اخر الاخبار

الحوثي من التمرد إلى الدولة





 
غمدان أبو اصبع
___________

مثلت صعدة منطلق لسيطرة الإمامة على اليمن منذ قدوم الهادي الرسي إليها ونشر الزيدية فيها، ماجعل من  صعدة ساحة تمدد انكماش ليشمل هذا التوسع محافظة عمران وهو التوسع الذي يعيده التاريخ من جديد في عصرنا الحالي.


مستخدمين في توسعهم البعد المذهبي والتنافس القبلي بين حاشد بكيل وعبر هذا التنافس كانت الإمامة تسقط عمران ضمن  تحالفات هي وحدها من  تسقط صنعاء ليبدأ توسعها يشمل العديد من المحافظات اليمنية  الأخرى.

وتعد البيضاء وتعز مناطق يقف عندها حدود التوسع بسبب خوضها حروب طويلة ضد الإمامة لأسباب مذهبية ومنطقية خلقتها سلسلة حروب طويلة كانت تنتهي بالمجمل بالسيطرة عليها سياسيآ واداريآ بينما يضل البعد الاجتماعي معادي لحد بعيد.

عمران مخيمات نزوح تاريخي

تشهد محافظة عمران العديد من المخيمات التي تضم النازحين  ويقطنها أبناء محافظة صعدة الفارين من حروب وقصف الطائرات.


ويعود نزوح أبناء صعدة إلى عام 2004 بسبب المواجهة المسلحة بين جماعة الحوثي والدولة.

وشهدة صعدة ستة حروب متقطعة استطاعة جماعة الحوثي التوسع داخل المحافظة.

وبينما كان الحوثي يتوسع كان سكان صعدة ينزحون تاركين منازلهم ومزارعهم لينجون باطفالهم من الحروب، متخذين من مخيم الملاحيض ماو يقيهم الرصاصات القاتلة، التي أصبحت محافظتهم تعج بها.

ولم يكتفي الحوثي بتشريد أبناء صعدة حتى كانت الجوف المحافظة المجاورة لها ساحة مواجهة جديدة ليلحق بها ما لحق صعدة فكانت الغيل والمتون مقصد الجماعة ومقدمة لاجتياحها حيث زاد التوسع عام 2011.

الحوثي ورهان القوى السياسية

مثلت ثورة الربيع فرصة ذهبية لمشروع الحوثي حيث سعى كلا من صالح واحزاب اللقاء المشترك لكسب تحالف الحوثي لصالحهم متجاهلين البعد الحقيقي لمشروع الحوثي الذي يرتكز على إعادة الإمامة وهو البعد الذي يقف وراء طموح الجماعة، ماجعلهم يخوضون تحت هذا الهدف ستة حروب مع الحكومة ومع السعوديه عام 2009، والتي انتهت بوساطة قامت بها دولة قطر وعبر هذه الهدن كان الحوثي يتوسع باستمرار مستفيدا من الصراع بين أحزاب المشترك وصالح، وعبر هذا السباق المحموم نشر مجاميعه في صنعاء متخذا من ساحة التغير منطلق لتوسعة وكسب عناصر جديدة، فثورة الربيع لم تشكل في مفاهيم الجماعة أي وزن بقدر ماهي فرصة سانحة تضمن الاعتراف بهم بصفتهم قوة سياسية تمنحهم حرية نشر افكارهم والدعوة لها في صنعاء والمحافظات الأخرى عبر ساحة التغير التي تضم من كافة المحافظات بعد أن كانوا عبارة عن جماعة متمردة لاتستطيع تجاوز محافظة صعدة والتي من خلالها ضمنوا المشاركة في أي اتفاق تتوصل إليه القوى السياسية وهو ما جعلهم ممثلين في مؤتمر الحوار.

مؤتمر الحوار وتمثيل الحوثي

كان مؤتمر الحوار الحلقة الأولى التي حولت جماعة الحوثي من متمردة إلى جماعة معترف بها وهو الاعتراف الذي منحها ثلاثين بالمائة من عدد المشاركين في المؤتمر استطاعت عبره انتزاع حق التفرد بإدارة صعدة وإزاحة الجماعات السلفية التي خاضت حرب مع الحوثي كلفته الكثير من الخسائر البشرية عبر وساطة أشرف عليها الرئيس هادي وبرعاية دولية واقليمية تكفلت السعودية بتحمل نفقة المهجرين من أبناء دماج، وهو التهجير التي لم تشهده اليمن في تاريخها القديم والمعاصر ما أتاح فرصة للتفرغ باتجاه الجوف وعمران.

تفاوض وتوسع

لم يمنع الحوثي اشراكه في مؤتمر الحور من التوسع فمشاركة ممثلية في مؤتمر الحوار كان عبارة عن منبر اعلامي يدعم توسعها المسلح في الجوف وعمران، فالمعارك التي كانت تدور في منطقة الغيل بمحافظة الجوف كانت معارك تزيد حجم توسعها وهو التوسع الذي ضمن للجماعة عدم تدخل المؤسسة العسكرية وتصوير هذا التوسع على أنه صراع سياسي مع حزب الإصلاح الذي يختلف معه ايديولوجيا بصفته حزب ديني ذو بعد سني، وهو التصوير الذي استطاعت الجماعة تسويقه للأحزاب السياسية مستغلة الحملة المعادية للإخوان في مصرو المدعومة من بعض دول الخليج أبرزها الإمارات والسعودية فستطاعوا من خلاله السيطرة على الغيل والمتون والتي انتهت ضمن هدنة برعاية الحكومة اليمنية مسهلة دخولهم محافظة عمران.

عمران تسقط في يد الحوثي والعين تمتد للعاصمة صنعاء

عملت جماعة الحوثي في توسعها الممتد في محافظة عمران على المتغيرات السياسية والصراع القبلي بين قبائل حاشد التي يقودها أبناء الأحمر وقبائل بكيل المعروفة بسفيان وعيال سريح وجبل عيال يزيد، مستفيدة من الخلاف التاريخي والتنافس الحاد بينهما على قيادة المحافظة، حيث تحالفت بكيل مع الحوثي ضد أبناء الأحمر وحزب الإصلاح الذي يعد في نظرهم حليف لحاشد ما سهل للحوثي هزيمة أبناء الشيخ، توجت  هذه الهزيمة بتخلي حاشد عن أبناء الشيخ  بقيادة على حميد جليدي والمعروف باتفاق"جليدان"، وهو الاتفاق الذي أتاح للحوثي تحرك آمن لاستكمال السيطرة على بقية المحافظة.

إلا أن هذا الاستكمال لم يكتمل بعد أن قرر قائد اللواء 310مجابهة الحوثي ونشر جنوده ما عجل بحرب ضروس بين أفراد اللواء والحوثي كاد يعيد الحوثي من حيث أتى وأخراجه من المحافظة بشكل نهائي، إلا أن الحوثي استطاع عبر مشايخ المحافظة سحب أبنائهم المرابطين داخل اللواء فكانت الهزيمة التي لعبت عوامل عدة للتسريع بهزيمة القشيبي ومقتله لتتجه أنظارهم صوب صنعاء .

الحوثي والسيطرة على صنعاء

لم يعد هناك ما يعيق دخول الحوثي صنعاء، إلا ايجاد ذريعة تسهل دخوله بعد أن فرض سيطرة كاملة على عمران حتى جاءت الجرعة التي أعلنتها حكومة باسندوه، فاعلن الحوثي رفضه للجرعه داعيآ أنصاره للخروج بمظاهرات منددة بها والداعية لاسقاطها، إلا أن هذه المظاهرة دخلت مع عناصر الحماية الرئاسية المكلفة بحماية الإذاعة ورئاسة الوزراء في اشتباكات خلفت قتلى وجرحى فاستغل الحوثي هذا الحدث ليعلن أن حزب الإصلاح وعلي محسن يقفون وراء استهداف مناصرية بالرصاص الحي متوعدا بالثائر لهم متخذن من قرية القابل مقدمة لاجتياح صنعاء متقدمآ نحو شملان ما دفع بالرئيس هادي لتكليف علي محسن لتولي قيادة الفرقة الأولى مدرع المفرغة من السلاح الكافي لإدارة معركة حقيقية وقلة الأفراد العاملين بداخلها دون مساندة ودعم من وحدات الحرس الجمهوري الذي شارك.

الحوثي قصف الفرقة ما عدا القوات المكلفة بحماية التلفزيون والتي شهدت معارك حاسمة انتهت بتوجيهات من وزير الدفاع بتخلي عن المواجهة، بعد زيارة قام بها وزير الدفاع المقرب من صالح إليها مادفع بوزير الداخليه الترب ليعلن أن خمسة بالمائة هم من دافعوا عن صنعاء بينما ضلت الوحدات الأخرى تتفرج لعناصر الفرقة وهم يذبحون دون امدادهم ما دفع بمحسن للهروب خارج صنعاء متوجها إلى مآرب عبر خولان ومنها إلى المملكة العربية السعودية، فدخل الحوثي الفرقة وتوجه للسيطرة على القيادة العليا للقوات المسلحة ووزارة الدفاع معلنين سيطرتهم على صنعاء، وداعين الأحزاب والقوى لتوقيع اتفاقية أشرف عليها هادي المبعوث الأممي جمال بن عمر عرفت باتفاقية السلم والشراكة تم من خلالها تشكيل حكومة كفاءة يشارك بها كل الطيف السياسي في اليمن بما فيهم أنصار الله الحوثيون وحزب الإصلاح برئاسة خالد محفوظ بحاح.

الإطاحة بهادي اجتياح عدن

في يناير كانون الثاني أطاحت جماعة الحوثي بالرئيس هادي  بعد اقدامها على  اقتحام دار الرئاسة ومحاصرته ومحاصرة الحكومة المشكلة من قبل الحوثي نفسة.

وأعلن مجلس الأمن في حينها فرض عقوبات على كلا من علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي وعبدالله يحي الحاكم عبدالخالق الحوثي، وفي مارس آذار تقدم وحلفائه لاجتياح عدن بعد فرار الرئيس هادي إليها؛ ومهاجمة قصر المعاشيق بالطائرات الذي يقيم فيه.

ما جعل دول الخليج تعلن بقيادة، السعودية عن تشكيل  تحالف عربي لحماية الحكومة الشرعية في اليمن، أعقبه تنفيذ ضربات جوية من قبل طائرات التحالف العربي لأهداف عسكرية ومنشآت مدنية قيل أن الحوثي استخدمها كمقرات يدير من خلالها العملية العسكرية في الجنوب وتعز ومارب والجوف.

الانتهاكات التي واكبت الحرب

أعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين، في يناير كانون عن تعرض عشرة من الصحفيين والمصورين للضرب والاعتقال أثناء تغطيتهم الاحتجاجات التي واكبت الإطاحة بالرئيس هادي وحكومة بحاح، كم وثقت هيومن رايتس ووتش 7اعتداءات على وسائل الإعلام.

وفي أيلول 2015حذر وزير التنمية في المملكة المتحدة جوستين غرينينغ على ضرورة اتخاذ إجراء دولي بشأن اليمن.

وقال المفوض السامي للحقوق الإنسان يجب إنشاء آلية مستقلة ومحايدة للتحقق من الانتهاكات في اليمن ومحاسبة مرتكبيها.


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016