اخر الاخبار

تعز.. فرحة تبادل أسرى على جثث بلا رؤوس وبقايا آدمية



وكالة أرصفة للأنباء- وليد عبد الواسع


كشف مصدر بالمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، أن المقاومة تبادلت مع مسلحي جماعة الحوثي، عملية الإفراج عن 35 أسيرا من الطرفين بمحافظة تعز، وسط البلاد.

فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن كتيبة أبو العباس تفرج عن 19 أسير من المليشيات مقابل 16 من المقاومة في أول عملية تبادل أسرى تجريها الكتيبة.

وفيما جرت عملية التبادل كانت تعز تعيش أمس مجزرة جديدة ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح، خلفت جثثا بلا رؤوس وبقايا آدمية بينهم أطفال.

صاروخ كاتيوشا أطلقته الميليشيا في قصف عشوائي على الأحياء السكنية في المدينة سقط في حوض الأشراف وأنجز مهمته "بنجاح"، وفقاً لاستهجان الصحفي/ عبد العزيز المجيدي..


وسائل إعلام نقلت عن مصادر قولها أن كتائب أبو العباس والحوثيين قاموا بتبادل الدفعة الأولى والثانية والثالثة من عملية تبادل أسرى، فيما يجري تجهيز الدفعة الرابعة للتبادل.

وقال عبد الرحمن الصالح، الناطق باسم كتائب "أبو العباس"، وهي إحدى فصائل المقاومة، لوسائل إعلام، إن "الكتائب أفرجت عن 19 أسيرا من جماعة الحوثي، مقابل إطلاق الأخيرة 16 أسيرا من الكتائب، بآخر نقطة تمركز للمقاومة بشارع الثلاثين غربي مدينة تعز".

وأوضح أن العملية متفق عليها بين الطرفين قبل خمسة أشهر بوساطة الصليب الأحمر الدولي، وأنها تمت عبر دفعات، حتى اكتمل العدد أمس، دون مزيد من التفاصيل عن موعد تلك الدفعات.

وقال صالح، إن هذه العملية تعد الأولى وسوف تتبعها عمليات قادمة، دون أن يحدد موعدا لذلك أو عدد الأسرى المتوقع الإفراج عنهم.

وحول العلاقة بين صفقة التبادل والتقدم النظري بموضوع المعتقلين والأسرى بمشاورات السلام اليمنية بالكويت، أوضح ناطق كتائب "أبو العباس"، أنه لا علاقة بين التوقيت والمشاورات اليمنية في الكويت، لأن عملية التبادل متفق عليها منذ أشهر وما عجّل بها الضغط الشعبي من أسر الأسرى.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جماعة الحوثي حول ما جاء على لسان صالح.

مصادر للأناضول، مفضلة عدم نشر اسمها، قالت أن من بين المفرج عنهم نجل القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح/ عبدالله الهندي، ونجل الأكاديمي عبدالله الذيفاني، رئيس المجلس الأهلي بالمدينة.

ولا يُعرف على وجه الدقة عدد أسرى الحوثيين لدى المقاومة الشعبية بتعز، غير أن كشوفات وفد الحوثيين التي سلموها للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، أظهرت أن لديهم أكثر من 400 أسيرا لدى المقاومة.

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر عسكري يمني، قوله "أطلقت كتائب القيادي السلفي في تعز (أبو العباس)، التي تتولى إدارة الجبهة الشرقية، 19 أسيرا حوثيًا مقابل إفراج جماعة الحوثيين عن 16 أسيرا من مقاتلي المقاومة الشعبية في تعز".


وذكر المصدر أن عملية تبادل الأسرى جرت بين الطرفين في منطقة غراب شرقي تعز. وأضاف أن عملية تبادل الأسرى جاءت بعد أشهر قليلة من تبادل الطرفين لجثث عدد من المسلحين في المدينة، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وكتائب أبو العباس، إحدى فصائل المقاومة الشعبية في محافظة تعز، تسيطر على عدة أحياء شرقي عاصمة المحافظة، وتنتمى للتيار السلفي.

وتحدثت مصادر عن أن العملية تمت دون علم المجلسين العسكري والتنسيقي لمقاومة تعز.. وهو ما أثار حفيظة كثيرين، خصوصاً أنه لم يصدر تصريح رسمي من المجلسين يؤكد أو ينفي العملية.

لجان الأسرى

وتواصل لجنة المعتقلين والأسرى والمخفيين قسريًا، جلساتها، لمناقشة الملاحظات المقدمة حول قوائم الأسرى والمعتقلين التي تم تبادلها مساء الأحد الماضي، تمهيدًا للإفراج عنهم، قبيل حلول شهر رمضان، وفقًا للاتفاقات المبدئية.

والخميس الماضي، دخلت المشاورات اليمنية، أسبوعها الثامن، دون إحراز أي اختراق حقيقي لجدار الأزمة، فيما لجأ المبعوث الأممي إلى عقد جلسات غير مباشرة بين الوفدين، منذ 24 مايو/أيار الماضي، من أجل ردم الهوة وتقريب وجهات النظر.

وكان الإنجاز اليتيم لهذه المشاروات، منذ انطلاقتها في 21 أبريل/نيسان الماضي، هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216 (صادر عام 2015).

وتنص النقاط الخمس بالترتيب على: انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.

خروقات الحوثيين

وفي الوقت الذي جرت عملية التبادل هذه، تواصل مليشيات الحوثي وصالح في تعز خرقها للهدنة في قصفها على الأحياء السكنية في المدينة مخلفةً العديد من الضحايا.

واستشهد طفل وأصيب 4 مدنيين بينهم طفلين إثر سقوط إحدى قذائف مليشيات جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على حي حوض الأشراف وسط المدينة. كما استشهدت امرأة وأصيب 4 مواطنين جراء قصف المليشيا الانقلابية لأحياء المدينة.

وتدور منذ أكثر من عام مواجهات شديدة بين المقاومة الشعبية والحوثيين في عدة جبهات بمحافظة تعز، خلّفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، من الطرفين، فضلاً عن سقوط ضحايا مدنيين.

مساء أمس الأربعاء تحدثت مصادر إعلامية عن إطلاق مليشيات الحوثي صاروخين كاتيوشا من ‫مدينة الراهدة باتجاه ‫مديرية ‏القبيطة.

وبحسب المصادر فإن أحد الصواريخ سقط في قرية الكعبين والثاني سقط أسفل قرية السلامي ولم ترد معلومات عن وجود ‫إصابات.

يقول عبد العزيز المجيدي: دون مجزرة طازجة تضاف إلى عشرات المجازر بحق المدنيين في مدينة محاصرة تتعرض لأبشع الهجمات الوحشية والحصار منذ أكثر من عام.

ويصف المجيدي مايحدث في الكويت بأنه ليس أكثر من مجون سياسي لا يفعل أكثر من تشجيع الميليشيا على ارتكاب المزيد من المجازر.

ردود متباينة

عملية تبادل الأسرى قوبلت بردود أفعال متباينة.. وفيما عبر مواطنون عن امتعاضهم من العملية، اعتبرها آخرون بادرة طيبة، في طريق تنفيذ اتفاقات السلام المنعقدة حاليا في دولة الكويت.

وفي حين عبر بعضهم عن فرحهم للأسرى بحريتهم من أيدي القتلة الحوثيين، كما أفادوا، لكنهم أبدوا استياء من العملية التي جرت بشكل فردي. وقالوا: أن يكون التبادل فردي ومن قبل فصيل من فصائل المقاومة فإن ذلك يشير إلى أن فصائل المقاومة مختلفة. وتساءل آخرون: لماذا معتقلو أبو العباس فقط، متهمين إياه بأن هناك لعبه.

وأكد عدد من الناشطين عن رفضهم للعملية، وقالوا: هذا غير مقبول في حاله جرى بدون علم مجلس تنسيق المقاومة والجيش الوطني، مطالبين بالإفراج عن جميع المختطفين بشكل عام وليس عن أشخاص معينين.

المعتقلون ومشاورات الكويت

يوم الثلاثاء 31 مايو دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأطراف اليمنية إلى التعاون “الجدي” للإفراج عن المعتقلين والأسرى بأسرع وقت ممكن. وجاء كلام المبعوث الدولي تزامناً مع عقد لجنة الأسرى والمعتقلين في مشاورات السلام اليمنية اجتماعاً بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة.

وفي حين لم يكشف على الفور، تفاصيل جلسة اللجنة، من المقرر أن يقدم كل طرف ملاحظات حول قوائم الأسرى والمعتقلين المقدمة من الطرف الآخر، حيث كان الوفد الحكومي قدم أسماء أكثر 2630 بين معتقل وأسير، فيما قدم الحوثيون وحلفاؤهم أسماء أكثر من 3700، لا يزال الجدل يدور بشأنهم.

يوم الأحد التاسع والعشرين من مايو أعلنت مصادر حكومية يمنية أن الوفد المشارك بمفاوضات السلام، التي تستضيفها الكويت، سلّم، قائمة تتضمن أسماء 2630 مختطفاً وأسيراً لدى جماعة الحوثيين، في الوقت الذي ينتظر فيه أن يقدم وفد الانقلابيين قائمة بأسماء معتلقين وأسرى تابعين لهم.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بنسختها الحكومية، فإن لجنة السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفيا عقدت، جلسة بإشراف الأمم المتحدة، وسلم الجانب الحكومي كشوفات أولية بأسماء وبيانات المختطفيين والمعتقلين السياسيين والصحافيين والناشطين الحقوقيين، وبلغ عددهم 2630 بين معتقل وأسير.

وشملت الكشوفات التي سلمها الوفد الحكومي، حسب الوكالة، بيانات خاصة عن المعتقلين ومحافظاتهم والمناطق التي اختطفوا منها، وأماكن احتجازهم، وزمن الاحتجاز، وغيرها من المعلومات، بالإضافة إلى كشوفات ببيانات خاصة عن الأسرى لدى المليشيات الانقلابية.

وكان المقرر أن يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بدراسة البيانات وإبداء توصياته عن أفضل الطرق للمضي قدما بهذا الملف.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد أعلن، في وقت متأخر من مساء السبت، أن مشاورات السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت تقترب من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل، مشيراً إلى تحقيق تقدم في ملف المعتقلين والأسرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016