في بوفية بصنعاء

محمد المياحي

 =========

كانَ يصرخُ، قلتُ هذه ملامحَ مجنونٍ جائع..

يتحدثُ بلغةٍ كالجمر، يُسدد ضرباته بجنون، يقول كلاما مرصعاً بثأر معدته المعصوره وشكيمة اجداده الاوائل..

هذا جائعٌ مفتول الجسد، كامل الكرامة هائج سيجرف كل شيء امامه..

سأل:

هل تفتكر انني سأموتُ في منزلي جوعاً؟ والذي رفع السماءَ لنحرقنّ كلّ شيء !

#نشتي_رواتب

لدي يقين، سيحدث الانفجار، سيكون مزلزلا وعشوائيا ومدمراً، سيطعن الجائع كل شيء يلقاه مصادفة وقد ينتهي به الامر طاعناً لنفسه في ليل الذل...

سيقول ابن المدينة الجائعة :

سنعصر الحجر ونشرب ماءه ونقاتلكم..

طين مدينتي طعامي، وهذا الشارع فراشي الاثير في ليل الكفاح الطويل..

لقد كان بسيسو يقول :

يا ايها المدحور في ارض يضج بها الشعاع

غني اناشيد الكفاح وسر بقافلة الجياع

يحتاجُ الجائع_الى جوارِ جوعه _فكرة ليتحولَ هو إلى كرة نار تبيد كل شيء.. يحتاج ان يستوعب جرحه..

ان يٌدرك جيداً ان عذابه هذا بفعلِ فاعل أخر، وان جهةَ ما تلصصت عليه واخذت حصته في الحياة، وان عليه أنّ يستثمرَ جُرحَه ويخّرج شاهراً سيفَه..

انتظروا

فمتى يصحو ليل الجياع في صنعاء؛ سيكون كل شيء هدفاً مباحا الكادحين..