عبده
أحمد زيد المقرمي
============
ليس
أشد وجعا من أن تكون أما وترفض حتى مجرد تناول شربة ماء قائلة: كيف أشرب وأولادي
من الصباح لا أعرف هل شربوا ماء أو أكلوا أو لا.. يا الله جفت اللغة، وأصيب الكلام
بقحط لا نهاية له.
وزاد
على هذا حين مدت طالبة جامعية يدها في حقيبتها وبخجل قالت لها يا أختي خذي هذه
وأركبي باص، وردت لا لا شكرا أختي، أني مش متسولة، الله يخليك، شكرا أختي.. هنا
استحضرت فيها كل الأرواح الأنثوية المقدسة..
صرخت
في أعماقي شكرا أمي الحبيبة.. شكرا أختي الفاضلة.. شكرا أبنتي العزيزة.. بينما هي
حثت خطاها بتثاقل مسندة ضهرها بعض الوقت للجدران، وحينها أيقنت أنها تحمل جدران
المدينة صنعاء، خشية أن تسقط هذه الجدران الصدئة.
مشهد
من قلب أمانة العاصمة اليمنية، بتوقيت اليوم الأربعاء 26 أكتوبر 2016.. أنثى جف
الدم على يديها الشاحبة ليصنع حياة كريمة، ويهب الموت فسحة من حياة.. طانت على يدها
كنيولة المغديات ومثبة في بلاستر على يدها وجسمها نحيل تمشي امتار ويأخذها الدوار وتصر
ان تمشي لكنها تمشي خطوات وجلست على رصيف الشارع وهاكذا، وقفنا لنتكلم معها علنا نقدم
لها مساعدة بما نستطيع هزت راسها هزة الرفض تأبى ان ترد علينا بصوتها واثنا مرور طالبة
جامعية ترجينا الحديث اليها فكلمتها فردت بصوتها الجاف لا اريد شيء وسألتها من اين
قادمة وإلى اين ستذهب قالت من مستشفى الجمهور وعائدة إلى منزلها المجاور للفرقة الاولى
مدرع..
اعطينا
الطالبة اجرة تكسي يوصلها إلى بيتها لكنها رفضت
استلامها.. هي في اشد الحاجة لكن عزة نفسها لا تسمح لها ولو انها امتلكت مال
في بيتها لاوقفت تكس بعد خروجها من المستشفى..
لم نتطرق
لأسئلتها اكثر حفاظا على مشاعرها مع ان اثر احتياجها لطعام تأكله كان ملموسا على شكلها..
مثل
هذه الحالة الآف الحالات يفضلون الموت جوعا ولا التسول او طلب المساعدة من احد..
الوضع
العام في البلد يشتد يوما بعد يوم دون ان يجد الناس بارقة أمل مما جعل كثرا الناس يفضلون الموت جوعا في منازلهم ..
حدث
هذا اليوم في #صنعاء والحل لا يكمن بمحادثات ومماطلة واغاثة وهمية حتى يموت الابريا
وبقا طرف من اطراف النزاع يزيد الطين بالة الحسم العاجل هو الحل والمسؤولية تقع على
الشرعية وتحالفها.. اما المخربون الانقلابين لا يمكن ان يصلحوا ما خربته ايديهم ..
#اليمن_مواطنين_يموتون_جوعا.
إنتقام
تاريخي يكلل بكارثة مجاعة
على
الفور انتقل ذهني إلى محطة من جغرافيا اليمن تقاوم لهاث الجوع بصبر وشموخ.. إنها
تهامة.. زبيد وتهامة تعاني من انتقام تاريخي يكلل بكارثة المجاعة فقد عانة زبيد وتهامة
من التجهيل والامية الممنهجة منذ سقوطها بأيدي الأئمة وعقبهم صالح ومن سبقه وزبانيتهم الإمامية المبطنة واصلوا مهمة أئمتهم بعد الجمهورية
واكمل مشوارهم الإنتقامي من زبيد وتهامة حفيد الائمة الحوثي..
اليوم
ما يحدث بها من كارثة انسانية خلاصة نتاج الانتقام الممنهج من تهامة و مدينة العلم
والعلماء زبيد وبيت الفقي المدرسة التي جعلت كل ابناء تهامة علماء في عصرها..
اشك
ان جميعهم ضدها لانها شكلة المدرسة الدينية المعتدلة والمستقيمة كما ان رغبة الثار
من ابناء تهامة وزبيد ربما تكون موجودة لدى النظام الملكي السعودي الذي هو ايظا دخل
في صراع وحرب مع تهامة حين كان يحكمها الأدارسة..
ابناء
تهامة اليوم يموتون جوعا انتقاما من تاريخ اجدادهم البطولي الذي تنحته الاجيال جيلا
بعد جيل في ذاكرتها.. فهل الاشقاء ايضا حقا منتقمون من مدينة العلم والعلماء.. فالاغاثة
المزعومة فيها كلها وهمية اثبتتها كارثة ظهور المجاعة.
فهل
يدرك العالم كم هي أطراف الصراع اليمني، تسحل أرواح اليمنيين أنتقاما لبشاعتها في أمل أن تعود باليمن إلى عصر
الإمامة..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق