صقر
الصنيدي
___________________
هناك
من يطلب من أئمة الحاضر أن يوافقوا على سلام أو اتفاق عمر هذه العقليات مئات السنين
ويصعب أن تتجاوز ماضيها أو تحيد عنه..
هل يفترض
بنا أن ننصح سياسيو ألمانيا بالعودة إلى أرشيفهم وأن يقرؤوا ما حدث قبل تسعون عاما
في أرض غريبة عنهم اسمها اليمن.
في أول
مايو من ألف وتسعمائة وثلاثين كان سفير ألمانيا يبحر نحو اليمن قادما من أثيوبيا وفي
اعتقاده إنه يكتشف بلدا جديدا ويساعد أهلها على الاندماج في عالم جديد.
حاول
السفير الألماني بروفر أن يقنع الإمام يحيى بالاتفاق مع ألمانيا على إقامة المشاريع
وفتح أبواب المستقبل لشعب طال الظلم عليه.
وكان
يدهشه تشبث يحيى بالرفض لمصالح اليمن ومحاربتها وعدم القبول بما يفيد البسطاء.
حاول
السفير لما يفوق الخمسة أشهر..
ثم ذات
ظهيرة كان يصرخ في وجه سكان لا يفهمونه: لقد جئت لمساعدتكم وفشلت..
أخذ
يكتب رسائله إلى خارجية بلاده معترفا: لقد فشلت فشلا ذريعا في التوقيع على اتفاقية
بين بلادنا واليمن..
يوجد
هنا حاكما واحدا يحيطه مستشارون يعتاشون على الرشوة ولا يتقاضى الواحد منهم أكثر من
مائه ريال.
لا استطيع
أن أفسر ما يحدث، لكن ما يحدث مريع..
هؤلاء
يحكمون شعبا ويجيدون حصاره وفصله عن العالم..
ثم عاد
الرجل إلى أثيوبيا برفقة زوجته التي كانت تبكي معه على ملايين البشر المحاطين بالمرض
والقهر والجهل..
رفض
الإمام معتقدا أنه يفعل الصواب التوقيع على اتفاق لخدمة بلدا يحكمها..
حارما
شعبه من الخروج من السجن الكبير.
ثم يأتي
اليوم من يطلب من أئمة الحاضر أن يوافقوا على سلام أو اتفاق عمر هذه العقليات مئات
السنين ويصعب أن تتجاوز ماضيها أو تحيد عنه..
إنهم
أبعد عن أي اتفاق ولو وفر لهم كل سبل النجاة والفوز، لن يمضوا على شيء مهما كسبوا ومهما
تغير الوسطاء أكانت ألمانيا أو كيري أو غيرهم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق