صدام الزيدي
_______&
كان يوماً بائساً كسابقات أيامك أيها المنذور للصمت الليلي وغربة الروح، منذ عرفت الحياة ووعيت آدميتك عند هذا المنسفح العبثي؛ تتناهبك أمسيات الأرق، وتربك أنواتك المتشردة امتشاقة أملٍ في زنازين النتوء الذي لا يقرأه إلا المنجذبين -للضياعات- أمثالك!
كنت تنجز آمال الآتين من جبال النور القصية، في تجاويف الدهشة، مُصوِّباً ناحية الأقمار التي ارتشفتها روحك العتيدة، وعلى طول هذه الكونية المتناثرة أغنياتها على أرصفة الركض العدميّة من أحدٍ، بوسعه مجاراة أفكارك التي ثقبت آخر جدار بعد المجرة المليون، قبالة سدرة التدوين، وتنداح في المنسكب اللامرئي، الآآآآن.
كنت تتطوّف بمدائن الفوبيا، رغماً عن مسافات هذه التقاطيع الحجرية المعبوءة بالضوء- صباحات المجنون في رأسك، بهندام شاعر، واغترابة سبع قارات..
كنت تروض طقوس أسفارك، مُجتزأة من مجون تمنِّياتك ساعةً من نشوةٍ في النهار العجوز، وفي يدك يباب الماراثونات، تفضي للتأوه، مشعل كتابة..
كنت تضمخ قلبك، كل صباح، بعينيها العنبيتينِ، تشعل في روحك، مجدداً، ضوء الحب، رغم انطفاءته في السماء!
وكان لهذا الإنذباح، المقروء في عينيك وبين أناملك وعلى محيا انكساراتك الأزلية، موعداً معك، ليلة أُسرِي بأناملها الآيسكريم، عند بوابٍة للغياب!
كنت تغني وحيداً في جوف الليل، منهمكاً في نسيانات قسرية أحالتك للعزلة التي افترستك مليون رحلةٍ بلا إيابٍ يعيدك إليك، وكانت تتلاشى في البعيد كطيرٍ أرسلته الرياح إلى الانمحاء السماوي!
كنت تحبها بجنون، دون أن تحسب لذلك؛ تُغري الشفق الصباحي للرقص خُفيةً في عينيك وعلى شفتيها الزهريتين المحشوتين برغبةٍ في النعاس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق