صقر الصنيدي
سنوات مرت ولم أر فيصل كان السؤال دائما يعلق في حنجرتي.. لم أكن أجد من يمكنني أن أسأله..
كنا دفعة واحدة في كلية الإعلام لكنه كان يشق طريقه وحيدا.. ينهي يومه الدراسي ويذهب للعمل.. قليلون من كانوا يعرفون أين يعمل فيصل ولم أكن منهم وكيف يحصل على مصاريف الدراسة..
وحين رايناه صدفه في سوق فواكه مذبح.. غطى جزء من وجهه بيده ولاذ مسرعا صباح..
اليوم التالي نفى أن يكون هو.. قال إن اليمنيين متشابهين أراد أن ينكر أنه يعمل في سوق شعبي قبل أن نخبره جميعا أننا نعمل أيضا في أسواق أخرى لنعيل تعليمنا..
لكن فيصل لم يتوقف عن تغطية جزء من وجهه ولم يتوقف عن قول إن اليمنيين يتشابهون..
وظهر اليوم كان من يقول إنهم متشابهون يعتدون عليه.. لم تتركه عصابة مسلحة إلا وقد شجت وجهه وأدمت قلبه وعلمته أننا لسنا متشابهون مطلقا..
نحن مختلفون يافيصل.. مختلفون جدا.. منا من يعتدي ومنا من يعتدى عليه.. سنصبح يوما متشابهين..
حين تحل العدالة بيننا ويفصلنا القانون.. يومها فقط يافيصل سيكون قولك صحيحا..
عمل فيصل عبدالحميد في جمع قصص المحتاجين ومن يسميهم الحقيقيين ونشرها في صحيفة أخبار اليوم إلى أن أغلقتها المليشيا في صنعاء..
ولم يتخلى عن البسطاء صار يبيع لهم الثلج متخليا عن عمله الصحفي إلى حين..
ارفع يدك يافيصل فليس ثمة ما تخشاه.. ارفع يدك ليعرف العالم كم نحن مختلفون.. ارفع يدك يافيصل فوجهك وجهنا جميعا.. ودمك دمنا.. وحلمك أيضا وأمسح الدم من قميصك وأمضي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق