اخر الاخبار

شباب كثر يموتون هذه اللحظات التي نوهم أنفسنا فيها بأنها عيد




 
جمال حيدره
----------------

لا يمكن أن ننسى أن جبهات القتال مشتعلة والكثير من الشباب يموتون في هذه اللحظات التي نحاول أن نوهم أنفسنا بأنها عيد.


هذا ليس أول عيد اقضيه خارج الوطن، لكن ربما هو العيد الأكثر خفوتا في الفرحة التي تتلاشى كل عام بسبب سوء الأوضاع وتفاقم الأزمات سواء في بلدي الحبيب اليمن أو في باقي الأوطان العربية التي تعيش حالة من البؤس والشتات والإحتراب ولنا في سوريا وليبيا والعراق واليمن مثلا حيا.

العيد خارج الوطن  لا يعني شيء أكثرمن تراكم الأشواق والحنين للأهل والديار وطقوس عيدية فريدة ولذيذة.

شوق وحنين ممزوج بأسى البعد والحسرة على ما آلت إليه الأوضاع في الوطن المحترق بنار الحروب التي لم يشفع عندها قداسة الأعياد والمناسبات الدينية العظيمة .

حرب تنحر الشباب والأطفال والنساء بدلا من الأضاحي وتتقرب بهم إلى الأطراف الدولية (ممولي الحروب).

ربما واقع الحال هنا في جمهورية مصر افضل بكثير من اليمن ويوفر لنا أسباب الفرح والاستمتاع بمظاهر العيد، غير أنه لا يمكن أن يفصلنا عن هموم ومعاناة أهلنا في الداخل الذين يعيشون وسط الظلام بسبب انعدام الكهرباء وبدون مياه صالحة للشرب ووسط غلاء معيشي قاتل إلى جانب انقطاع المرتبات وضيق الحال.

لا يمكن أن ننسى أن 80% من اليمنيين اليوم يعيشون حالة مجاعة وبحاجة ماسة للمساعدات الغذائية والطبية والايوائية وسط حصار مطبق تفرضه الحرب والاطراف المتصارعة .

لا يمكن أن ننسى أن جبهات القتال مشتعلة والكثير من الشباب يموتون في هذه اللحظات التي نحاول أن نوهم أنفسنا بأنها عيد.

العيد بمعناه البسيطة ابتسامة على شفتي طفل صغير، وملابس ملونة ترتديها الفتيات، وأغنية فرائحية يسمعها الشباب، ودعوة طيبة تتمناها أم، ولحظات مباركة تجتمع فيها الاسرة، وتهاني واماني وقبل.

لكن ان لنا ذلك في ظل الحروب والازمات .. ان لنا ذلك والأب شهيد  والأم أرملة والطفل يتيم ويعاني سوء تغذية وجل الشباب في ساحات الوغى.

لم يتبقى من العيد سوى الاسم ورسائل الكترونية بلا معنى وبلا طعم وبلا فائدة نقولها مغالطة لمشاعرنا المتأسية نتيجة كل ذلك، ولا أمنية لنا سوى أن يعود الوطن المختطف بيد عصابات لا تعي معنى الوطن ولا تستشعر معاناة الشعب، ولا شيء يشجعنا للعودة إلا بعودة الوطن السليب ذلك أن عودتنا تعني السجن والتعذيب أو الصمت الذي يعني لنا الموت.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016