما عالميا لمواجهة الافلات من العقاب واذ تطل علينا هذه المناسبة هذا العام فهي تأتي في ظل وضع خطير يعيشه الصحفيون والصحافة في اليمن التي قدمت خلال العام 2015 والعشرة الأشهر من العام الجاري 2016 18 شهيدا من الصحفيين والمصورين منهم ثمانية صحفيون استشهدوا هذا العام.

نقابة الصحفيين اليمنيين وهي تحيي هذه المناسبة تؤكد أن قتلة الصحفيين لن يفلتوا من العقاب. وان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وستعمل جاهدة على أن يخضع قتلة الصحفيين لقانون العدالة.

وتؤكد نقابة الصحفيين على ضرورة سرعة إطلاق سراح 16 صحفي منهم 15 صحفيا مختطفين لدى جماعة الحوثي وصحفي مختطف لدى تنظيم القاعدة بحضرموت. ويعيشون ظروف اختطاف خطيرة . حيث يتعرضون للتعذيب الجسدي والمعنوي.

وتنوه النقابة الى ان الاتحاد الدولي للصحفيين يركز في حملته هذه السنة بمناسبة اليوم العالمي لمواجهة افلات قتلة الصحفيين من العقاب على اربعة دول من بينها اليمن (الدول الثلاثة الأخرى هي الهند والباكستان والمكسيك).

وتعيش الصحافة اليمنية ظروفا صعبة في ظل غياب للرأي والصوت الاخر حيث تعاني الساحة الصحفية والاعلامية من مخاطر أمنية واقتصادية متزايدة وممنهجة لم يسبق للصحافة اليمنية أن شهدتها منذ أكثر من ربع قرن... نقابة الصحفيين اليمنيين

ومع مرور اليوم العالمي لمواجهة قتلة الصحفيين من العقاب، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ68 في عام 2013، وأحيت عدد من دول العالم هذه المناسبة، ومنها اليمن التي تشهد أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة في البلاد، جراء الانقلاب الذي شهدته اليمن في سبتمبر/ أيلول 2014، وعاش معه الصحفيون أسوأ الانتهاكات تنوعت بين القتل والاعتقال والتهديد والإقصاء والملاحقة وأخرها سياسة التجويع  لمن بقى في الداخل اليمني ويتبنى مواقف معارضة للمليشيات الحوثية ومع هذا يظل مستقبل مواجهة" قتلة الصحفيين من العقاب" أكثر قتامة.

وقتل نحو 18 صحفيا في اليمن منذ سبتمبر 2014م وحتى اليوم, كان اخرهم المصور محمد اليمني في مدينة تعز الذي قتل  برصاصة قناص في اواخر مارس الماضي, فيما لا يزال 16 صحفيا مختطفا لدى مليشيات الحوثي وصالح في العاصمة صنعاء وذمار وتنظيم القاعدة في المكلا , كانوا ضمن مايزيد عن 80 صحافيا تم اختطافهم منذ مطلع العام 2015 وحتى الآن ولمدد مختلفة.

ويعاني الصحفيون في اليمن منذ امد بعيد من انتهاكات عديدة وصلت حد القتل والاغتيال والسجن والقمع وتزايدت وتيرة هذه الانتهاكات منذ العام 2011 وحتى اليوم لتصل الى مرحلة حرجة في تاريخ الصحافة اليمنية بعد سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014, حيث تم قتل واعتقال وملاحقة وتهديد العشرات من الصحفيين والاعلامين ومداهمة واغلاق جميع مكاتب الصحف والقنوات الدولية والاقليمية والمحلية ماعدا الموالية للانقلابيين.

ولم يثبت طوال الاعوام السابقة ان قدم اي من مرتكبي تلك الجرائم للقضاء او نال جزاءه العادل او حتى فضح مرتكبها , بل كان هؤلاء المرتكبين يفلتون دوما من العقاب ,وكانت كل تلك الجرائم تسجل كقضايا ضد مجهول او قضاء وقدر, ومؤخرا استخدمتهم الميليشيا الانقلابية كدروع بشرية دون اي رادع او خوف من الملاحقة والعقاب.

” اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”

في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر عام 2013 , اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثامنة والستين المنعقدة في عام 2013، القرار 68/163 الذي أعلن يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه “اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”. وقد حثّ القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمكافحة ثقافة الإفلات من العقاب المتفشّية حاليا. وقد جرى اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى اغتيال الصحفيَين الفرنسيَين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.

ويدين هذا القرار البارز جميع الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام. ويحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهودها لمنع أعمال العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام إلى العدالة، وضمان وصول الضحايا إلى سبل الانتصاف المناسبة.كما يهيب بالدول أن تشجّع بيئة آمنة ومؤاتية للصحفيين لكي يقوموا بعملهم باستقلالية ومن دون تدخّل لا موجب له.

“218 حالة انتهاك للاعلام خلال العام الجاري”

وفي اخر احصائية كشف مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي رصد مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي 53 حالة انتهاك ضد الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي، خلال الفصل الثالث من العام الجاري..موضحا ان أكثر من 17 صحافيا لا يزالون مختطفين في سجون مليشيا الحوثي وصالح، وتنظيم القاعدة، ويتعرضون لعمليات تعذيب من أكثر من سنة .

ليكون مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي بذلك قد وثق 218 حالة انتهاك ضد الصحفيين خلال التسعة الاشهر الماضية,  بلغت حالات القتل فيها 11 حالة ، و23 حالة اصابة، و60حالة اختطاف، و21 حالات اعتداء، و25 حالة تهديد، و6حالات محاولة قتل, و8 حالات اعتقال , و 4 حالات تحريض ضد صحفيين وحالة واحدة تعذيب و9حالات فصل عن العمل ، وحالة واحدة لكل من ايقاف راتب وفصل من الجامعة وسرقة حقوق ملكية، و5 حالات تحريض و4 حالات تفجير منزل ، و8 حالات اقتحام منزل.

واشار المركز الى انه ما يزال 13 من الصحفيين مختطفين لدى جماعة الحوثي تسعة منهم منذ التاسع من يونيو من العام الماضي يتعرضون لابشع انواع التعذيب ، ولا يعلم اهلهم عن مصيرهم حتى الان وهم عبد الخالق عمران ،توفيق المنصوري ،حارث حميد ، هشام طرموم، هشام اليوسفي ، أكرم الوليدي ، عصام بلغيث ، حسن عناب ،وهيثم الشهاب. إضافة إلى الصحفي وحيد الصوفي الذي اختطف في شهر ابريل من العام الماضي.

ومايزال استاذ الصحفيين يحيى عبدالرقيب الجبيحي واثنين من انجاله مختطفين لدى اجهزة المليشيات, رغم كبر سنه وحالته الصحية السيئة.

” 2015 الاسوء في تاريخ الصحافة ”

يصف نبيل الاسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل بنقابة الصحفيين العام 2015  بالأسوأ على الإطلاق في تاريخ الانتهاكات التي طالت الحريات الصحافية في اليمن، حيث شهد العام 2015 اقتحام الكثير من المؤسسات الإعلامية وإغلاق بعضها وحجب العشرات من المواقع الإخبارية واختطاف الصحافيين، ولم يقتصر ذلك على المؤسسات الإعلامية بل طال حد تصفية الصحافيين والإعلاميين حيث سجل حتى الآن مقتل ما يقارب 18 صحافيا منذ العام 2015 وحتى اليوم.

ويشير الأسيدي إلى أن اضطراب الوضع السياسي والأمني في الآونة الاخيرة على الساحة اليمنية ساهم في تزايد مؤشر الانتهاكات بحق الحريات الصحافية والتعبير عن الرأي، ليتجاوز بأضعاف ما شهدته البلاد من انتهاكات طالت الحقل الصحافي، خلال العقود الماضية, في ظل انعدام ملاحقة مرتكبي تلك الجرائم وافلاتهم من العقاب.

ورصدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين وضع حريات الصحافة في البلاد حيث سجلت 319 حالة انتهاك خلال العام الفائت تورطت فيها 11 جهة بنسب مختلفة، تورطت جماعة الحوثي بـ 250 حالة من اجمالي الانتهاكات الـ 319.

فيما ارتكبت جهات مجهولة 23 حالة، وتورطت الاجهزة الامنية والحكومية بـ 17 حالة انتهاك ، يليها تنظيم القاعدة بـ 10 حالات, ومن ثم التحالف العربي بـ 9 حالات.

وسجلت نقابة الصحفيين اليمنيين نحو 86 حادثة اعتقال وحجز واختطاف ومحاصرة وملاحقة خلال العام 2015,  ونحو 85 حالة إعتداءو اقتحام و إصابة و إطلاق نار وتهجم  ارتكب الحوثيين  60 حالة اعتداء من اجمالي الاعتداءات يليهم مجهولين ارتكبوا11 حالة وأجهزة أمنية ارتكبت4 حالات ، ومن ثم التحالف العربي بحالتين، وتنظيم القاعدة بحالتين ، فيما سجلت حالة اعتداء واحدة ارتكبها مسئول حكومي.

ونحو38 حالة التهديد والمضايقات والتشهير والتحريض , وتورط الحوثيون   بـ 18 حالة ، فيما تورطت جهات مجهولة بـ 10 حالات، ثم تنظيم القاعدة بثلاث حالات تلاها الرئيس السابق صالح بحالتين, وكذا التحالف العربي بحالتين وجهات رسمية حالة واحدة, ونافذون بحالة واحدة ، وجهات سياسية بحالة واحدة ايضا.

و 13 حالة  إيقاف صحفيين عن العمل وتهديد بالفصل وإيقاف مرتبات ومنع من التغطية, 7 حالات منها ايقاف رواتب ومستحقات طالت مئات الصحفيين  وبنسبة 54% من حالات الايقاف والمنع، وثلاث حالات اقصاء من العمل طالت عشرات الصحفيين, ارتكبت جماعة الحوثي 12 حالة من اجمالي 13 حالة, فيما ارتكبت حراسة الحكومة حالة واحدة, بالاضافة الى 13 حالة مصادرة الات التصوير ارتكبتها جماعة الحوثي.

ويقول الاسيدي “على الرغم من الانتهاكات المرتكبة بحق حرية الصحافة، على مر العقود والأنظمة السابقة، إلا أنها لم تماثل إسراف جماعة الحوثي في انتهاك وقمع الحريات الصحافية والتعبير عن الرأي، منذ رجوح كف القوة لصالحها إبان دخولها العاصمة صنعاء، وشهدت البلاد حالات فرار واسعة للكتاب والصحافيين على خلفية تهديدات جماعة الحوثي، وخشية ملاحقتهم من قبل الجماعة، إضافة إلى إيقاف رواتبهم ومستحقاتهم الوظيفية، كما تم الاستيلاء على مؤسسات الإعلام الرسمية كالإذاعة والتلفزيون وصحيفة الثورة بالقوة وتم تغيير العديد من القيادات الإعلامية في تلك المؤسسات وتعيين موالين للجماعة الحوثية بينهم شخصيات من خارج الوسط الإعلامي، حيث ضخت العشرات من الموالين لها في تلك المؤسسات في الوقت الذي أقصت كل من لا يؤيدها”.

ويعاني الصحافيون المختطفون من شتى أنواع التنكيل والمنع من الزيارة واعتلال صحتهم وتعرض البعض منهم للتعذيب الشديد، كما أن موضوع اختطاف الصحافي وحيد الصوفي منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر من العاصمة صنعاء وليس هناك أي معلومات عنه وعن مكان إخفائه وهوالحادثة الأكثر إرهابا للصحافيين وتعتبر جريمة ضد الإنسانية.

” الصحفيات طالهن الاعتداء ايضا”

ولم تكن الصحفيات النساء بمنأى عن تلك الانتهاكات حيث رصدت شبكة اعلاميون من اجل مناصرة قضايا المرأة 11 حالة انتهاك طالت اعلاميات يمنيات كانت صادمة للمجتمع اليمني الذي تحظى فيه النساء بنوع من الحماية المجتمعية ولاتطالها يد المعتدين كونه عيب اجتماعي اسود يتم فيه تحقير ونبذ مرتكبها مجتمعيا.

بينها حالة قتل و3 محاولات اغتيال وحالة تفجير منزل , وحالة اعتداء وحالتي احتجاز وحالتي تهديد وسب وقذف , واكدت الشبكة ان هناك حالات مضاعفة لهذا الرصد لكن نتيجة الخوف والقمع المتزايدة اثرت الكثير من الاعلاميات عدم الافصاح عما يلاقينه من انتهاكات وقمع للحريات.

وقتلت الاذاعية جميلة جميل في ظروف غامضة وقامت مليشيات الحوثي بمنع اي احد من الاقتراب او معاينة جثتها واعلنت انها توفت بشكل طبيعي في سبتمبر 2015, كما تعرضت كل من الناشطة الحقوقية والاعلامية المعروفة احلام عون و الصحفية انيسة العلواني مراسلة قناة بلقيس في محافظة تعز وبشرى الناشري لمحاولة اغتيال في العام ذاته.

وتعرضت الصحفية نهلة القدسي المصورة والمحررة في موقع “شعب أونلاين” للاعتداء بالضرب من قبل مسلحين حوثيين يرتدون  زيا عسكريا ويحملون أسلحة عليها  شعارات الحوثي في العاصمة صنعاء ،أثناء تصويرها لتفريق مظاهرة

” الصحفيون مشردون  في الخارج ”

ونتيجة للظروف الأمنية المتردية وملاحقة الصحافيين من قبل الحوثيين والقاعدة غادر الكثير من الصحافيين اليمنيين البلاد إلى مناطق مختلفة من العالم في محاولة للبحث عن ملاذ آمن والكتابة بحرية بعيدا عن التهديدات بالقتل والاعتقال, لكنهم لم يكونوا اوفر حظا من زملائهم حيث يواجهون الاهمال والتشرد وصعوبة المعيشة في ظل تجاهل كل الجهات المعنية حكومية ودولية لمعاناتهم.

ويلفت الأسيدي إلى أن الصحافيين اليمنيين في المهجر خرجوا مرغمين من منازلهم وفارقوا أهلهم خوفا على حياتهم، كما أن هناك من تم اقتحام منازلهم، حيث رصدت النقابة 12 حالة اقتحام لمنازل صحافيين كما أن بعضهم تم وضعهم في قوائم سوداء من قبل جماعة الحوثي وصالح الانقلابية وتم تلفيق التهم لهم بينها الخيانة العظمى.

ويعاني هؤلاء الصحفيين وضعا انسانيا ومعيشيا صعبا في ظل تجاهل الحكومة والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية لهم , كما يعاني غالبيتهم من ترتيب اوضاعهم في الدول العربية التي لجأوا اليها مما دفع بالبعض منهم الى الهجرة الى دول اجنبية وطلب اللجوء .



الصحافة مغامرة كبرى بالداخل اليمني

وبظل الانتهاكات وسياسة القمع المتنوعة بين القتل والاعتقال والاختطاف والتهديد التي  تواجه الصحفيين العاملين في الداخل اليمني يقول مدير عام الأخبار في قناة اليمن الرسمية توفيق عبد المجيد :"العمل الصحفي منذ دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء وبقية المحافظات أصبح مغامرة كبرى إذ انه لا مكان إلا لمن يعمل مع  المليشيات ووفق أجندتهم ولعل هذا يتضح أكثر من خلال إغلاق كل القنوات الخاصة وكذا المواقع الإليكترونية والصحف الحزبية والأهلية إضافة إلى التحكم بأجهزة الإعلام الرسمي المختلفة"

ويواصل الصحافي توفيق عبد المجيد ـ أحد الصحافيين اليمنيين الملاحقين من قبل المليشيات الحوثية ـ حديثه لموقع المشاهد قائلاً:" الوضع الجديد في اليمن سيء بكل المقاييس لحرية الصحافة وحرية التعبير وقد سبب لجميع الصحفيين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين الخوف والرعب .. انا شخصياً قررت الهجرة وبدأت بالبحث عن فرصة للعمل خارج البلاد ".

ويتابع :" صحيح أن الغربة متعبة ومؤلمة إلا أنها الخيار الوحيد والأفضل من خيار البقاء وتعريض النفس لخطر الاعتقال أو القتل كما حدث للكثير من الزملاء".

قمع وقتل واختطاف وملاحقة وأخرها سياسة التجويع

يقول الصحافي المستقل وليد عبد الواسع أن الصحافة التي طالما أطلق عليها مهنة المتاعب، لم تعد اليوم كذلك في اليمن، بل صارت تعني الموت المحقق فأن تكون صحافي فذلك يبدو جريمة في نظر سلطات الأمر الواقع الحوثية، التي كثيراً ما اثخنت من انتهاكاتها وجرائمها بحق الصحافة والصحفيين، منذ انقلابها في الواحد والعشرين منذ سبتمبر 2014م.

ويتابع في حديث للمشاهد:" الواقع الصحفي في البلد بات اليوم مرعباً ومخيفاً حد الموت، من لم تناله يد الجماعة بالاختطاف والاعتقال، ليس معانه أنك نجوت فلا وسيلة إعلام تمارس عملها يمكن أن تكون مصدر عيش لصحفيين فقدوا أعمالهم وقطعت رواتبهم وصاروا في عداد المهددين بالموت جوعاً.

ويضيف " صحفيين آخرون هاجروا خارج البلد، نتيجة سياسة الترهيب والتضييق والتجويع التي تمارسها جماعة الحوثيين.. سيقال أن في الحديث مبالغة.. لكنها الحقيقة التي أعيشها كحياة يومية في بلدي اليمن، حيث الصحافة على مقصلة الحوثي".

مستقبل قاتم للصحافة في ظل حكم المليشيات

تبدى المنظمات الدولية قلقها ازاء الوضع القاتم للصحافة في اليمن والمستقبل الذي ستؤول اليه حرية التعبير في هذا البلد المثقل بالصراع ودوامة الانتهاكات التي طالت الجميع وعلى رأسها الصحافة وحرية التعبير.

في هذا الصدد يقول شاكر أحمد خالد صحافي إن مستقبل الصحافة في الصراع الدائر في اليمن ومنذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 بدأت هذه المليشيات بمصادرة حقوق التعبير وحرية الاعلام من خلال اقتحام مكاتب القنوات الاعلامية المخالفة لها واغلاق جميع الصحف وانهاء هامش الحريات الموجودة مشيراً إلى أن جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات وحلفائها اصبحت ذات لون واحد فقط غير قابل للتمايز الشكلي على الاقل.

 ويردف قائلاً:" بالتأكيد في الجانب المقابل لا توجد اية نشاطات اعلامية علنية لجماعة الحوثي وحلفائها في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الشرعية والحكومة اليمنية لكنه واقع فرضته جماعة الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة اذ لم تترك اي مجال او هامش اعلامي متاح وبالتالي نحن امام هجمة غير مسبوقة ضد الصحافة والصحفيين وصلت حد القتل والتعذيب واستخدامهم كدروع بشرية أمام غارات التحالف بقيادة السعودية بحجة تأييد هؤلاء الصحفيين للغارات الجوية على اليمن".

إلى ذلك يقول الصحافي توفيق عبد المجيد مدير عام الاخبار في قناة اليمن الرسمية "لا يمكن القول إن هناك صحافة أو وسائل إعلام في اليمن غير تلك التابعة لصالح والحوثي .. بمعنى أن مستوى الحريات الصحفية هبط إلى أدنى مستوى له .. ولا يمكن التفكير حول مستقبل الصحافة في اليمن في ظل وجود الحوثيين لأنه نوع من العبث فهؤلاء لا يفهمون معنى الصحافة إلا أن تقول ما يريدون هم فقط.

انتهاكات بالجملة ومرتكبوها بلا عقاب

يأتي هذا في الوقت الذي كشف مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي امس في أخر تقاريره عن حرية الصحافة في اليمن  أنه منذ بداية العامي الماضي حتى الأن قتل 15 من الصحفيين وجرح 41 ، ولا يزال 17 صحفيا مختطفاً لدى مسلحي جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة مشيراً إلى أن  أغلب الصحفيين المعتقلين يعيشون منذ اعتقالهم لعمليات تعذيب مستمر في حين يعيش المجرمون بحرية تامة ويستمرون في ممارسة الانتهاكات ضد الصحفيين والناشطين .

وكشف المركز في تقريره عن  الانتهاكات للحريات الاعلامية للفصل الثالث من العام 2016 ، عن رصد53 حالة انتهاك ضد الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي ، تنوعت بين حالات القتل والاختطاف والاصابة والتهديد والاقتحام والنهب والمصادرة واعتداء بالضرب إلى جانب حجب واختراق قنوات فضائية ومواقع الكترونية.

وعبر التقرير عن قلقة المتزايد جراء استمرار الانتهاكات التي تتعرض لها الحريات الاعلامية ،والتي راح ضحيتها 2 من الاعلاميين خلال الربع الثالث من العام الحال ، والذي يعتبر مؤشر خطير يتوجب على جميع الاطراف اتخاذ التدابير اللازمة حيال حماية الصحفيين.

 هذا ويُعد الصحفي وحيد الصوفي، من أقدم الصحفيين اليمنيين الذين تم اختطافهم وإخفاؤهم قسريا في البلاد، حيث اختطف في 6 نيسان/ إبريل 2015، في حين لا يزال هناك 17 صحفيا مختطفاً في سجون جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة ، تسعة منهم تم اختطافهم منذ التاسع من يونيو من العام الماضي ويتعرضون للتعذيب ، وهم عبد الخالق عمران توفيق المنصوري، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي ، أكرم الوليدي ، عصام بلغيث ، حسن عناب ، وهيثم الشهاب ، بالإضافة للصحفي صلاح  القاعددي ، ابراهيم المجذوب ، عبدالله المنيفي، حسين العيسي ، يحيى الجبيحي، اسعد العماد ، والصحفي محمد المقرمي الذي لازال يقبع في سجون تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016