نبيل الشرعبي
__________&

في وقت كان يتوشح فيه كثير من مدى صنعاء فرح بزمن اسمه العيد، فيما هي وكثير أمثالها ليس لهم منه شيء غير وجع الحرمان والفاقة..
كيف أواسي الضوء وهو يشيح بروحه عنا وجع؟ وهل يكفي التأسف والدموع..!؟ في يوم قالوا إنه العيد وانتزعوا لاطفالهم فرح كثير.
كانت تتوسل المارة شراء علبة مناديل_ فاين، لتجمع ثمن وجبة الغداء لها ولأخوتها..
طفلة عمرها لا يتجاوز العشرة أعوام وبثياب رثة، كانت تتجول بكبرياء وسط فرحة الأطفال، ولم تحسدهم على فرحهم، بل كانت تبتسم لهم وتمر بصمت تخفي في قلبها وجع يطاول عنان السماء..
عيد سعيد.. كانوا يهنئون بعضهم بهذا الهباء وهم منتشين، فيما هي لم يهنئها أحد.. أي عيد هذا الذي يعجز فيه الوطن عن زرع فرحة في روح طفلة قذف بها الفقر إلى قارعة الجحيم..
لا متسع للحديث.. إنها طفلة... أجزم أن المدى بكى لها وهي تمشط شوارع صنعاء منذ فجر العيد حتى حلول الظلم_ أو بالأصح الليل لأن الظلام ساكن فينا وفيهم، تمشط الشوارع بحثا عن قلب يرق لحالها ويشري منها علبة مناديل_ فاين، بعشرين ريالاً..
أنتِ العيد يا طفلتي.. فلا تبتأسي.. أنتِ العيد والفرح.. أنتِ الوطن المهيض الجناحين.. أقبل الأرض تحت قدميك الأطهر من جباه كل الذين كانوا سبب في سلبك طفولتك...
تنويه: الصورة إرشيفية، لكوني لم استطع ان اصور الطفلة التي تحدثت عنها وذلك كي لا اضاعف نهش انسانيتها..
تنويه: الصورة إرشيفية، لكوني لم استطع ان اصور الطفلة التي تحدثت عنها وذلك كي لا اضاعف نهش انسانيتها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق