د.عبد الله أحمد الذيفاني*
عشرة أيام لم أشعر أنك غادرتنا لأني أراك حولي وفي
هاتفي وفي أعماق قلبي وفي بؤبؤ عيني وسويداء قلبي، أنت معي ولن أنساك وإن تقبلت مغادرتك
المشرفة. غادرت وأنت تاجا على الرؤؤس. غادرت وأنت الأكرم وأنت الأقوى وأنت المؤمن الصائم.
غادرت وبين حناياك إيمانا لاحدود له بالله وبالقضاء والقدر.
نعم قبل أن تغادر أخبرت زوجتك عن كل شيء يقلقك في جانب
حقوق الناس عندك، أخبرتها وزدت على وصيتك الشفوية وصية مكتوبة. وكأنك كنت على موعد
مع الشهادة. واتصلت بالنساء الحوامل في الأسرة أن يسمين مواليدهن محمدا لأنك على موعد
مع الشهادة والارتقاء.
فأراد الله تعالى جلت قدرته أن ترتقي شهيداً مغدوراً
مظلوماً لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنك لم تكن تحدث نفسك بظلم ولم تكن ظالما.
نعم كرمك أيها الغالي وأكرمنا بك.
غادرت وارتقيت وأنت تحمل في حناياك حبا عظيما لتعز
التي حدثتني عنها كثيرا وبرهنت في اللحظات الصعبة عن حبك لها في 2011 وفي ليلة المحرقة
حيث كنت واحدا من الذين غادروا الساحة عند الفجر.
وبرهنت أيضا عن حبك في جمعة النصر. وعبرت عن ذلك في
أكثر من حدث ومواجهة وكانت سبعة أشهر من الاختطاف في مختطفات الحوثة برهانا آخر عن
الحب والانتماء لتعز لقد أقروا أن اختطافك بسبب مساندتك للمقاومة بتعز.
وجاء استشهادك البرهان الأعظم ودامغة الدوامغ عن ذلك
الحب والانتماء فكنت شامخا في حياتك وكنت كذلك في موتك فلم يرد لك الله السقوط فكتب
لك الارتقاء وكتب على القتلة الخزي والعار والذل لأنهم لم يجرؤا على مواجهتك فلجئوا
للغدر وهو طبع الجبناء والأنذال.
اعترف أن القلب محزون واعترف أن العين تدمع واعترف
أني على فراقك لمحزون ولكني اعترف أنني باستشهادك صرت أقوى. لقد كنت تحدثني انك تريد
أن تسير على خطاي ولم أكن أقرك على ذلك وكنت أريد لك سيرة أفضل تتجاوز فيها ضعفي وهناتي.
اعترف اليوم أني أريد إتباعك أيها الحبيب لقد فزت ورب الكعبة.
اعترف أنهم أوجعوني فيك لأنك أكثر أولادي حماسا لسيرتي
ولكنهم لم يتمكنوا من إطفاء الحماس لدي ومقدار عشقي للحرية وحماسي للدولة المدنية.
هنيئا لك الشهادة أيها الغالي ودمك لن يذهب هدرا وهو
كما هو في رقبة القتلة هو كذلك في رقاب المعنيين بالأمر في المدينة وأعني بها السلطة
المحلية أمنا وجيشا وطنيا ومجالس. لن نسامح وسيظل دمك مطلوباً للعدالة ماحييت.
سلام عليك حبيبي يوم ولدت وسلام عليك حين ارتقيت شهيداً
في ذات تاريخ مولدك.
وسلام على قصي في كل تفاصيل ومسيرة حياته الذي سيقضيها
في غيابك وسينعم بالتكريم الرباني لك أولا وأخيرا وحبنا وحب الناس الذين أحبوك وتاريخك
العطر والزاهي. وبأم كريمة لن تبخل عليه بحنانها فهي نعم الزوجة لك ونعم الأم له وأرجو
الله أن نكون نعم الجد والراعي لهما معا.
إلى اللقاء بإذن الله تعالى في مستقر رحمته. وأنت إن
مت فحبي لك لن يموت.
والدك الفخور بك وبكل إخوانك وأخواتك الداعي لك بالفردوس
الأعلى ولهم بموفور العافية والسعادة والطمأنينة.
2يوليو 2016.
* من صفحته على الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق