وكالة أرصفة للأنباء/ خاص
لم تكد تعز في يوم 21مارس 2016 تنثر حناانها في مهج بنيها العاشقين أداء صلوات الوله لأجل ترابها العبق بالخير.. لم تكد أن تلملم وجعها لتنفض عن وجوه المنسلين من مشاقرها وهج أنيق.. في توقيت عيد اسمه عيد الأم إلا لتشهق على نزيف عميق في كينونتها الممتدة ما بين تراب كريم وإنسان معطاء.
قبيل صلاة مغرب يوم 21مارس2016 شهقت تعز على وميض روح تسلقت الأفق في رحلة نحو السماء.. لم تتحسس تعز أسماء نجومها بل يممت روحها شطر عشق اسمه اليمني.
اليمني.. ليس مجرد يختزل عنوان لمهاجر خارج اليمن.. ولكي يستدل الغير عليه عرف صفته باليمني.. بل اليمني هذا ملخص حكاية عشق وطن.. اختزلها ابن شرعب السلام القادم من عزلة الأمجود ليبذر ضياءه في ثرى أرض اليمن.
محمد اليمني.. مصور صحفي كان له مع القدر في 21مارس 2016 حكاية صيغت أحرفها بنبض فؤاده.. تسلقت روحه في هذا التوقيت معراج الشهادة مؤذنة بالنصر الكريم... وكالة أرصفة للأنباء..
الشهيد محمد اليمني اسمه الكامل محمد بن محمد غالب المجيدي من مواليد الصنع عزلة الأمجود شرعب السلام 1980 ..
متزوج له 4 اولاد 2 إناث 2 ذكور اصغرهم انيس 3 سنوات... ناشط شبابي في ثورة 2011 "مصور الثورة".
حدثني أكثر من مرة بأنه كان يتلقى تهديدات من أركان في النظام السابق خصوصا خالد علي عبدالله صالح الذي كان يطالبه بأن يوقف نشاطاته مع الثورة وينظم اليهم والا سيتعرض للايذاء وللخطف..
اضطر حينها لتغيير لقبه من المجيدي إلى اليمني نظرا لحبه الكبير لليمن. . أبى إلا أن يكون مع مقاومة تعز وفي مقدمة الجبهات مع قادة المقاومة خصوصا الشيخ حمود المخلافي منذ بداية المقاومة ...
جرح قبل اسبوع في ذات الجبهة "الضباب " التي لفظ فيها أخر أنفاسه شهيدا بالقرب من حدائق الصالح. .. استشهد يوم الاثنين الموافق 21مارس2016, برصاص قناصة حوثيين. . رحمه الله تعالى وجعله في الفردوس الأعلى.. هكذا قال المحامي فيصل المجيدي وهو بن عم اليمني.
أما عبدالعزيز المجيدي فكتب.. سقط محمد اليمني، شهيداً ... خبر مؤلم، عن شاب تنقل بين الجبهات والأحياء، محاولاً توثيق جرائم الميليشيات بعدسته..
كان اليمني مصوراً فدائيا، جازف بحياته ليكون عيناً لعالم بلا عيون ولا أذان ولا ضمير..
قبل يومين كتب وكأنها تلويحة الوداع : الحقيقة تعبت.. أحتاج إجازة مفتوحة .. ليست هذه هي الإجازة التي يبحث عنها مثابر، تعبت روحه من التنقل بين الأشلاء ..
لكن ميليشيا الإجرام قنصته اليوم~أي يوم21مارس، عامدة، في محاولة لإطفاء عين الحقيقة، فسقط محمد شهيداً.. بنفس الطريقة الوحشية التي قتلت الزميل أحمد الشيباني قبل شهر ..
هذا يوم مليئ بالجرائم، يضاف الى سجل العدو الأول للحقيقة ورجال الصحافة والإعلام في اليمن : ميليشيا إيران الإرهابية.. الحوثي صالح حلف القتلة والجريمة المنظمة ..
جُرح أيضا الزملاء : عبدالقوي العزاني مراسل يمن شباب، ونائف الوافي مصور قناة الجزيرة مباشر وهيكل العريقي مراسل قناة صنعاء ، والأخير إصابته خطيرة ..
مجزرة حقيقية للصحافة والإعلام..
محمد اليمني هو اسم الشهرة، لمحمد محمد غالب المجيدي، إبن عم الصديق العزيز المحامي المناضل ، فيصل المجيدي..
خالص العزاء والمواساة لأسرته ولك أخي فيصل ولجميع اهله ومحبيه ... رحمة الله تغشى روحك يا شهيد الحقيقة ولا نامت أعين القتلة.. الشفاء العاجل للجرحى إنشاء الله
ولخص الصحفي غمدان اليوسفي وجعه بالقول عدسة محمد اليمني وثقت كل شيء، إلا وجهه.. كنا نتواصل بشكل دائم وحين وجدته في نادي هاواي لم أكن أعرف صورته، وابتسم وأخذنا صورة سويا لا أعرف مصيرها اليوم.
صور كل شيء، واليوم لانجد صورة لمحمد.. فقط وجع يمتد على هذه الخارطة بين الروح ووسائل التواصل الاجتماعي.. رحمك الله أيها النبيل.. من صفحاتهم على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق