وكالة أرصفة للأنباء_ نبيل الشرعبي
___________________________&
ايقونات ضوء.. قطرات لحن أنيق.. تمتمات عطر شهي، تنسل من عبق أريج عذري يتشبث بثنايا البرق الرابض في تضاريس الوجد سلطان عزعزي..
سلطان عزعزي إنسان: يُبصر بعميق روحه الموغلة في شهد الوجع..
شاعر: تراوده القصيدة عن نفسها، فيآبى أن يٌنيخ بوحه إلا في سجادة المزن متشح تصوف زهده كأنه سنابل غيم وذرة في ثنائية الندى يهدهد براعم اللوز.
في أحد نصوصه ينسج سلطان عزعزي، خارطة احتفاء بوجع خاص.. النص: وحيدا أذرع أرصفة الليل.. أتسكع في شوارع قلبي الفارغة إلا منك.. بأقدام قلبي الحافي أعبر غابات العتمة والشوك.. تستوقفني محطات النسيان فأتذكر وجهك الطفولي المدهون بالخجل اللذيذ، وعيناك المفتوحتان على الدهشة والأسئلة وأبراج وطوالع الحظ والفلك.. أتذكر ذلك الفزع الذي ايقظك في الساعات الأولى من صباح العيد.. تلك الروائح القادمة من البعيد المختلطة بانفاسك.. موسيقى خطواتك وأنت تصعدين أيامي وتتسلقين جدار ذاكرتي كالعشب.. مطر نيسان المشبع بعبق الحقول والمخضب بروائحك.. استند إلى عمود الليل.. أتوسد الدخان واضطجع كيفما أتفق على خشب العمر المتاكل.. أيتها المحطات البعيد أيها المسافرون.. أيتها الغيوم أيها الريح.. إن صادفت خطواتكم في دروب الرحلة حبيبي.. اقرءوه السلام.. قولوا له.. إنني كالعادة انتظره.. تحت شجرة الليل.. أترقب بنفس اللهفة الأولى.. هبوطه من أغصان الأقمار.. لم أبرح مقاعد انتظاري القديم ولم أغادر شاطئ اللهفة.. ذلك الحنين المتجدد الممتد بلاضفاف.. ما زلت أرمم حيطان العتمة بمعجون الضوء.. وأدهن جدران الوحشة.. بضوء الانتظار.
"وكالة أرصفة للأنباء"، وهي تتلصص على تدفق الضوء بوح على تضاريس "أوراق حرة_ ثقافية إبداعية"، أبت إلا أن تظفر بإختطاف تفاصيل من شهد تراقص الحرف والعطر على أوتار الشاعر سلطان عزعزي، وهو يهدي النص تسابيح الفجر.
وفي هذا الحيز نحاول أن نجمع ما تيسر من ثنائيات ابتهال أدباء كٌثر والشاعر الكثير سلطان عزعزي.. في ثنائية النص والشاعر نستعرض عدد من النصوص لأدباء يمثلون تجارب مختلفة، والموازي لها في قاموس سلطان عزعزي.. فإلى هذه الثنائية..
الآخرون..!!
محمد الجرادي
الآخرونَ تَكَاثَرُوا،
فتَخَثَّرُوا .
والآخرونَ تظاهروا
فتَسَمْسَرُوا.
والآخرونَ تمَظْهَرُوا
فتجَمْهَرُوا.
والآخرونَ تَمَنْطَقُوا
فاسترْزَقوا.
والآخرونَ تمَلَّقُوا
فتسلَّقُوا .
والآخرونَ تَهَافَتُوا ..
فتكَدَّسُوا .
والآخرونَ (تَسَيَّسُوا )
فتكَلَّسُوا.
فتَخَثَّرُوا .
والآخرونَ تظاهروا
فتَسَمْسَرُوا.
والآخرونَ تمَظْهَرُوا
فتجَمْهَرُوا.
والآخرونَ تَمَنْطَقُوا
فاسترْزَقوا.
والآخرونَ تمَلَّقُوا
فتسلَّقُوا .
والآخرونَ تَهَافَتُوا ..
فتكَدَّسُوا .
