وكالة
أرصفة للأنباء/ رصد خاص
==================
قبيل
الشروع في الهدنة المقترحة من رعاة المصالحة اليمنية، حاول طرف النزاع المتمثل في
صالح والحوثي استباق الهدنة بخطوة عدوها قد تخلط أوراقا لصالحهم، تمثلت في توجيه مجلس
النواب اليمني بفعل انقسامه ما بين مساند لشرعية الرئيس هادي ومعارض يقف إلى صف الحوثي
وصالح، وجه رسالة إلى البنك وصندوق النقد الدوليين.
وفي
الرسالة هذه طالبت جماعة الحوثي وصالح البنك الدولي ورئيس صندوق النقد الدولي بالتوضيح
حول الوضع القانوني للبنك المركزي اليمني.
وقال
مجلس النواب الذي ينظوي تحت سلطة الانقلابيين بأنه استمع ووافق على الرسالة الموجهة
من رئيس المجلس يحيى علي الراعي إلى رئيس البنك الدولي ورئيس صندوق النقد الدولي حول
الوضع القانوني للبنك المركزي اليمني.
وكان
الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر قرارا منتصف سبتمبر الماضي قضى بنقل البنك المركزي إلى
عدن بعد انتهاك الحوثيين لشرط حيادية البنك ونهب الاحتياطي وتسخيره لعملياتهم الحربية
ضد المدنيين.
وشكا
مجلس نواب صالح والحوثي الرئيس عبدربه منصور هادي، للبنك وصندوق النقد الدوليين حيال
قرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وحسب قول مجلس نواب صالح والحوثي، الرئيس
هادي خالف بقرار نقل البنك المركزي مقتضيات أن يبقى البنك المركزي مؤسسة مستقلة محايدة.
وعلق
خبراء اقتصاد على فحوى رسالة مجلس نواب صالح والحوثي، بالتساؤل: وهل بقاء البنك المركزي
تحت تصرفهم، معناه أن البنك المركزي مؤسسة مستقلة ومحايدة، وهم طوال ما يقارب عامين
يسخرونه لتأجيج الحرب، حتى وصلوا به إلى مرحلة الانهيار الكلي.
وأكدوا
أن مجلس نواب صالح والحوثي لم يعد يمثل إلا طرفي تمرد يؤجج الحرب، ويقود البلد إلى
الهاوية دون أية اكتراث.
من جهتها روسيا وقفت
في صف صالح والحوثي من خلال مطالبتها بفرض حصار جوي على طائرات التحالف من التحليق
في الأجواء اليمنية، وهو ما عده مراقبون تمهيد الاجواء لصالح والحوثي، في ادخال
عتاد عسكري.
وعلى
أرض الواقع تتصاعد الاعمال القتالية ين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية
للرئيس السابق، قبيل ساعات من هدنة انسانية جديدة مدتها ثلاثة ايام قابلة للتمديد.
واحتدمت
معارك ضارية خلال الساعات الاخيرة على طول الشريط الحدودي مع السعودية، وجبهات القتال
الداخلية في مأرب وتعز ولحج وصعدة وحجة، اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وقالت
مصادر محلية، ان قوات التحالف نفذت انزالا برمائيا من القوات الحكومية في ميناء ميدي
الحدودي بمحافظة حجة على البحر الاحمر. واعلنت القوات الحكومية بدء عملية عسكرية في
مدينة ميدي لاستعادة مواقع عسكرية.
ودعمت
هذه التعزيزات الجديدة عملية عسكرية ضخمة على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق في
المديرية الهامة الممتدة الى تخوم الموانيء التجارية في محافظة الحديدة المجاورة.
وشن
الطيران الحربي اكثر من 70 غارة جوية، تركزت معظمها على مواقع الحوثيين في محافظتي
صعدة وحجة، واهداف متقدمة لمقاتلي الجماعة وحلفائهم العسكريين داخل الاراضي السعودية.
الى
ذلك، هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صباح اليوم الاربعاء، في اعقاب سلسلة غارات
جوية على مستودعات للاسلحة بمعسكر الحفا التابع للحرس الجمهوري شرقي مدينة صنعاء، بعد
ساعات من هجمات مشابهة على مواقع لقوات الرئيس السابق في مديريتي الحيمة ومناخة عند
الضواحي الغربية للمدينة، على الطريق الممتدة الى مدينة الحديدة الساحلية على البحر
الاحمر.
ودمرت
مقاتلات حربية بصعدة تعزيزات للحوثيين كانت في طريقها الى مديرية كتاف، قادمة من محافظة
الجوف المجاورة، وفقا لمصادر اعلامية موالية للحكومة. كما ستهدفت سلسلة غارات جوية
مواقع متقدمة للحوثيين في منطقة جازان جنوبي غرب السعودية.
وقصف
مقاتلات التحالف، مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق في مديرية حرض شمالي غرب محافظة
حجة، ومديرية صرواح غربي محافظة مأرب. وشنت مقاتلات التحالف 8 غارات جوية على مواقع
متفرقة في مدينة الحديدة، مستهدفة منزلا للرئيس السابق ومعسكر الدفاع الجوي في مطار
الحديدة ومنصة 22 مايو جنوبي المدينة الساحلية على البحر الاحمر.
كما
دارت معارك عنيفة وقصف مدفعي وصاروخي متبادل بين القوات السعودية والحوثيين على جانبي
الحدود.
وافادت
مصادر اعلامية موالية للحكومة بمقتل 3 مسلحين حوثيين وإصابة 5 اخرين بمعارك الساعات
الاخيرة في محافظة تعز جنوبي غرب البلاد.
وتحدثت
المصادر ذاتها عن مقتل مدني واصابة 3 اخرين بقصف عشوائي من مواقع الحوثيين وقوات الرئيس
السابق على احياء سكنية وسط مدينة تعز.
في المقابل
تحدثت مصادر عسكرية من طرفي الاحتراب، عن سقوط قتلى وجرحى بتبادل للقصف المدفعي والصاروخي
في منطقة كهبوب بالقرب من مضيق باب المندب عند الحدود الشطرية السابقة بين محافظتي
تعز ولحج .
يأتي
هذ التصعيد العسكري، وسط حالة ترقب مشوب بالحذر، حول جدية الاطراف في التزام اتفاق
وقف اطلاق النار اعتبارا من منتصف الليلة لمدة ثلاثة ايام قابلة للتمديد، في مسعى من
الامم المتحدة لدفع المتحاربين نحو حل شامل للازمة اليمنية.
ويتضمن
اتفاق وقف اطلاق النار الذي حدد طرفيه بـ"حكومة الجمهورية اليمنية" من جهة
و"أنصار الله وحلفائهم العسكريين" من جهة ثانية، قائمة طويلة من العمليات
العسكرية المشمولة بالرقابة الاممية، بينها الهجمات البرية والجوية، وزرع او صيانة
الألغام وانظمة الصواريخ البالستية.
كما
يمنع الاتفاق التعزيزات العسكرية وإعادة الانتشار، والتحليق الجوي العسكري تحت اقل
من 3000 متر، فضلا عن حظر استخدام الرادارات الموجهة او العمليات الالكترونية المضادة
للطيران الجوي.
واعلنت
الحكومة اليمنية وتحالف الحوثيين والرئيس السابق الترحيب بدعوة الامم المتحدة لاستئناف
وقف الأعمال القتالية في اليمن.
وقال
وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي ان الرئيس عبدربه منصور هادي وافق على وقف
إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، لكنه اشترط " التزم الطرف الآخر، وتفعيل
لجنة التهدئة وإنهاء الحصار عن مدينة تعز، وإيصال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية
دون قيود".
وفي
المقابل اكد المجلس السياسي لتحالف الحوثيين والرئيس السابق التعاطي الايجابي مع وقف
اطلاق النار، ودعا الى حيادية المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد.
وانهارت
4 هدن سابقة، منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في 26 مارس/آذار
العام الماضي، غير ان الامم المتحدة تعول على آليتها الرقابية لتنفيذ الاتفاق، بالتنسيق
مع مجالس محلية محايدة.
الى
ذلك، جددت الحكومة اليمنية اتهام ايران بمد الحوثيين وحلفائهم بالمال والسلاح، مطالبة
بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.
وقال
مندوب اليمن الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي السفير زين القعيطي " ان التدخل
الايراني في الشؤون اليمنية شجع الانقلابيين على التمادي ورفض كل خطط وجهود السلام
".
من جانبها
دعت روسيا الى فرض "حظر جوي" في اليمن، على غرار مطالب القوى الغربية الكبرى
بقرار مماثل في سوريا.
وفي
تعليق له على مشروع قرار ملزم بوقف اطلاق النار في اليمن، تنوي بريطانيا طرحه امام
مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين، انه لم ير المشروع
البريطاني بعد، لكنه اعرب عن أمله في أن يتضمن بند "حظر الطيران"، كما هو
عليه الحال في مشروع سابق متعلق بسوريا.
واشار
إلى أنهم من سوقوا لفكرة الحظر الجوي واستفزوا الفيتو الروسي ضد مشروع القرار الأخير.
واضاف " إذا كانوا مؤيدين بشدة لهذه الفكرة، كما كانوا في مناسبات عديدة في السابق،
فأنا أتوقع منهم إدخال بند "منطقة حظر جوي" فيما يتعلق بصنعاء".
ورحب
جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن بإعلان وقف القتال في البلاد، ولكنه
ذكر أن الخطوة غير كافية لتمكين عمال الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات العالقة في الصراع.
ومن
المقرر أن يبدأ وقف الأعمال القتالية في منتصف ليل الأربعاء لمدة اثنتين وسبعين ساعة،
وقال ماكغولدريك إن تلك الفترة غير كافية للوصول إلى ملايين المستضعفين اليائسين فيما
وصفها بالحرب المنسية.
وأضاف
في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة: "إذا لم يتوفر لنا سوى 72 ساعة، فهذا يعني تعليق
التخطيط لتركيز الانتباه في مجال آخر، ولكن إذا توفر لنا الوصول إلى هذه المناطق في
كل الأوقات، سنتمكن من التخطيط بشكل مختلف وتوفير المساعدات بصورة أفضل."
ومن
أهم الأولويات، بمجرد بدء وقف الأعمال القتالية، توصيل المساعدات إلى السكان في تعز
وهي على الخطوط الأمامية للقتال بين القوات الحكومية والحوثيين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق