أميرة زيدان
_______&
مسحوقة بنتيرات الخوف
محمومة بأوكسيد النار..
متوغلة حد الشبع..
تتعثر، تئن، تختنق..
شعوري قيد أنملة
وددت لو يؤد ويتم الخلاص منه
كالمعتوه يهذي، يطوف بأستار الأمل، يستعطف من حوله
دون جدوى، يقذف بنفسه في حمم ثورية متأججة، يلظم الكلمة في جيب فاه ويرحل.
محمومة بأوكسيد النار..
متوغلة حد الشبع..
تتعثر، تئن، تختنق..
شعوري قيد أنملة
وددت لو يؤد ويتم الخلاص منه
كالمعتوه يهذي، يطوف بأستار الأمل، يستعطف من حوله
دون جدوى، يقذف بنفسه في حمم ثورية متأججة، يلظم الكلمة في جيب فاه ويرحل.
يسرّح ُشعرَ الليلِ الطويل، يسبغهُ بعينين متورمتين، يرشفُ عليه قليلا من ورث ما تقيأه من حقيبة الهم، يدخلُ قبيل الفجر، يغتسلُ مما جمعه من عَبرات احتفظ بها في إحدى شدقيه ممزوجة بلعاب مُسال.
كم هو محزن أن تكتب ما تكتب، أن تغادر دون أدنى وداع..
الساعة ُالعاشرة كانت كفيلة بأن تكون مؤشرا كافيا، لم ينصع لصياح (زوجه) بأن الوقت متأخرٌ، خرج (عبد الكريم) مُعرضا عنها، يحادث نفسه: (ما الجرم أن يصنع الأنسان لنفسه قنديلا ملونا، كي يتحمل عتمة أيامه)، فقد درّبته الأيام على التعلق بقشة الأمل، وبصيص ضوء وإن كان بحجم إبرة.
يبيع الأوهام لنفسه، قبل أن يبيعها لصحبه، ولأهل بيته، يردد دوما: صبرا جميلا، والقادم أجمل.
شيٌ ما يدعوه للخروج إلى مصلى المسجد الذي يعمل فيه، ليصلح مواصير الماء، لم يكن يعرف أن شوق الموت كان أسرع لهفة له، هزة قوية يرتطم إثرها خلف رأسه، كانت نتيجة مسكه لسلك (كهربائي واحد)، يودع أهله بصوت مدوي يملأ الحارة..
تتحول عيناه السوداوان إلى زرقة غريبه، يلظمُ لسانه بين أسنانه، يزيغ ببصره يكاد يلامس عنان السماء تفيض روحه في لحظات ليلٍ بهيم، يقطع ُهذا الصمت المهيب والجمع الغفير المتجمهر حول بيته إيذانا بعمل شيء ومحاولة معرفة سبب الصوت الصادر من مصلى الجامع.. صوت ابنته قائلة: بصوت متهدج يعتوره حزن ثقيل، أ س ع ف و ه..
وسقطت مغشيا عليها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق