وكالة أرصفة للأنباء_ الأمم المتحدة
__________________
حذر تقرير حديث صدر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن العنف في مقاطعات كاساي بجمهورية الكونغو الديمقراطية يتخذ بعدا عرقيا متزايدا ومثيرا للقلق.
إذ تشير معلومات جمعها فريق من محققي حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى أن بعض الانتهاكات المرتكبة في كاساي قد ترقى إلى مستوى الجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي.
سكوت كامبل، رئيس قسم وسط وغرب أفريقيا بالمكتب، قال إن التقرير يستند إلى مقابلات مع 96 شخصا فروا إلى أنغولا المجاورة هربا من أعمال العنف في كاساي، وذلك بعد أن رفضت الحكومة الكونغولية السماح لفريق المحققين بالدخول إلى البلاد.
وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية قد حددت ما لا يقل عن 80 مقبرة جماعية في كاساي.
"باختصار، على مدى ثلاثة أشهر - بين آذار / مارس وحزيران / يونيه من هذا العام - وجد فريقنا أن ما لا يقل عن 251 شخصا قتلوا في جزء محدود نسبيا من منطقة كاساي في إقليم كامونيا، بما في ذلك عدد كبير من الأطفال.
كان هناك 62 طفلا من بين القتلى الذين تمكن فريقنا من توثيقهم. كان بعض الأطفال صغارا جدا. كثيرون منهم كانوا دون سن الثامنة.
كانت شهادات اللاجئين مروعة للغاية، بالنظر إلى انطباعات فريقنا الذي يتمتع بمستوى عال للغاية من الخبرة، فمن النادر أن يبلغوا عن شهادات بهذه الدرجة من القسوة."
ومن بين الشهادات التي وثقها الفريق، أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة أو تعرضوا للتشويه، بمن فيهم صبي يبلغ من العمر سبع سنوات قطِع عدد من أصابعه وشوِه وجهه تماما، وامرأة قطع ذراعها قصت كيف تمكنت من الفرار عبر الاختباء لعدة أيام في الغابة قبل وصولها إلى الحدود الأنغولية، ومن ثم تم نقلها جوا إلى المستشفى.
من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن الناجين "تحدثوا عن سماع صرخات أناس يحرقون أحياء، ورؤية أحبائهم يطاردون ويقطعون، وعن هروبهم وعن الخوف والذعر الذي يملأ نفوسهم.
وأضاف أن "شهاداتهم يجب أن تكون بمثابة تحذير خطير لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية للعمل الآن على منع هذا العنف من التحول إلى تطهير عرقي أوسع".
وكان القتال بين ميليشيا كاموينا نسابو والحكومة قد بدأ في أغسطس 2016.
وفيما بعد تشكلت ميليشيات أخرى، تسمى بانا مورا، في أبريل 2017 لتقاتل بجانب القوات الحكومية، وزعم أنها مسلحة ومدعومة من زعماء تقليديين محليين ومسؤولين أمنيين، بمن فيهم من الجيش والشرطة.
ووفقا للتقرير، ففي كثير من الحوادث التي أبلغ عنها، شوهد جنود تابعون للقوات المسلحة الكونغولية يقودون مجموعات من ميليشيا بانا مورا خلال الهجمات على القرى، للقضاء على جميع سكان لوبا ولولوا (المناوئين للحكومة) في القرى التي هاجموها.
وبحسب شهادات العيان، فقد نفذت ميليشيا كاموينا نسابو عمليات قتل مستهدفة، بما في ذلك ضد الجيش والشرطة والموظفين العموميين.
وفي جميع الحوادث التي وثقها الفريق، أفيد بأن المليشيا استخدمت فتيان وفتيات بين 7 و 13 عاما كمقاتلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق