تقرير_خاص وحصري/ نبيل الشرعبي*
كم تتوقع أن يكون بلغ إنفاق اليمنيين على شحن جوالاتهم على مدى عام من الانقطاع التام للكهرباء.. قد لا تصدق أنه يكفي لإقامةمحطة توليد للكهرباء تغطي اليمن كاملا وإعادة تشغيل محطة مأرب الغازية..!..
وهذا في حين يعتقد كثير من اليمنيين أن ما ينفقه الشخص يوميا على مظاهر لها صلة بالتقنية, على أنه أمر عادي ولا يستحق النقاش أو الوقوف عليه, لأنه وفق الحسبة اليومية مبلغ زهيد فيما التعامل معه ضمن عملية كلية تكون نتائجه صاعقة.
في هذا التقرير الخاص بموقع (مكس نيوز) و(وكالة أرصفة للأنباء) نطرح السؤال التالي: كم أنفق اليمنيون على شحن هواتفهم النقالة في ظل الانقطاع الكلي للكهرباء على مدى عام..؟
"الإجابة"
ولمعرفة الإجابة على السؤال.. أجرى موقع (مكس نيوز) و(وكالة أرصفة للأنباء) استطلاع شمل شرائح متعددة من اليمنيين وجهت لهم من خلاله سؤال كم تنفق في اليوم على شحن هاتفك المحمول.
وجاءت الإجابات فيها نوع من التهوين بحجم الإنفاق اليومي ولكن عند النقاش وطرح رقم توقعي لإجمالي الإنفاق الكلي, كانت ردود الفعل ممزوجة بالذهول رافقها تحول من التهوين إلى إعادة التفكير في الأمر.
وجاءت نتائج الاستطلاع الذي شمل ألف وثلاثمائة فرد ~ ذكور ~ إناث, يمثلون مختلف شرائح المجتمع اليمني موزعة كالتالي: 19بالمائة ينفقون على شحن هواتفهم المحمولة في اليوم الواحد 100ريال, و46بالمائة ينفقون 50ريال.
فيما نسبة 12بالمائة ينفقون ما بين 150 إلى 250 ريال وهؤلاء ممن لديهم أكثر من هاتف وشواحن خزن, ونسبة 8بالمائة لا ينفقون بشكل يومي وإنما حسب تواجدهم قرب منازل ومحلات الأقارب والأصدقاء.
"50 مليون"
ووفقا للنتائج فإن حجم إنفاق الفرد على هذه العملية في الأسبوع يتراوح ما بين 50 إلى 100 ريال تزيد في بعض الأسابيع إلى 200ريال فيما أكدت نسبة 15بالمائة بأنها لا تنفق على هذا المجال, لأنها تملك طاقة شمسية أو بدائل أخرى.
وتوزعت النسب بين الذكور والإناث كالتالي: نسبة 19بالمائة منها 17بالمائة ذكور و2بالمائة إناث, ونسبة 46بالمائة نصيب الذكور فيها 42بالمائة والإناث 4بالمائة, فيما نسبة 8بالمائة للذكور 6.2بالمائة والإناث 1.8بالمائة, وفي نسبة 15بالمائة حازت الإناث على النسبة الأعلى 10.7بالمائة والذكور 4.3بالمائة.
"الإناث أقل"
ومن خلال تحليل النسب وتوزيعها وحجم تفاوتها, تم استنتاج أن طبيعة التحرك والعمل والخروج أو البقاء في المنزل له دور في مستوى الإنفاق.
ولذلك جاءت نسب الإناث في خانة الأقل إنفاقا, وذلك ناجم عن فترة البقاء في المنزل أو التنقل بين منازل الأقارب وبالذات من لديهم طاقة بديلة.
ناهيك عن حرص غالبية الإناث الموظفات والميسورات على شراء ألواح طاقة شمسية وخوازن طاقة خاصة بالهواتف.
إضافة إلى جانب أخر يرتبط بطبيعة الرجل وحب اسداء الجميل للنساء, حيث شريحة كبيرة من الذكور في محلات النت والمقاهي والبقالات وغيرها ممن لديهم تيار سواء من مولدات أو طاقة بديلة, يرفضون أخذ مقابل تعبئة جوالات وبطاريات وشواحن جوالات الإناث.
وهذا كان مصدر أفضلية للإناث في تدني نسبة الإنفاق أواسطهن على هذه العملية, وعلى النقيض إرتفاع نسبة الإنفاق أواسط الذكور.
"عدد المشتركين"
وبالوقوف على أخر إحصائية لعدد مشتركي الهاتف الجوال في اليمن, خاصة بموقع(مكس نيوز ) و(وكالة أرصفة للأنباء), بلغ عدد مشتركي الهاتف النقال في اليمن حتى أواخر العام 2014 حوالي 12مليون مشترك موزعين على كافة شركات الاتصالات اليمنية.
