اخر الاخبار

مدقق الحسابات الأنجح في بنك الإنشاء والتعمير في إجازة مفتوحة.. ناشر العبسي.. ثائر منسي على هامش وطن



وكالة أرصفة للأنباء/ خاص





انضم إلى ثورة 11 فبراير 2011 في وقت مبكر وشارك في كثير من فعاليتها وأنشطتها ومسيراتها..
وحين غادر غادر الجميع ظل مرابطاً فيها حتى الوقت الراهن ضمن عدد من الشباب.. مؤكدا أن الهدف من بقاءه في ساحة التغيير بصنعاء هو وفاءا لشهداء الثورة وجرحاها وهدفها النبيل والاستمرار في الفعل الثوري لتحقيق أهداف ثورة 11فبراير2011..

عاش أيام عصيبة للغاية قبل وبعد جرف حلم الوطن.. لكن بعد تاريخ 10 إكتوبر2014 تعاظمت معاناته مثل بقية الثوار المرابطين..

إجازة مفتوحة
وقبل هذا وجد نفسه مطلع العام 2011 وهو مجموعة من زملاءه في العمل بإجازة مفتوحة وبلا راتب بعد 18عاما شغل فيها وظيفة مدقق حسابات..

لماذا وما دواعي الاستغناء.. لا داع للاستغناء وبدون مقدمات غير القول إن البنك يمر بضائقة مالية ولا يستطع تحمل عمالة فائضة..

مدقق الحسابات ناشر عبد الإله إسماعيل مقبل العبسي 18عاما من عمره قضاها في العمل متصدرا قائمة الموظفين المثاليين والمخلصين لعملهم في البنك اليمني للإنشاء والتعمير..

لم يضع هذا البنك لناشر أي اعتبار حيال ما أفناه من عمره في خدمة البنك.. بل ولمجرد رغبة مدير لم يذعن له ناشر كان قرار الاستغناء..

في ساحة التغيير بصنعاء تعرفت إليه وطوال عام لم أعرف حكايته فقد كان يأخذنا الحديث معه نحو عوالم الثورة الشبابية ورؤيته وتعالمه مع حلم الشباب..

عرفت من أحد الثوار مطلع العام2013 بجزء متواضع من حكايته مع البنك اليمني للإنشاء والتعمير.. فاتحته بالموضوع وسرد لي كثير تفاصيل وعلى أمل معالجة وضعه تم التريث في عدم نشر قصته.. عام.. عامين.. ثلاثة أعوام وبلا فائدة..

تضاريس حياة
يبدو من تضاريس وجهه إنه في الخمسينيات من العمر.. وما زال متعاف.. لولا داء السكري لكان يبدو وكأنه شاب لم يتجاوز منتصف الثلاثينيات من العمر..

واسع المعرفة وهادئ الطباع.. لا يتحدث كثيرا بل يصغي ولا يتحدث إلا للمناقشة.. ظروف الحياة وقساوتها كانت قاصمة له ويرفض الاستسلام..

لا يكل من البحث على عمل دون جدوى.. يغادر مخيم الثوار المرابطين صباحا بحثا على عمل ولا يعود إلا وقد حل العصر.. يجلس مكانه يشغل نفسه بحل شبكات الكلمات المتقاطعة إذا لم يكن هناك موضوع يناقشه الشباب..

يشرد بعض الأوقات فتسأله بماذا تفكر.. يرد بمصير هؤلاء الشباب.. يشارك الجميع همهم ويحمل من الهم الكثير..

العم ناشر
العم ناشر.. هكذا ينادينه الشباب من الثوار المرابطين.. يمازحهم قائلا: كيف يا عم وانتم أكبر مني.. يضحك ويضيف: انتبوا تزعلوا أنا أمزح فأولادي بسنكم..

يتنهد ويجول ببصره في الأفق.. يناجي الله ويبتهل.. يا الله رحمتك.. اللهم إحفظ أولادنا واليمن.. يارب إحفظ اليمن..

ناله مثل ما نال بقية الشباب المرابطين من مضايقات والتي بلغت ذروتها منذ مطلع عامنا الجاري 2016 لكنه لم ينكسر..

مع كل مضايقة تطال الثوار المرابطين يسأل كيف تركوا الذين نهبوا البلاد وجاءوا نحونا.. معقول لم يعرفوا من نهب الوطن ودمره..

تكتفي وكالة أرصفة للأنباء بهذه المحطة المتواضعة من ذاكرة ثائر منسي اسمه ناشر عبدالإله العبسي على أمل مواصلتها حين تسنح فرصة كافية..

الرحمة والخلود لشهداء الوطن والشفاء للجرحى والمجد لثورة 11فبراير..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016