اخر الاخبار

محاكمة ..!!




هائل سلام
 =====

محاكمة " رد الفعل " لا يمكن - منطقيا - إلا أن تتم في ضوء " الفعل "، إذ لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار ومضاد له في الإتجاه.


وأن تغمض عينيك عن الفعل، وتفتحهما على رد الفعل، فأنت أحمق بالفعل.

لكن هذا ليس كل شيئ، ذلك أن رد الفعل، هو بمعنى ما، فعلا جديدا، يمكن أن يرتبط بالفعل الأصلي، ويقاس عليه، وجودا وعدما، ويمكن أن يستقل عنه، فيسمو ويتعالى، محدثا قطيعة " معرفية " مع الفعل الأصلي " الهمجي "، مشكلا فارقا متجاوزا، ومؤسسا لطفرة أخلاقية تسمو بالقيم وترتقي بالحياة.

بمعايير الأخلاق - لا بمقاييس الفيزياء - نحن بحاجة إلى فعل جديد، وليس إلى رد فعل فحسب، أو لنقل أننا بحاجة إلى رد فعل متسامي، يمثل فعلا جديدا، متجاوزا، ومؤسسا...

أي أننا هنا بحاجة، إلى ما فوق الواجب، وليس إلى الواجب فحسب.

ليست الهزيمة أن يفنيك خصمك أو عدوك، الهزيمة الحقيقية هي أن يدفعك، خصمك أو عدوك إلى التماهي معه، والتطبع بسلوكه.

ولذا فإن الإنتصار، ليس إفناء " العدو " ورد الصاع صاعين له، بله التخلص من تسلطه وبطشه، دون التشبه به، أي دون الوقوع في شراكه وأفخاخه...

ذلك أن من يذلك كل يوم، يجبرك على أن تشبهه، محققا إنتقامه منك حين سقوطه ...

ندرك حجم الآلام وعمق الجراح، ولكن السمو ليس شيئا يذكر، إذا لم يكن تساميا عن تلك الآلام وتلك الجراح بالذات ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016