والآخرونَ (تَسَيَّسُوا )
فتكَلَّسُوا.
والآخرونَ ..
الآخرونَ ..
الآخرونْ.
الآخرونَ ..
الآخرونْ.
وأنتَ ، أنتَ ؛
بِلاد قلبكَ من رَمَادٍ ، غير أنكَ لا تُخَاتِل..
أو تَخُونْ.!.
بِلاد قلبكَ من رَمَادٍ ، غير أنكَ لا تُخَاتِل..
أو تَخُونْ.!.
سلطان عزعزي: إيقاع منفرد يختطه صوتك الشعري المدهون بجمال وعذوبة الغناء الممتد جمالا صياغة وأسلوب ودهشة.. كيف لاتستكين وتقر أذان الغابة.. كيف لا يصغي النهر.. وكيف لاتنحني شجرات السرو طربا حين تداعب نسمات حنجرتك شفاه الناي.. إنه بصمة صوتك المتميز في حقل ومشاتل القصيدة العابقة.
ليس شيئاً
محمد الحريبي
ليس صوتا
ربما هو مخدر موضعي
يد ما سماوية
نبيذ معتق
مدن من نوتات
و ملاجئ.
ربما هو مخدر موضعي
يد ما سماوية
نبيذ معتق
مدن من نوتات
و ملاجئ.
ليس صوتا
ربما كان قشة مدت لغريق
سرير لعاشق هده التعب
سماء لطير فر من قفص
أو ربما كان اسم !!.
ربما كان قشة مدت لغريق
سرير لعاشق هده التعب
سماء لطير فر من قفص
أو ربما كان اسم !!.
ليس شيئا
إنه صوتك..
إنه صوتك..
سلطان عزعزي: جميل هذا الاحتمال.. هذا الظن.. هذا اللايقين الذي يفسحه فعل ليس.. ليشق ويمخر عباب لحظة الترقب.. لمعنى الفعل لوقع الصوت الذي يشكل استلابا ساحرا في وقعه على الذات الشعرية.. هذا النفي التأكيدي الذي يقود الجملة الظنية، ويستولدها وقع الصوت، ليؤكد مكانة عليا وفضاء مختلف آخر لصوت الحبيبة.. تكثيف وحضور مدهش لبنية المفارقة التي تقودنا للتأكيد.. هذا الاختتام الموحي والمشع نهاية النص.. ليس شيئا إنه صوتك..
شكاة
مسيرة سنان
ﺍﻟﻠﻴﻞﹸ ﺷﺎﻙﹴ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔﹸ ﻏﺎﺑﺮﹶﺓ
ﻻﺷﻲءﹶ ﺩﻭﻧﻲ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﺓ
ﻻﺷﻲءﹶ ﺩﻭﻧﻲ ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﻫﺮﺓ
ﻻﺷﻲء ﻣﻦ ﻟﹹﻐﺘﻲ ﻳﺒﺪﺩﹸ ﻭﺣﺸﺔﹰ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺋﻲ ﻓﻠﺴﺖﹸ ﻣﹹﻜﺎﺑﺮﹶﺓ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺋﻲ ﻓﻠﺴﺖﹸ ﻣﹹﻜﺎﺑﺮﹶﺓ
ﺻﻤﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﻭﻧﺄﻳﹹﻚﹶ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ
ﻳﺠﺮﻱ ﻭﺻﺒﺮﻱ ﻛﺎﻟﻐﻴﻮﻡﹺ ﺍﻟﻤﺎﻃﺮﹶﺓ
ﻳﺠﺮﻱ ﻭﺻﺒﺮﻱ ﻛﺎﻟﻐﻴﻮﻡﹺ ﺍﻟﻤﺎﻃﺮﹶﺓ
ﻭﻳﺪﺍﻱﹶ ﺃﻭﺗﺎﺭﹲﹲ ﻭﻟﺤﻨﻚ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ
ﻧﺎﻱﹲ ﻳﹹﻐﻨﻴﻨﻲ ﻟﺤﻮﻧﺎﹰ ﻋﺎﺑﺮﹶﺓ
ﻧﺎﻱﹲ ﻳﹹﻐﻨﻴﻨﻲ ﻟﺤﻮﻧﺎﹰ ﻋﺎﺑﺮﹶﺓ
ﺃﻟﻌﻄﺮﹸ ﻳﺬﻛﺮﻧﻲ ﻓﺄﻋﹿﺒﹹﺮﻩﹸ ﺻﺪﻯﹰ
ﻟﻢ ﺃﻧﺲ ﺣﻠﻤﺎﹰ ﺑﹻﺎﺕﹶ لي كاﻟﺬﺍﻛﺮﺓﹾ
ﻟﻢ ﺃﻧﺲ ﺣﻠﻤﺎﹰ ﺑﹻﺎﺕﹶ لي كاﻟﺬﺍﻛﺮﺓﹾ
ﻗﺪﻣﺎﻱﹶ ﺗﺮﺗﻌﺸﺎﻥﹺ ﺇﻥ ﻣﹷﺮت ﺑﻤﺎ
ﻳﺬﻛﻲ ﺣﻨﻴﻦﹶ ﺍﻷﺩﻣﻊﹺ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﹻﺮﹶﺓ
ﻳﺬﻛﻲ ﺣﻨﻴﻦﹶ ﺍﻷﺩﻣﻊﹺ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﹻﺮﹶﺓ
ﺷﻔﺘﺎﻱﹶ ﺃﻋﺸﺒﺘﺎ ﻧﺨﻴﻼﹰ ﻣﺜﻘﻼﹰ
ﺑﺜﻤﺎﺭﹺ ﺑﻮﺡﹴ ﻛﻨﺖﹸ ﻓﻴﻪﹺ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ
ﺑﺜﻤﺎﺭﹺ ﺑﻮﺡﹴ ﻛﻨﺖﹸ ﻓﻴﻪﹺ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ
ﻭﺟﻪﹸ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔﹺ ﺷﺎﺣﺐﹲ ﻭﻣﺴﺎﺅﻫﺎ
ﺻﻤﺖﹲ ﻛﺌﻴﺐﹲ ﻛﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻲﹺ ﺍﻟﻐﺎﺩﹺﺭﹶﺓ
ﺻﻤﺖﹲ ﻛﺌﻴﺐﹲ ﻛﺎﻟﻤﻨﺎﻓﻲﹺ ﺍﻟﻐﺎﺩﹺﺭﹶﺓ
ﻭﻛﻄﻔﻠﺔﹴ ﺃﺫﻭﻱ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﺭﺟﻔﺔﹲ
ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦﹸ ﺑﺪﻭﻥﹺ ﻭﺟﻬﻚﹶ ﻣﺎﻛﺮﹶﺓ ﹲ
ﺃﺩﺭﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺪﹼ ﺳﻮﻑ ﻳﹹﻘﻴﻠﹹﻨﻲ
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﹶﺑﺤﺮﺕﹸ ﻧﺤﻮﻙﹶ ﺛﺎﺋﺮﹶﺓ
ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦﹸ ﺑﺪﻭﻥﹺ ﻭﺟﻬﻚﹶ ﻣﺎﻛﺮﹶﺓ ﹲ
ﺃﺩﺭﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺪﹼ ﺳﻮﻑ ﻳﹹﻘﻴﻠﹹﻨﻲ
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﹶﺑﺤﺮﺕﹸ ﻧﺤﻮﻙﹶ ﺛﺎﺋﺮﹶﺓ
ﻛﺘﻒﹶ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡﹺ ﺗﻮﺳﹷﺪﹶﺗﹿﻪﹸ ﻣﻮﺍﺳﻤﻲ
ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻮﺭﺩﹴ ﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﹹﻚﹶ ﻋﺎﻃﺮﹶﺓ
ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻮﺭﺩﹴ ﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﹹﻚﹶ ﻋﺎﻃﺮﹶﺓ
ﺇﻧﹽﻲ ﺃﹸﻓﺘﹽﹻﺶﹸ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩﹺ ﺃﺩﻣﻌﻲ
ﻭﺃﺫﻭﺏﹸ ﺻﻤﺘﺎﹰ ﺣﻴﺚﹸ ﺃﺷﺮﺩﹸ ﺣﺎﺋﺮﹺﺓ
ﻭﺃﺫﻭﺏﹸ ﺻﻤﺘﺎﹰ ﺣﻴﺚﹸ ﺃﺷﺮﺩﹸ ﺣﺎﺋﺮﹺﺓ
ﺇﻧﹽﻲ ﺃﻓﺘﹽﹻﺶ ﻋﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺭﺣﻠﺘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﹺ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔﹸ ﺳﺎﻓﺮﹶﺓ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪﹺ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔﹸ ﺳﺎﻓﺮﹶﺓ
خذني أحتاج ضوءك ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﺩﺭﻋﺎﹰ ﻓﻘﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺧﻨﺎﺟﺮﻩ
ﺩﺭﻋﺎﹰ ﻓﻘﺪ ﺳﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺧﻨﺎﺟﺮﻩ
ﺳﺄﺑﻴﻊﹸ ﺃﻟﻮﺍﻥﹶ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏﹺ ﻭﺃﻛﺘﻔﻲ
ﺑﻚﹶ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﻓﻴﻪﹺ ﺃﺳﺘﻔﻘﺖﹸ ﻣﹹﺼﺎﺑﹻﺮﹶﺓ
ﺑﻚﹶ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﻓﻴﻪﹺ ﺃﺳﺘﻔﻘﺖﹸ ﻣﹹﺼﺎﺑﹻﺮﹶﺓ
ﺳﺄﺑﻴﻊﹸ ﺃﻟﺤﺎﻥﹶ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏﹺ وأﻛﺘﻔﻲ
ﺃﻧﹽﻲ ﺃﻓﻘﺖﹸ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﻣﻚﹶ ﺷﺎﻋﺮﺓ
ﺃﻧﹽﻲ ﺃﻓﻘﺖﹸ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﻣﻚﹶ ﺷﺎﻋﺮﺓ
سلطان عزعزي: غنائية إيقاع كلماتك عذب التدفق.. يبدو أنك متمكنة من الإمساك بلجام الحرف باقتدار، هذا يدل على إمتلاك أدوات الكتابة في مساراتها النصية الأدبية الرئيسة النثر والشعر، وهو يدل على ملكة لايجيدها إلا قلة نادرة من المبدعين الذين وصلوا إلى مقام عالي في طور الكتابة الإبداعية.. إنه الإلمام بمهارات القيادة المقتدرة للحرف في طرق ومنعطفات رحلة السفر الإبداعي إلى فضاءات النص الخصب الساحر، إنه ميزة وليست نقيصة، إنها موهبة وليست إرتجال، هي قدرة قلما تتوفر لقلة قليلة من المبدعين.. تحية مليئة بالتقدير لروحك وحرفك، إنك تتصدرين مسيرة الحرف.. إلى ضفاف السحر والالق.
تخلع يتمي على الطرقات وتمضي
محمد علي عثمان
قدماي ملتا طول المسافة،
جدار وجعي أنهار،
وانتثرت نجوم القلب.
هذا صباح الحزن،
عرتني المسافة، من شجن التذكر،
غيمة المال اهدتني وجوم الصبح.
إنفثأ النهار على جحيم يحمل الأصحاب إطراقته في الشمس.
صباح السائرون إلى الغناء.
كمنجات المنازل هيأت سوسن الألوان.
لن تمضي إلى دارك الليلة،
فالأصحاب دونك،
والحكايات القديمة استراحت فوق صدر نابض بالوقت.
فراشة الساعة غازلت تعبي نهارا،
فاجأت قدماي بالترحال.
دكانة الأيام سرقت مني صباحاتي.
عسل الحديث على شفاه الأخرين..
شاي الأماكن في الأواني..
منضدة التصافح على كف صديق بلا عنوان..
صباح ناشف من مطر البنات..
القلق المعتق في المفاصل..
المنازل استجارت بي.
"صنعاء" لا تشبه حزني..
ترتدي المطر الخفيف، وتخلع يتمي على الطرقات..
تأوي الجميع في طياتها..
لتتركني وحيدا،
أتسقط عري الكائنات،
وأقصدني خاليا مني،
إلى حانة لا تسقني سوى عطشي،
وأمضي من ضجيج الحرب،
إلى مفترق في الشجون.
جدار وجعي أنهار،
وانتثرت نجوم القلب.
هذا صباح الحزن،
عرتني المسافة، من شجن التذكر،
غيمة المال اهدتني وجوم الصبح.
إنفثأ النهار على جحيم يحمل الأصحاب إطراقته في الشمس.
صباح السائرون إلى الغناء.
كمنجات المنازل هيأت سوسن الألوان.
لن تمضي إلى دارك الليلة،
فالأصحاب دونك،
والحكايات القديمة استراحت فوق صدر نابض بالوقت.
فراشة الساعة غازلت تعبي نهارا،
فاجأت قدماي بالترحال.
دكانة الأيام سرقت مني صباحاتي.
عسل الحديث على شفاه الأخرين..
شاي الأماكن في الأواني..
منضدة التصافح على كف صديق بلا عنوان..
صباح ناشف من مطر البنات..
القلق المعتق في المفاصل..
المنازل استجارت بي.
"صنعاء" لا تشبه حزني..
ترتدي المطر الخفيف، وتخلع يتمي على الطرقات..
تأوي الجميع في طياتها..
لتتركني وحيدا،
أتسقط عري الكائنات،
وأقصدني خاليا مني،
إلى حانة لا تسقني سوى عطشي،
وأمضي من ضجيج الحرب،
إلى مفترق في الشجون.
سلطان عزعزي: ما أبدع هذا الخلع لليتم على طرقات الحرف، وهذا الوجع المنهار على جدار العبارة، ومبنى اللغة.. ثمة عناق حميم للمفردة السردية بحروف الشعر.. ثمة التصاق حميم تفردة اتكاءات حرفك المسترخي بإثارة الدهشة على سرير الجملة السردية التي تتوسد مخدة الشعر، وتفتح أزرار المفردة على جمال العبارة.. تحية لهذا التنقل المقتدر الذي تتاخم جملته السردية ضفاف الشعر وتنفتح على دلالته المشعة.
وجهها خمراً
أنس التميمي
حين إلـتـقـيـنا كــان يـلـمعُ وجـهـهـا
خــمـرًا لــذيــذًا فــاز فـي تـخـديــري
.
وخرجت مـن عقل نـسـيـت بـأنّـني
بـــشــرٌ يــجــيـد صــنــائـع الـتـدبـيـرِ
.
ووقعتُ.. روحـي صـاهـرتْـهـا روحـهـا
ومــزيـــجُ روحــيــنـا بــلا تــشـطـيـرِ
.
وبــقـيــت ســكرانًـا وكأسـي ثـغـرهـا
وشـربـتُ حـتـّى فــاض بـالـتـقـطــيـرِ
.
وصحوت عـند الـفـجـر بعد عناقنا
وشـفـاتـهـا كالـوشــم فـوق حـصـــيـرِ
.
رَسَمَـتْه في خـدّي وفي عنقـي وفي
صــدري وراحـــت دونــمـا تـحـضــيـرِ
.
مـــا لـونـهـا مـا شـكـلـها مـــا جـنـسـها
قـــالـوا وقُـــلـــتُ لــعـلّـهـا تــقــديـري
.
حــوريـــــةٌ غـــجـــريـــةٌ شـــامـــيّـــةٌ
كـــلُّ الــمـلاحِ تــراهــا دون نــضــيـرِ
.
بـيضاءُ صـلّى الـشَّـعـرُ أسـفل ظهرها
وتـعـانــق الــشـكـلان فـي تــفــكـيـري
.
ورشـاقـةُ الـخـصرِ الأنــيـقِ لـعـاشــقٍ
فـي الـرقص لـلـكـفّـيـن دفـئُ سـريـرِ
.
منها تدلّى الحـسنُ بدرا في الـمدى
وجـمـالـهـا قـــد جــاوز الــتـــبــذيــرِ
.
هـيَ فـتـنـةُ الـخـلّاقِ حـيـن يـرونـها
شــهــقــوا عـلــيـهـا الله بـالـتـكـبـيـرِ
.
سـبـحـانــه رســم الـجـمـال بـصـــورةٍ
طـيــنــيـّـةٍ فــي أبـذخ الــتــصــويــرِ
.
هذا وقــلـبـي قــــد رٱهــــا بُــرْهَــةً
وســقـطـتُ كالـمـسـحـور كالـسـكّيـرِ.
خــمـرًا لــذيــذًا فــاز فـي تـخـديــري
.
وخرجت مـن عقل نـسـيـت بـأنّـني
بـــشــرٌ يــجــيـد صــنــائـع الـتـدبـيـرِ
.
ووقعتُ.. روحـي صـاهـرتْـهـا روحـهـا
ومــزيـــجُ روحــيــنـا بــلا تــشـطـيـرِ
.
وبــقـيــت ســكرانًـا وكأسـي ثـغـرهـا
وشـربـتُ حـتـّى فــاض بـالـتـقـطــيـرِ
.
وصحوت عـند الـفـجـر بعد عناقنا
وشـفـاتـهـا كالـوشــم فـوق حـصـــيـرِ
.
رَسَمَـتْه في خـدّي وفي عنقـي وفي
صــدري وراحـــت دونــمـا تـحـضــيـرِ
.
مـــا لـونـهـا مـا شـكـلـها مـــا جـنـسـها
قـــالـوا وقُـــلـــتُ لــعـلّـهـا تــقــديـري
.
حــوريـــــةٌ غـــجـــريـــةٌ شـــامـــيّـــةٌ
كـــلُّ الــمـلاحِ تــراهــا دون نــضــيـرِ
.
بـيضاءُ صـلّى الـشَّـعـرُ أسـفل ظهرها
وتـعـانــق الــشـكـلان فـي تــفــكـيـري
.
ورشـاقـةُ الـخـصرِ الأنــيـقِ لـعـاشــقٍ
فـي الـرقص لـلـكـفّـيـن دفـئُ سـريـرِ
.
منها تدلّى الحـسنُ بدرا في الـمدى
وجـمـالـهـا قـــد جــاوز الــتـــبــذيــرِ
.
هـيَ فـتـنـةُ الـخـلّاقِ حـيـن يـرونـها
شــهــقــوا عـلــيـهـا الله بـالـتـكـبـيـرِ
.
سـبـحـانــه رســم الـجـمـال بـصـــورةٍ
طـيــنــيـّـةٍ فــي أبـذخ الــتــصــويــرِ
.
هذا وقــلـبـي قــــد رٱهــــا بُــرْهَــةً
وســقـطـتُ كالـمـسـحـور كالـسـكّيـرِ.
سلطان عزعزي: إمتزاج وتداخل وجداني يختلق حالات من السكر والخدر اللذيذ.. إنها رشاقة العاشق الأنيق الذي يفتح فضاءات إنسكابه على أكواب العشق، فيترنح الكون ثملا منتشيا على خمر القصيدة ونبيذ الحروف..
تنبؤ
أميرة علي
الموعد الآن.. الساعة التاسعة صباحا.. ثلاثتهم قرروا امتطاء صهوة التحدي، عبر شراعهم المنسوج بالدّماء، في طريقهم لرحلة جماعية.. وبصوت خفيف قال أحدهم: متى سنتباهى بوادعنا للحروب؟
- ثانيهم بسخرية( يربت على كتفه): عش حياتك بصمت، وادخل خطيئة البكاء..
- وبصوت أقل حدّه قال الثالث: أراني وجبة احتضار قبل الوداع!
مرّ أحد المعتوهين صارخاً ( الحلم قد قضي عليه).. هيه أنت ثالثهم
لماذا لم تحلم مثلهم؟..
عليك أن تحسَّ عنقك..! فرحلة العناء تبدأ من عينيك الذابلتين !
- بل أصبحت علامة فارغة في متواليات الضياع، في حلقة مفرغة من عبواءت حشرجات الكلاب التي انفجر قلبها من النباح، ينتظر الجمال في اضطراب، بين مد ومد يستقي سقف روحه من خرافة الأمل، وتعْلق بزجاج قلبي نقرات الحزن؛ فلربّما يُشكّل هذا الوطن من أجسادنا طريقه..
- ثانيهم بسخرية( يربت على كتفه): عش حياتك بصمت، وادخل خطيئة البكاء..
- وبصوت أقل حدّه قال الثالث: أراني وجبة احتضار قبل الوداع!
مرّ أحد المعتوهين صارخاً ( الحلم قد قضي عليه).. هيه أنت ثالثهم
لماذا لم تحلم مثلهم؟..
عليك أن تحسَّ عنقك..! فرحلة العناء تبدأ من عينيك الذابلتين !
- بل أصبحت علامة فارغة في متواليات الضياع، في حلقة مفرغة من عبواءت حشرجات الكلاب التي انفجر قلبها من النباح، ينتظر الجمال في اضطراب، بين مد ومد يستقي سقف روحه من خرافة الأمل، وتعْلق بزجاج قلبي نقرات الحزن؛ فلربّما يُشكّل هذا الوطن من أجسادنا طريقه..
سلطان عزعزي: خطاب ولغة سردية تستوطن الشعر وتبنى ممالك الرؤيا على تخومة.. ثمة ثراء وخصوبة ملحوظة في بناء وتركيب الجملة النصية.. ثمة تحليق إنساني ساخر عميق.. نص مختلف يزدحم بالصورة الفنية وينساب برشاقة وجمال متوالية من التشظيات.. شروخ عميقة على جدار الحرف.. والموقف النبيل من النزيف.. ثمة تحية لهذا البناء النصي الجميل الذي ينمو على تربة اناملك.
كلما..!
ضياف البراق
كلما اقتربت الحرب من بابِ منزلنا القديم
أفقدُ كل شيءٍ من الذاكرة..
اسْمي مثلاً..
كذبة الحياة..
عمري القليل ..
مستقبلي الكسيح ..
قهوة أمي اليابسة وعطر عناقها الأسير..
آهات سجائر أبي الجريحة..
فوضى طفولتي وشكلها ..
مساءات قصائدي المجنونة..
أنغام الحب والقراءة..
قمر نيسان وأمطار الحنين..
إنتصارات وتضحيات جدي الإشتراكي..
دغدغة القرية والذكريات ..
أجراس وأحلام العصافير الجائعة..
صلاة الفجر وجغرافية الوطن الضئيلة..
أفقدُ كل شيءٍ من الذاكرة..
اسْمي مثلاً..
كذبة الحياة..
عمري القليل ..
مستقبلي الكسيح ..
قهوة أمي اليابسة وعطر عناقها الأسير..
آهات سجائر أبي الجريحة..
فوضى طفولتي وشكلها ..
مساءات قصائدي المجنونة..
أنغام الحب والقراءة..
قمر نيسان وأمطار الحنين..
إنتصارات وتضحيات جدي الإشتراكي..
دغدغة القرية والذكريات ..
أجراس وأحلام العصافير الجائعة..
صلاة الفجر وجغرافية الوطن الضئيلة..
أفقدُ خطاي قبل الطريق وبعدها،
وغيمة عُمري مرتين على الأقل..
أفقدُ شُبَّاك غرفتي الضيقة
وتفاصيل وجهي في المرآة.!
وغيمة عُمري مرتين على الأقل..
أفقدُ شُبَّاك غرفتي الضيقة
وتفاصيل وجهي في المرآة.!
سلطان عزعزي: الله.. مستقبلي الكسيح تصوير بهي ضياف.. يبدو أن الحرب تركت ندوبها على جبهة الحروف.. فأخذ الشعر يضمد النزيف.. ثمة لوحة يتجدد فيها موقف الإنسان الشاعر من مستنقعات الدم وسحب البارود.. تحية لك ضياف.. ماذا أردت أن أقول.. لا شئ.. أردت تسجيل الإعجاب لا أكثر..
ختاماً
في هذا التلصص نغمض أفئدتنا على ما تيسر من ثنائية النص والشاعر، لنواصل الأسبوع القادم جنون التلصص على تمرد الحرف الأنيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق