وكالة أرصفة للأنباء/ آثار فتحي
لم يكن أمام رئيس المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين ومثله الرئيس السابق علي عبدالله صالح, وقد صارت اليمن تحت قبضتهم منذ 23سبتمبر 2014.. وهما يتحدثا عما آل إليه اليمن خلال عام بعد سقوط صنعاء بأيديهم غير الاعتراف بأن غالبية الشعب اليمني صار يعيش فقر مدقع للغاية.
ويقول أحدث تقرير صادر عن منظمة أوكسفام أدى عام من النزاع المكثف في اليمن إلى وجود أحد أكبر حالات الطوارئ والمخاطر الإنسانية في العالم التي تدفع ملايين اليمنيين نحو المجاعة.
ولفت التقرير إلى أنه منذ مارس/أذار 2015 يجتاح اليمن نزاعا مسلحا يضم قوى محلية واقليمية مختلفة بما فيها: الحوثيين، والرئيس السابق، والحكومة اليمنية مدعومة بتحالف عسكري تقوده المملكة العربية السعودية.
وحسب التقرير خلال ال12شهرا الماضية، قصفت الآسواق، ودمرت محطات المياه والآعمال التجارية، وتوقفت معظم الخدمات الآساسية, وتم أغلاق ما يقرب من600من مرافق الصحة نتيجة لتعرضها لأضرا ر مباشرة، أو لنقص في الإمدادات الآساسية أو نقص في الموظفين.
وأضاف التقرير: بعد عام على النزاع في اليمن، أسفر الاقتال الدائر عن مقتل أكثر من 6.100 شخص، فضلا عن113مصاب يوميًّا في المتوسط, وشهدت الآشهر السبعة الآولى من عام2015 زيادة في حالات قتل أو إصابة المدنيين في اليمن وذلك نتيجة للأسلحة المتفجرة، أكثر من أي بلد آخر في العالم.
وقال التقرير أدت الآزمة الغذائية المنسية في البلد إلى دفع ما يقرب من ربع السكان إلى حافة المجاعة، الامر الذي ينذر بحدوث مجاعة حقيقة خلال الآشهر المقبلة.
وأجبر النزاع القائم ما يقرب من2.4 مليون شخص على الفرار من ديارهم ووظائفهم التي تم تدميرها، ما أسفر عن أزمة مالية وديون ثقيلة وضعت السكان تحت خظ الفقر.
وأشار التقرير إلى أن تدمير الآطراف المتازعة للطرق التجا رية والمزارع، والحصار الفعلي على الواردات التجارية، وانخفاض معدلات
الإنتاج الزراعي، فضلا عن استمرار أزمة الوقود، كلها عوامل أدت إلى شح كبير في الإمدادات الغذائية في الآسواق وإلى ارتفاع باهظ في أسعار السلع الغذائية الآساسية.
وكما ورد في التقرير تهدد الازمة المالية التي تلوح في الآفق باليمن بمفاقمة أحدى أكبر الآزمات الإنسانية القائمة في العالم.. ففي فبراير/شباط2015 توقف البنك المركزي في اليمن عن ضمان أسعار الصرف المواتية لواردات سلعة السكر– وتفيد المؤشرات في الاونة الآخيرة على حدوث ذات الشيء لسلعتي الارز والقمح.
وقد أعرب بعض من رجال الآعمال لمنظمة أوكسفام عن قلقهم العميق جراء الوضع المتدهور في اليمن.. فعلى سبيل المثال، قال أحد مستوردي القمح الرئيسيين في اليمن أنه قد يوقف توريد شحنات الحبوب في أبريل~نيسان 2016 بسبب عدم ثقته بالقطاع المصرفي.
ويذكر ان المملكة العربية السعودية قد اشترت أسلحة بمليارات الدولارات، بما فيها طائرات بدون طيار، وقنابل، وطوربيدات، وصواريخ وقذائف– معظمها من الولايات المتحدة الآمريكية والمملكة المتحدة– لدعم حملتها العسكرية المستمرة في اليمن~ حسب التقرير.
كما أن بيع الآسلحة إلى أطراف النزاع ينال من قدرة الحكومات على التوصل الى حل سلمي للأزمة, فهذه الآسلحة تؤجج النزاع في اليمن تدريجيًّا، وتجعل الحياة أسوأ بالنسبة21.2مليون نسمة أو إلى 82% من السكان– إذ يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ومع ذلك، فإن نداء الآمم المتحدة الإنساني من أجل اليمن، الذي طلب 1.8مليار دولار لتغطية احتياجات 13.8مليون نسمة في عام2016 لم يصل منه سوى 12% فقط.
وعبرت منظمة أوكسفام عن بالغ قلقها من هذا المزيج الكارثي حيث لا يلقى اهتماما اقليما ودوليا كافيا، حيث أن هناك الملايين من اليمنيين لا يمكنهم تحمل تكلفة المواد الغذائية في الآشهر المقبلة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق