عمار الأشول
______&
أعلمُ أنّكَ لستَ الشاهد الحي الوحيد على كل ما يجري من فضائح وفظائع ونهب وفساد وملشنة في هذا البلد، لا تظنَّ أنك الوحيد؛ لكن يجب أن تكون شجاعاً، وتصرخ.
* ما معنى أن أصرخ في هذا البلد "الأصم"! ما جدوى أن أقول للفاسد "يا فاسد"؟ إذ لا مسوِّغ أبداً لرفع الصوت بوجه الشيطان، فالشياطين يُعامَلون في هذا البلد كـ«قديسين».
حين تكون الحياة السياسية بهذه الحقارة والنذالة، ما نفع الصراخ، وما جدوى الكتابة!
أليس الأجدر بنا أن نعمل بالمثلْ اليمني القائل: "إذا شفت نفسك بين العوران اعور عينك"؟
- لذلك يتكاثر "أصدقاء الفساد" ويتضائل أعدائه، ليس بذنب المثل الشعبي الذي استشهدتَّ به، فالأمثال، عادةً، بريئة، والعقول الضحلة هي التي لا تجيد قرائتها جيّداً.
* ليس من اختصاص الضعفاء أن يسمّوا الأشياء بمسمياتها، ليس لزاماً عليهم تعرية الرؤوس الحامية. هذه أسماء "مقدّسة"، مدعومة بالجاه والمال والسُلطة والنفوذ، حتّى "دين الله" "تُكحّل" به عيونها.
إن أي كلام ضد فاسد، يثير شهية البنادق والبيادق، يُسيل لعاب القيود لهفةً بالمعاصم، ويسعد الزنازين حد الإنتشاء.
ألم ترَ كيف حال أصحاب الصوت "الزاعق"، في المشافي والمنافي والأقبية. إننا ضعفاء يا عزيزي.. ضعفاء.
- ولكننا لسنا جبناء!
* لكن... "ما باليد حيلة". إذا كان مُمثّلي الشعب يبتلعون ألسنتهم إزاء ملفات الفساد (بدءً من المال العام ووصولاً إلى التفريط بالسيادة)، إذا كان العسكر تخلّوا عن القسمْ الذي قالوا لنا يوماً إنه ساكن في صدورهم، إذا كان القضاة باعوا القضية، فماذا عسى قلمي اليتيم أن يصنع، هاااااه، ماذا عساه!
- رغم كل شيء، هناك ما يدعونا لأن نبحث عن أملٍ فينا لم يمت، عن روح لازالت حشرجاتها مستمرّة، فكل شيء فينا يدعونا إلى عدم اعتبار اليأس مكسباً، والتخاذل نجاة.
* بل إن اليأس أمر واجب وحتميّ، في بلد آخر منجزاته "الطائفية"، وأوضح ملامحه "التقسيم".
- لماذا كل هذا اليأس!
* لِمَ كل هذا الإصرار؟
- لأن التغيير ليس مستحيلاً.
* لكنه في فم "أفعى"، فهل ستجروء على الإمساك به!
- سأحاول، سأبذل، سأبتكر، سأُقدم، وأنت؟
* سأعلنها صراحةً: طوبى للفاسدين!
- بل طوبى للوطن، طوبى... لـ"أصحاب الصوت العالي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق