محمد الاسعدي ابوصخر
___________________
الراتب هو مصدر قوت لكل إنسان في العالم أوفي دولة ما أو وطن ما، غير أنه في بلدي دون ذلك فهو مجرد محصول لفئة بعينها والمتحكم به هو من يحكم هذا البلد بالجاه أو بالقوة أو بالسيطرة حيث القانون غائب والعدالة ايضا.
حتى وإن يكن المسيطر على الحكم شرعيا بطريق الانتخابات والترشح للحكم من قبل المجتمع يكيل بنفس العيار للغاب المتبع بهذا البلد.
وبما أن تلك الفئة هي من تتعاقب على سيطرة الحكم في هذا البلد ومنذ زمن بعيد حيث يعول عليه كل المجتمع للانصاف والمساوة بين كل المجتمع في الراتب والوظيفة والضمان الاجتماعي وغيره، إلا إنها هي من تقرر الراتب لحاشيتها دون الآخرين وبمزاجية واستخفاف وهذه هي دوامة العبث منذ1962حتى الآن.
ذلك النظام وسياسة الغاب تعمل بازدواج ومحسوبية وظلم كبير يتجرع مراراته ومعاناته الملايين من هذا المجتمع الصابر العزيز والكريم.
غير أن النظم المتعاقبة لم تزل غير آبه لكل ما حصل وكل ما هو حاصلِ، وتحت كل المبررات يجعلون من ذلك الراتب أداة تحكم للإذلال والحصار للفئات الأخرى، إذ يكن بمقدورها أن ترضخ مجبرة وإن كان هذا الراتب حق شخصي يقابله عمل للفرد الذي يتقاضه من الجهة المخولة لذلك، لكن المؤلم أن كل جهة تدير هذا البلد وفق مزاجيتها، فهي من تقرر للآخرين الحق في الراتب والأخص المقربين منها أو الموالين لها من جماعات وأحزاب وقبائل و...الخ،
فالحروب الخارجية والصراعات الداخلية لم تكن معضلة امام هذه الحقوق بل هم من اوجدوا الحرب الخارجي والصراع الداخلي وخططوا لكل هذا الفشل، وهن من اوجدوا التملك والسطو على الحقوق الشخصية للموظفين.
لكن الكثير يتحدثون عن الرواتب ولا نعلم عن أي راتب ومن هم الموظفين المستحقين لذلك الراتب.
هنالك قلة بسيطة من الموظفين ربنا لا يتجاوز نسبتهم "1 % من اصل 99% " من 27مليون يمني،
وقد انقطع الراتب عن1% لشهور ربما7-6-5-4-3-2-1، وهذه المجموعة البسيطة تنظر لنفسها فقط غير آبهة للآخرين من المجتمع ومن هم كانوا قبلهم منقطعين عن الراتب لعقود ولم تستجب لهم عدة أنظمة من الذين تعاقبوا على الحكم ولا نريد هنا التسمية ربما الجميع يعرف ذلك.
ناهيك عن المسرحين عمدا من وظائفهم المدنية أو العسكرية خلافا للباحثين الجدد عن وظائف منذ 1990.. أفلم يكن الذين بحثوا وطالبوا برواتبهم قبلهم مواطنين وآخرين طلبوا للوظيفة فلم يحصلوا عليها، وما كان عليه الحراك بالجنوب والثورة الشبابية الربيعية بالشمال إلا ناتج لتلك التراكمات من قبل النظام المتعاقب، فاصحوا قليلا حتى تعوا كل ما جرى والذي ما زال جار إلى الآن.
علينا أن نعود لأحداث صيف 94 وحروب صعدة وما قبلها في المناطق الوسطى للحراك الشمالي حينها، وثورة الربيع اليمني 2011، وما لحقها في 21سبتمبر2014، وكيف حالت خارج السلمية وتحولت لصراعات داخلية وحروب خارجية، ومن هو اللاعب الفاشل الغبي في كل هذه الاحداث والذي عجز امام متطلبات المجتمع وحريته ونضاله وتلبية حقوقه الشخصية والجماعية فحولها لبؤرة من الحزبية والطائفية والعنصرية والقبلية، بدلا عن السلمية والترابط والمحبة والمساوة والعدالة والبناء والتغيير الحقيقي ليمن شامخ يمن العمران والبناء والرقي والتقدم.
هذه الاحداث كانت مهام شريف لمن يمضي بها للمخطط الصحيح ولكن كل من درج وسيطر واحبط هذا المهام وقاد مخططه لمصلحته الخاصة متناسيا الحدث بعينه هم مجاميع من اللصوص والعصابات العميلة والخائنة والفاسدة التي تحب أن تسيطر على كل شيء صالح أم طالح ولم تضع جدول وحلول سليمة لكل شيء يفيد هذا الوطن وهذا الانسان الذي على ترابه فقط ريق لعابها قادها لكل شيء يتيح تسلطها أن تقضي على كل من يخالفها أو لم يذعن لقرارها أو نظامها الفاشل من ذو الوهلة الاولى من حكم العصابة التي تريد أن تقود بلد وهي مجموعة من اللصوص المتعاقبة باسم الحزب أو المذهب أو الشرعية المختزلة من ذاتها هي ليس دون ذلك فلا أمل بتلك العصابة وإن تدويرها هو إكبر جريمة في التأريخ يتحمله المجتمع اليمني باسره.
لقد بعدنا عن الموضوع فليس من المنصف أن يعوي البعض من القلة عن راتبهم ويتناسوا معاناة كبيرة لمجتمع كامل، فلا داعي للعوي ايها الذئاب هنالك أسود لم يحصلوا على فلسا واحدا من نظام الحكومات المتعاقبة فما بالكم من راتب.
فعندما يكن لديك ترميمات لبيت ما اعتقد أنك لن ترمم غرفة واحدة وتدع بقية الغرف للبيت كذلك المجتمع اليمني جميعهم بحاجة لراتب .. وليس اصحاب الراتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق