اخر الاخبار

تعز عاصمة اليمن تكسو الكعبة المشرفة




د- كمال البعداني 
========
 
ظلت تعز لما يقرب من ثلاثة قرون (1229م _1454)عاصمة للدولة الرسولية أعظم دولة يمنية على الإطلاق منذ إنهيار مملكة حمير  وقد حكمت اليمن بالكامل شماله وجنوبه شرقه وغربه وامتد حكمها من ظفار حتى مكة المكرمة وذاع صيتها في العالم كدولة تمتلك قوة برية وبحرية جبارة وقد بلغت قمة المجد والشهرة والتقدم العلمي  في عهد الملك المظفر يوسف الأول الرسولي ثاني ملوك بني رسول وأعظمهم  والذي استمر حكمه ما يقرب من خمسين عام وقد تلقب بخليفة المسلمين بعد سقوط بغداد بيد التتار وقتل الخليفة المستعصم بالله .

ولذلك  فأن مسلمو الصين قد استنجدوا به عندما منعهم ملك الصين من ختان أولادهم حسب المعتقدات الإسلامية فما كان من الملك المظفر إلا أن قام بإرسال وفد إلى ملك الصين  بهذا الخصوص يحمل منه رسالة وهدايا  ونظرا لمكانة الدولة الرسولية اليمنية  وملكها المظفر وما يربط اليمن والصين في ذلك الوقت من علاقات ومصالح تجارية فقد استجاب ملك الصين ورفع الحظر عن ختان المسلمين لاولادهم  وقد ظل مسلمو الصين يدعون في خطبة الجمعة للدولة اليمنية الرسولية وملكها المظفر .


ثبت المظفر أركان الدولة وقضى على الحركات المتمردة وخاصة التي كان يقوم بها الأئمة والذي اخضغهم لحكمه وأسس في صعدة دارا لضرب السكة (العملة ) إلى جانب الدور التي في صنعاء  وتعز وزبيد وعدن .

وآثار الدولة الرسولية منتشرة في كل اليمن حتى الآن ولكن أكثرها في تعز  كونها كانت عاصمة الدولة  كجامع الملك المظفر والاشرفية وقلعة القاهرة وغيرها  ولعلنا نسمع هذه الأيام بمنطقة الجحملية وأصل التسمية لها مكونة من كلمتين  الجهة وتعني السيدة أو الأميرة  وملية وهو إسم مليه الشرعبي زوجة الملك الاشرف إبن الملك المظفر  وقد تم منحها قطعة الأرض هذه كصداق لها وسميت بإسمها وحرفت مع الأيام إلى الجحملية كما ذكر ذلك الباحث في التاريخ الأستاذ عبد الوهاب الميرابي  ويقال أن الأئمة لهم دور في تحريف الإسم  كما حصل  مع منطقة ظهر حمير في صنعاء والتي حولوها إلى ظهر الحمار  ولم تعد لها التسمية السابقة إلا بعد ثورة سبتمبر .. عندما سقطت بغداد بيد التتار انقطعت  كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تساق من بغداد  فقام الملك المظفر بإرسال كسوة الكعبة من تعز  وكانت تساق من هناك لداخل الكعبة وخارجها  وقد كتب على لوح رخام داخل الكعبة النص الآتي .

((أمر بتجديد رخام هذا البيت العظيم العبد الفقير إلى رحمة ربه وأنعمه يوسف بن علي بن رسول .اللهم أيده بعزيز نصرك واغفر له ذنوبه برحمتك يا كريم ياغفار بتاريخ ثمانين وستمائة هجرية )) وقد بقي هذا اللوح داخل الكعبة لما يزيد عن مئة عام  رحم الله الملك   المظفر اليماني  الرسولي وحفظ الله عاصمته تعز ومعها كل اليمن من كل مكروه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016