وهذه إحصائية بالمشتركين ككل فيما العدد المفعل لا يتجاوز 6.٤ ملايين مشترك فاعل, وفي ظل التحول نحو الهواتف الذكية في النسبة المتوسطة فإن عدد الهواتف المحمولة المستخدمة تقدر بحوالي 3.8مليون هاتف محمول وهو تقدير متوسط آدنى, وهذه إحصائية يؤكد كبار الباعة بإنها نسبة متواضعة بمقدار مبيعاتهم والتي تفوق ذلك ضعفين.
وبالعودة إلى النسب وحسب نتائج الاستبيان الخاص بموقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للإنباء كان فقد تم اختيار الرقم مليون شخص فقط في عموم اليمن ليكون اجمالي عدد الذين ينفقون على هذه العملية وينفق الواحد منهم في اليوم 50ريال مقابل شحن هاتفه.
"كم تساوي بالدولار..؟"
وبالتالي فإن إجمالي الإنفاق اليومي الذي ينفقه مليون يمني على شحن هواتفهم سيكون 50مليون ريال ومبلغ 1.5مليار ريال~ مليار وخمسمائة مليون ريال في الشهر, ومبلغ 18مليار ريال في العام.
وتعادل بالدولار الأميركي وفق الترتيب 232.558مائتين وأثنين وثلاثين ألف وخمسمائة وثمانية وخمسون دولار في اليوم'وفي الشهر 6.976.744 ستة ملايين وتسعمائة وستة وسبعون ألف وسبعمائة وأربعة وأربعون دولار في الشهر ومبلغ 83.720.930 ثلاثة وثمانون مليون وسبعمائة وعشرين ألف وتسعمائة وثلاثيين دولار في السنة.
"انفاق مصاحب"
علاوة على هذا هناك انفاق مصاحب للانفاف على الشحن ويتمثل في شراء قات وتبغ ومشروبات غازية ومواصلات للاماكن التي يتوفر فيها تيار وكذلك انفاق أخر يكمن في منح القائم على شحن الأجهزة حق سيجارة أو ماء ومشروب غازي أو حق القات كي يهتم..
وحسب ما توصل إليه موقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للأنباء' يكون الإنفاق هذا احيانا خارجا على الانفاق المعتاد بمقدار يتراوح ما بين 250 إلى 600 ريال في اليوم.
ومن خلال احتساب الحد المتوسط سيكون إجمالي المبلغ اليومي المنفق بالمجال هذا 300 مليون ريال وذلك بضرب مبلغ 300ريال في مليون نسمة' وإجمالي الانفاق الشهري 9 مليارات ريال وفي العام 108 مليارات ريال.
وتعادل بالدولار الأميركي كالتالي: 1.395.349 مليون وثلاثمائة وخمسة وتسعون ألف وثلاثمائة وتسعة وأربعون دولار في اليوم وفي الشهر 41.860.465 واحد وأربعين مليون وثمانمائة وستين ألف وأربعمائة وخمسة وستين دولار وفي العام 502.325.582 خمسمائة وأثنين مليون وثلاثمائة وخمسة وعشرون ألف وخمسمائة وأثنين وثمانون دولار.
ومن خلال جمع المبلغين فإن الإجمالي سيكون كالتالي: أولا بالريال اليمني 350 مليون ريال في اليوم وفي الشهر 10.5عشرة مليارات وخمسمائة مليون ريال وفي العام 126مليار ريال.
ثانيا: تعادل بالدولار الأميركي 1.627.906 مليون وستمائة وسبعة وعشرون ألف وتسعمائة وستة دولارات في اليوم' وفي الشهر 48.837.209 ثمانية وأربعين مليون وثمانمائة وسبعة وثلاثون ألف ومائتين وتسعة دولارات' وفي العام 586.046.513 خمسمائة وستة وثمانون مليون وستة وأربعين ألف وخمسمائة وثلاثة عشر دولار.
وهذا على اعتبار أن سعر الصرف يساوي فقط 215 ريال للدولار.. وهنا نتساءل نحن موقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للأنباء.. هل هذا مبلغ هين أو يستهان به مع أنه تم إحتساب المتوسط الأدنى في العملية السحابية فيما المبلغ الفعلي تقريبا سيفوق هذا المبلغ بما يوازي الضعف وهو ما يكفي لإقامة محطة كهرباء طاقتها التشغيلية ضعف طاقة محطة كهرباء مأرب الغازية.
"عبث "
ومع أن الأمر لا يقف عند هذا فحسب بل يرافق ذلك كثير من المشاكل كضياع الشواحن والتوصيلات الأصلية وجولات, ووصول حالات شكاوي إلى أقسام الشرطة وحالات عراك بين أصحاب الجوالات ومقدمي خدمة الشحن و...إلخ.. وهو ما يعني نفقات أخرى تضاف إلى السابق..
وفي ذات السياق ذكر تقرير حول بدائل الطاقة في اليمن أنه تم إنفاق مبلغ يفوق ال350 مليون دولار في اليمن حتى مطلع عامنا الجاري 2016 لشراء ألواح طاقة شمسية وملحقاتها..
والأهم في هذا المجال وحسب التقرير أكثر من 60بالمائة من ألواح وخوازن وملحقات الطاقة الشمسية هذه' غير مطابقة لمعايير الأمن والسلامة والصحة العامة.
وأضاف التقرير أن ذلك أحد أكثر عوامل انتشار السرطان الناجم عن انبعاثات الأشعاع الضوئي' ناهيك عن مخاطر انبعاثات بطاريات خزن الطاقة الشمسية وانفجارها..
"البطاريات الجافة"
وفيما يخص البطاريات الجافة المستخدمة للحصول على الضوء وحسب استقصاء خاص بموقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للأنباء' وجد أن حجم ما انفقه اليمنيين البالغين على شراء هذه البطاريات والشمع خلال عام حوالي مليار ومائة وأثنين وستين مليون دولار..
وكان المبلغ مرشح للزيادة هذا إن لم يتم التحول نحو شراء ألواح الطاقة الشمسية, ومع هذا التحول والذي بلغت قيمة إجمالي مشترواته حتى مطلع العام الجاري 2016 أكثر من 350 مليون دولار وهو ما سبب تراجع نسبة مشتروات البطاريات الجافة إلى حوالي 27 في المائة.
"مشروع هام"
فهل يعرف هذا الشعب الطيب أنه كان يوجد مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من البحر وفق نظرية علمية ثبت نجاحها وفاعليتها.
وهذا المشروع ووفق المسوحات وكل الدلائل كفيل بتغطية كامل اليمن بالطاقة الكهربائية ويتطلب تكلفة تنفيذه كموازنة كلية مليار دولار وسيكون سعر الكيلو وات ~1000 وحدة~ خمسة ريال للمستهلك العادي مدى الحياة.
"المصابيح"
وفيما يخص ما أنفقه اليمنيين على شراء المصابيح اليدوية, وحسب احصائية خاصة بموقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للأنباء أفادت أن عدد المصابيح التي تم بيعها خلال نفس الفترة بمختلف مقاساتها واحجامها حوالي 9ملايين مصباح.
وتفاوتت قيمة أسعارها بدأ من 150ريال وصولا إلى 800ريال وبعضها أكثر وكسعر متوسط أدني300 للعدد الكلي 9ملايين فإن القيمة الإجمالية ستبلغ حوالي 14مليون دولار مضافة إلى مبلغ 460مليون دولار.
أضف إلى ما سبق كلفة شراء المولدات وقطع غيارها وكلفة وقود ومستلزمات التشغيل, وكلفة الإضرار بالبيئة المحيطة جراء العوادم المنبعثة منها ومخلفاتها السامة وكلفة الصيانة والكلفة الإجمالية لذلك وفي أقل تقدير لن تقل على نصف مليار دولار.
وهذا غير الانفاق على معالجة الأمراض الناجمة على التلوث المنبعثة من هذه البدائل وكذلك الحوادث الناتجة عن الحرائق وغيرها.
وبذلك يكون مقدار ما أنفقه اليمنيين للحصول على الضوء في عام قد تجاوز أكثر من ثلاثة مليارات دولار .. وهو ما يساوي العجز القائم والمرحل من عام إلى أخر في الموازنة العامة للدولة..
والمثير للغرابة أن هذا يتم في وقت بلغت فيه نسبة الفقر في اليمن أعلى المستويات عالميا حتى باتت تصنف من أفقر بلدان العالم..
فهل يدرك اليمنييون وهم في هكذا وضع مقدار ما أهدروه على حلول مؤقتة في هذا المجال ناجم عنها كثير من الأضرار على البيئة والإنسان والحياة عامة, وأنه كان على حساب لقمة العيش وسيدفعون ثمن هذا التبديد مستقبلا ثمن رغيف خبزهم...
~عبث~
في إلى متى سيظل المواطن اليمني يوغل في هذا الدرب دون إدراك أنه يقتص من لقمة العيش الخاصة به وأطفاله وأسرته على مظاهر قد تعد من الأمور المرتبطة بالحياة ولكنها تنهش روعة الحياة..؟
ومن المستفيد من هكذا تجفيف لجيوب اليمنيين والإمعان في استنزاف كل ما يملكون, على أمور هي من صميم مهام القائمين على البلد...?
وأخيرا من المسؤول عن هذا الاهدار وتبعاته..??.. واين الذين يدعون أحقيتهم في إدارة البلد من هذا الفشل والعجز الواسع عن تأمين التيار الكهربائي..؟..
تنويه:
* التقرير خاص وحصري موقع مكس نيوز ووكالة أرصفة للأنباء... وينشر بالتزامن عليهما ونحذر من إعادة نشره أو الإجتزاء منه أو....إلخ دون أخذ أذن من الناشر والإشارة للمصدر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق