وكالة أرصفة للأنباء/ خاص
كنظرة عامة إلى واقع التمويلات والقروض الاستثمارية في اليمن تؤكد تقارير رسمية صادرة عن جهات حكومية يمنية وآخرى صادرة عن هيئات مالية عربية ودولية أن حوالي 95 بالمائة من هذه التمويلات والقروض صارت تفتقد لهذه الصفة..
وبمعنى أدق لم تعد ضمن مصفوفة التمويلات والقروض الموجهة لاسناد هذه العملييتين حيث تذهب نسبة ما يقارب منها بطرق وعبر قنوات لا تندرج ضمن محددات منح التمويلات والقروض..
وحسب تقارير لصندوق النقد العربي والدولي تذهب نسبة ما يقارب 95بالمائة إما عبر الوساطة أو الرشوة أو المعرفة لشخصيات اعتبارية أو مشائخ أو شخصيات نافذة وفاسدة ويتم استغلالها في مجالات غير المخصص لها.. كأن يتم استغلالها لتزويج ابناءهم أو شراء سيارات أو السفر أو بناء المنازل الفارهة وغير ذلك من المجالات التي لا تمت لما خصص لها بصلة البتة..
وفيما يخص تمويلات وقروض الشباب.. فهي لا تشذعن مجمل ما يسري على التمويلات والقروض في اليمن عامة..
إلا أن ما يميز تمويلات وقروض الشباب إنها أكثر تعقيدا وكلفة في عوائد وفوائد الأرباح حيث قد تصل نسبة الفوائد إلى 14بالمائة ناهيك على الرشاوي التي تقدم لميسر القروض والتمويلات..
أضف إلى ذلك طول فترة المتابعة للحصول على ميلغ زهيد وعلى سبيل المثال للحصول على 300دولار من بنك الأمل أو الفقراء كما يطلق عليه يحتاج الشاب إلى فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين للحصول على المبلغ وتبلغ فوائد الأرباح حوالي 39دولار..
وتعقيد عملية حصول الشباب على تمويلات وقروض هي سياسة ممنهجة اتبعها النظام السابق للزج بطبقة واسعة من الطاقات الشبابية إلى حقل البطالة ودائرة الفقر المقنع ومن ثم استغلال تلك الطاقات العاطلة عن العمل لتنفيذ سياساته..
والمتبع في قطاع تمويلات وقروض الشباب هو المتبع في التعليم حيث حرص النظام السابق على التجهيل وافقاد التعليم مضمون الجودة وجعل مخرجاته لا تواكب متطلبات واحتياجات المجتمع وسوق العمل..
وعبر التدقيق في تمويلات وقروض الشباب نجد أن سلطات اليمن المتعاقبة تتحدث كثيرا عن هذا الجانب ومنح تسهيلات و... إلخ.. وعلى أرض الواقع تصبح كامل تلك الأحاديث زيف..
في كاك بنك .. بنك التسليف التعاوني الزراعي.. وهو بنك حكومي تصل فوائد قرض بقيمة 300ألف ريا يمني إلى 75ألف ريال ناهيك على رشوة ميسر القرض والتي لا تقل على 20ألف ريال يمني أي يذهب مبلغ100ألف ريال يمني وفوائد ورشاوي ولا يتبقى سوى 200ألف ريال يمني.. فهل هذا تمويل أو قرض أم ابتزاز ونهب وتجفيف لمدخرات الشباب..
وللعلم البنوك مستفيدة من تعقيد تمويلات وقروض الشباب كون ذلك يجبر الشباب على توجيه مدخراتهم المتواضعة إلى البنوك لفتح حسابات جارية ..ايداع وسحب..
لأن تحقيق الشباب لاكتفاء ذاتي وامتلاك مشاريع يعني توقف تدفق مدخراتهم المتواضعة للبنوك.. وبالتالي فقدان البنوك مصدر تدفق هامِ.
ايضا كثير من منظمات المجتمع المدني تسهم في تعقيد العملية وذلك بهدف رفع نسبة البطالة بين الشباب للحصول على منح مالية خارجية للحد من البطالة..
وتؤكد معلومات وثيقة تنسيق منظمات مجتمع مدني مع بنوك على عرقلة تمويلات وقروض الشباب مقابل فتح تلك المنظمات حسابات في تلك البنوك لاستقبال المنح والمساعدات الموجهة للحد من البطالة أواسط الشباب.. وقيام البنوك باستثمار التدفقات المالية الموجهة لمنظمات المجتمع المدني بهذا الخصوص في تجارة الفوركس.. تجارة العملات.. وهي أحد أهم مصادر الربح السريع..
أضف إلى هذا أن ما يطلق مؤسسات أو صناديق التمويل الصغير والأصغر هي الأخرى تمارس سياسات لا تخدم ما أقيمت لأجله في الغالب والسبب هو الارتباط الوثيق بمراكز صنع القرار والتي حولت هذه الجهات إلى مصدر يغذي ملفات الفساد..
فأنت وأنا وهو كشباب لن يكون بمقدورنا الحصول على تمويل أو قرض ميسر كما يتم الإعلان عنه دام ونحن فقراء ومستحقين للتمويل أو القرض..
والسبب وببساطة البيروقراطية المفرطة في التحكم بتسلسل الوظيفة الكلية للبلد واحتكارها بيد مجموعة هم المخلصيين كليا لأجندة متربعي عرش البلد هذا من جانب..
وفي الجانب إن كافحت وكابدت الحصول على تمويل أو قرض فلن يكون في أقل من أسبوع إلى أسبوعين وتكون قد انفقت ما يوازي نصف التمويل أو القرض الذي قد تحصل عليه..
وفوائد أرباح القرض أو التمويل ستستحوذ على ما يوازي الربع والبقية يذهب هنا وهناك وتكون النتيجة صفر..
فيما أنت صرت مديون ولن يعفيك عن السداد غير الزج بك خلف القضبان وبالذات وأنت لا ظهر لك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق