ناجي
ناجي
======
قصة
قصيرة
=======
1- حازق
شابح
في ديوانه
العالى، متكئ فوق مقاعد اسفنج مهترءه ، جلس حازق شابح في مجلسه، بوجه عريض ودقن مدبب
وشعر مسبسب يتدلى على جبينه خصلات منها، جلس ولا شيئ امامه، لا قات ولا ماء ولا حتى
ملخاخ، الديوان بهي ومنشرح، له ثلاث نوافذ واسعة يعلوها عقود مزخرفة بالزجاج والجص
من جهتين، ينكشف قسم من المدينة شرقا .. ساكنه، وقسم من المدينة جنوباً.. متحركة بالمارة
والسيارات الصامتة جنوباً كأفلام شارلي شابلن، عدا صوت إمرأة، يعرف نبرته، انها جارته
تنادي ابنتها الشابه نابهه فالح ،إبنة الثامنه عشر، مدعنقه عبر النافذة، كانت نابهة
فالح، رفيعة القامه وبشره سمراء، وعيون واسعه بمقله بنيه ورموش طويله كرماح حارسه حول
قلعه، وشفتين دقيقتين وانف حاده، كانت صديقه حميمه لزوجته حازبه بنت فاقح، لكن العلاقه
بينهما في الاونه الاخيره ،بدت فاتره، لا..بل متوتره ، في سطح بيتها، ذو الطابقين،
الملاصق لبيته ذو الاربع طوابق ، بدت نابهه فالح بقامتها الريانة ووجهها المضيئ، وصوت
امها توبخها لصعودها السطح بدون برقع، لوت قامتها ودارت دورتين وبخفه، سارت في سطحها
باتجاه جدار بيته، إختفت عن مدا نظره، مد عنقه اكثر فلم يرها، اراد ان يزيد من مداه،
اصطدم رأسه بزجاج النافذه، وبحركة سريعة لا اراديه، فتح شق النافذة وتمسك بالشق الثاني،
وأخرج رأسه، كانت تتقصع في مشيتها، تلوي رأسها باتجاهه غير مبالية به، ثم تربعت الارض،
فكت مصرها واخرجت من تحت صدرها مشطها وراحت تسرح شعرها، كأنها على شاطئ البح، رأها
اجمل من تمثال فتاة بودابست على شاطئ النهر لوكان يتقن الرىسم لرسم لوحة فنيه بديعه،
ثم بتثاقل وقفت وتهادت في تقصعها موغلة في الالتصاق بجدار بيته، اختفى جزء منها، وكأنها
تربعت الارض ومدت قدميها، اسعده ذلك، وفي طلب المزيد، مد رأسه اكثر حتى ظهر اعلا كتفيه،
تدلى شعر رأسه، رمقته بابتسامه، فتبسم،فجأه، فز على صوت زوجته من خلفه : بدل جلستك
هذه..اين المرتب !!
نظر
لزوجته، وطار في الهواء، هو والنافذة وبروازها ، وقع الجميع على سطح نابهة وبالقرب
منها ......
يتبع
2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق