اخر الاخبار

أمريكا تصعد ضد الإرهاب في اليمن.. و"ولد الشيخ" يصل صنعاء






صعدت الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب في اليمن عبر قتل قيادات بالتنظيم ووضع شركة (العمقي وإخوانه للصرافة) على قائمة الإرهاب، فيما تتواصل أعمال القتال بين الجيش اليمني والحوثيين، مع بدء "ولد الشيخ" جولة جديدة بين صنعاء والرياض للتوصل لاتفاق بين الفرقاء اليمنيين لإنهاء الحرب في اليمن.

الوضع الميداني

على صعيد الوضع الميداني، شهدت منطقة الخوبة الحدودية بين السعودية واليمن، صباح الخميس، مواجهات عنيفة تمكنت من خلالها المدفعية السعودية المتمركزه في القطاع من تدمير عربتين عسكريتين تابعتين للحرس الجمهوري سابقاً، واللتان كانتا تُقلان العشرات من قوات المخلوع صالح وتحاولان التقدم نحو الحدود السعودية، إلا أن المدفعية السعودية وقوات حرس الحدود كانت لهم بالمرصاد، وتمكنت من قتلهم جميعاً.

وقبالة جبل الدود في قطاع الحُرّث تمكن قناصة من القوات السعودية من استهداف عدد من القناصة الحوثيين كانوا يتمركزون قبالة جبل الدود، في الداخل اليمني وتم القضاء عليهم.

فيما يشهد قطاع الموسم هدوءاً نسبياً منذ ليلة أمس، ويأتي هذا الهدوء بعد أن صدت طائرات الأباتشي والمدفعية السعودية ظهر أمس هجوما لميليشيات الحوثي والحرس الجمهوري قبالة الموسم، بعد أن تم رصد عدد من مدافع تابعة للحرس الجمهوري وكذلك أطقم عسكرية تقترب من الحدود السعودية، وتم استهدافها مباشرة ومقتل العشرات.

هذا ودمّر طيران التحالف زورقين تابعين للميليشيات الحوثية، انطلقا من ميناء المخا في اليمن باتجاه المياه الدولية، الأمر الذي يهدد الملاحة البحرية.

وبحسب التحالف، فإنه استناداً إلى معلومات مؤكدة حول وجود زورقي استطلاع مجهزين برأدار ورشاش عيار 12.7 أمام سواحل المخا، تم رصد الزورقين واستهدافهما الأربعاء من قبل مروحية أباتشي، فيما تم إطلاق صاروخ حراري من الزورقين.

على صعيد آخر، أعلنت ميليشيات الحوثيين الأربعاء تشييع أحد قادتها المهمين في جبهة حرض، وهو العميد الركن محمد عبد الرحمن الخالد، قائد اللواء الثاني بحرس الحدود التابع للانقلابيين.

وكان الضابط القتيل يجتمع بعدد من القيادات الميدانية والعسكرية لميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في مبنى إدارة امن مديرية الزيدية، حين أغارت عليهم طائرات التحالف العربي.

فيما قال شهود عيان: إن سيارة مفخخة انفجرت في مدينة المكلا، كُبرى مدن محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، اليوم الخميس، دون أن يسفر الحادث عن سقوط ضحايا.

وذكر أحد الشهود لـ«المصدر أونلاين»، أن السيارة انفجرت قبل أن تصل عند نقطة عسكرية في منطقة خلس بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية الثانية.

وأضاف: «السيارة كانت مسرعة نحو النقطة العسكرية لكنها انفجرت قبل أن تصل إلى هناك».

وقال الجيش اليمني اليوم الخميس: إن قيادياً عسكرياً رفيعاً في جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق قُتل، بالإضافة إلى آخرين في الغارات الجوية التي استهدفت إدارة أمن الزيدية، مطلع الأسبوع الجاري.

وذكر المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن قائد اللواء الثاني حرس حدود التابع للحوثيين وقوات صالح، العميد عبدالرحمن الخالد لقي حتفه.

وأوضح أن الخالد كان ضمن قيادات ميدانية رفيعة للحوثيين وقوات صالح مجتمعين في مقر إدارة أمن المديرية، الواقعة شمال محافظة الحديدة (غرب اليمن)، مساء السبت الماضي.


وأضاف أن «العميد الخالد التحق بجماعة الحوثيين منذ وقت مبكر مطلع عام 2011، وانضم اليهم علناً وقد تدرج في المناصب القيادية العسكرية منها قائد لواء حجة وقائد محور الملاحيظ ورئيس أركان المنطقة العسكرية الخامسة وآخرها قائد اللواء الثاني حرس حدود».

وكانت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قد شنت السبت الماضي، ثلاث غارات على مبنى إدارة الأمن، وأدى ذلك إلى مقتل 65 شخصاً بينهم سجناء مدنيين. وقالت قيادة التحالف، عقب ذلك، انها استهدفت مقراً أمنياً للحوثيين وقوات صالح.

محاربة الإرهاب

فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية اليوم الخميس: إن قيادياً في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، قُتل في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار في مارب (شرق العاصمة صنعاء).


وذكر المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس، في مؤتمر صحافي في واشنطن أنّ «طائرة بدون طيار قتلت هادي البياني، و4 آخرين من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في مأرب باليمن، يوم 21 أكتوبر الماضي».

وتشن الطائرات الأمريكية ضربات متواصلة واستهدفت عناصر التنظيم المتطرف في جنوب اليمن ومحافظة مارب، منذ اندلاع الحرب في اليمن مطلع العام المنصرم، وتمثل مقتل قائد التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي أكبر خسائر التنظيم.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية انها وبالتعاون مع الجهات المسئولة في دولة الإمارات العربية المتحدة أضافت مالكي شركة (العمقي وإخوانه للصرافة) على قائمة الإرهاب وذلك لتقديمهم الدعم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وقالت الوزارة في بيان: إن مالكي الشركة هما الشقيقان اليمنيان سعيد صالح عبدالرابح العمقي ومحمد صالح عبدالرابح العمقي.

وأشار مساعد وزير الخزانة لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية بالوكالة آدم زوبين "أن الخطوة المتخذة اليوم تعكس قوة الشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة في إضعاف قدرات تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية على تنفيذ هجمات عنيفة وكذلك في كشف وعرقلة الشبكات التي تقدم الدعم المالي له".

وأضاف زوبين "أن شركة العمقي ومالكيها مسئولون عن تقديم تسهيلات مالية ودعم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهجماته العنيفة"، مؤكدًا أن وزارة الخزانة "ستواصل العمل مع حلفائنا لحماية النظام المالي الدولي من خلال فضح أنصار التنظيم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم".

وأوضح أن التقارير الواردة تشير إلى "أنه يتم منذ ديسمبر من عام 2013 استخدام الشركة في تمويل التنظيم بكافة أنحاء اليمن وتلقي الودائع لصالحه بما في ذلك أموال ناتجة عن عمليات ابتزاز لشركات يمنية".

ونتيجة لقرار وزارة الخزانة يتم حظر جميع ممتلكات ومصالح سعيد ومحمد العمقي وشركتهما والتي تكون خاضعة لسلطة الولايات المتحدة وكذلك منع المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة من الانخراط بأي معاملات معهم.

فيما عبرت شركة العمقي للصرافة عن استغرابها من خبر إدراج اسمها ومالكيها في قائمة داعمي الإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية.

وأكدت الشركة أنها استمرت تؤدي عملها في كل الظروف ولا علاقة لها بالمهاترات السياسية، وأنها تعرضت لتهم وتهديدات من مختلف الأطراف.

وأكد الشيخ سعيد صالح العمقي رئيس مجلس إدارة الشركة في تصريح وزع على وسائل الإعلام بان أمور الشركة وأنشطتها المصرفية تسير على ما يرام.

وحسب تصريح رئيس مجلس إدارة الشركة "استغربت شركة العمقي وإخوانه للصرافة من الشائعات الابتزازية المغرضة التي تحاول النيل والإساءة إلى سمعتها ودورها المجتمعي الخدمي للشعب اليمني".

وأكد "عدم صحة كل تلك المزاعم والشائعات المغرضة التي تزعم إدراجها من قبل الخزانة الأمريكية ضمن قائمة الجهات المالية المشتبهة بدعم القاعدة والأنشطة الإرهابية باليمن".

وطالب الشيخ سعيد صالح العمقي الحكومة الشرعية ممثلة برئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر "بمطالبة وزارة الخزانة الأمريكية بتوضيح الأسباب التي ترتب عليها هذا البيان والتي لم يستهدف الشركة فقط بل استهدف اتهام مباشر لرجال الأعمال وأعضاء غرفة تجارة وصناعة حضرموت متمثله بشخصه وأخيه محمد صالح العمقي".

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، وصل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الخميس، إلى صنعاء للقاء وفد "الحوثيين وصالح" في إطار جولة جديدة من المباحثات، بعد أن زارها الأسبوع الماضي في إطار سعيه للدفع بالمسار التفاوضي العالق وطرح خطته الأممية على كافة أطراف النزاع.

ورجحت المصادر أن تتم مناقشة بعض التحفظات التي أبداها الوفد على الخطة الأممية بعد موافقته مبدئياً عليها، واعتبارها أرضية للنقاش.

كما سيتم بحث مسألة الانسحابات من المدن وتشكيل اللجان العسكرية؛ حيث يطالب الانقلابيون بإجراءات مماثلة حتى في مناطق سيطرة الحكومة.

وسينتقل المبعوث الأممي بعد ذلك إلى الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد الحكومي. وفي هذا السياق، كشف مصدر رئاسي أن الوفد الحكومي سيستلم الخارطة الأممية من ولد الشيخ أحمد في زيارته المقبلة.

يأتي ذلك فيما أكدت مصادر متطابقة أن جهوداً دولية تبذل لإنقاذ وساطة ولد الشيخ المتعثرة، ولإنهاء النزاع في اليمن قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

من جانبها، كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن تحركات دبلوماسية مكثفة في نيويورك والرياض، بشأن حل الأزمة اليمنية وإخراج جهود التسوية الأممية من حالة الانسداد السياسي التي برزت بعد رفض الأطراف اليمنية للرؤية التي قدمها ولد الشيخ أحمد للحل السياسي.

وتنصب الجهود الدبلوماسية، لا سيما الأمريكية والبريطانية على محاولة التوصول إلى مسودة تعرض على مجلس الأمن الخميس، لاستصدار مشروع قرار لوقف إطلاق النار باليمن خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا السياق، قال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، "إن بلاده تجري حالياً مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع القرار"، معرباً عن أمله في أن يحظى المشروع بدعم كامل أعضاء المجلس.

ويجري مجموعة سفراء الدول الثماني عشر اتصالات مكثفة للوصول إلى حل سياسي، يحظى بدعم دولي، غير أن الحكومة الشرعية تبدي تحفظها على المشروع، لأنه يتجاوز القرار الدولي 2216، الذي ينص على إلغاء الانقلاب كلياً.

المشهد السياسي
وعلى صعيد آخر احتشد الآلاف من اليمنيين اليوم الخميس، في مدن مارب (شرق اليمن) وتعز (جنوب غرب) وعدن (جنوبي)، دعماً للحكومة الشرعية، والمطالبة بالحسم العسكري لإنهاء الانقلاب.

وقال مراسل «المصدر أونلاين» في مارب: إن المئات من اليمنيين تظاهروا وسط مدينة مارب، لمطالبة الحكومة اليمنية التي يقودها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والتحالف العربي الذي تقوده السعودية بالحسم العسكري.. وقال متظاهر: إن العمليات العسكرية على الأرض هي الكفيلة بإنهاء الانقلاب.

وفي مدينة تعز، تظاهر المئات رفضاً لخارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، من أجل ايجاد حل للأزمة اليمنية ووقف إطلاق النار في البلد المضطرب منذ نحو عامين.

وقال المتظاهرون: إن المبادرة تشرعن لانقلاب جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح، وحربهم ضد المدنيين في المدن والمحافظات اليمنية.وطالب المحتجون الذين تجمعوا في شارع جمال، الشرعية برفض خارطة الطريق.

وفي مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، احتشد جموع المتظاهرين في ساحة العروض وسط المدينة، تعبيراً عن تأييدهم الحكومة الشرعية في رفضها لخارطة الطريق. وركزت الخطابات واللافتات على التنديد بموقف المجتمع الدولي المتماهي مع الانقلاب في اليمن.

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين: إن 18 صحفياً قتلوا منذ مطلع العام 2015 في اليمن، فيما يحتجز مسلحو جماعة الحوثيين وقوات صالح، بالإضافة لتنظيم القاعدة، 16 آخرين.
وذكرت النقابة أن الصحفيين المختطفين يعيشون في ظروف اختطاف خطيرة.

وأضافت في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء ظاهرة الافلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين، الذي صادف أمس الأربعاء، أن هذه المناسبة «تأتي في ظل وضع خطير يعيشه الصحفيون والصحافة في اليمن، التي قدمت خلال العام 2015 والعشرة الأشهر من العام الجاري 18 شهيدا من الصحفيين والمصورين».

وتابعت أن «من بين القتلى ثمانية صحفيين استشهدوا هذا العام»، وأن هناك 16 صحفيًّا يعيشون ظروف اختطاف خطيرة ويتعرضون للتعذيب الجسدي والمعنوي.

وقالت النقابة: إن 15 من هؤلاء الصحفيين مختطفين لدى الحوثيين، وصحفي واحد مختطف لدى تنظيم القاعدة في حضرموت (جنوب شرق البلاد).

وتعهدت النقابة بأن قتلة الصحفيين لن يفلتوا من العقاب، مؤكدة أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وستعمل جاهدة على أن يخضع قتلة الصحفيين لقانون العدالة.

المشهد اليمني
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016