اخر الاخبار

العدسة كلاشينكوف.. كتبت عن تعز كمواطن وليس ككاتب..!!





عيبان ياسين‏
________&


زرتُ مدينة تعز 2012 وذهبت إلى الباب الكبير، و رأيت الهوية التعزيه بحضن امرأة بالزي التعزي، كانت تقعد هناك بجوار الباب الكبير، كانت تحمل باقات من المشاقر والورد الصبري، كنت حينها اتمني لو كنت رساماً لأرسم مثل هذه الملامح حتى لا تزول من ذاكرتي..

قبل شهر من هذا العام هربت من جماعة الحوثي من صنعاء إلى تعز رأيتُ فيها مناطق التماس، والحماية واﻹستعداد لأي تسلل من جماعة الحوثي، والأجمل أني رأيت في عيون المواطنيين مشروع واحد، والحديث عن التصدي للحوثيين ومشروعهم الوهمي الذي لايستطيعون أن يفرضونه على أهل المدينه، استمعت لحديثهم وانتقادهم الأنيق لجميع الأطراف والجماعات المسيطرة على وسط المدينة...
ذهبت أتجول في الباب الكبير، تخيلت بأني ساجده كما كان، وسأجد المرأة التي مازلت محتفظاً بملامحها من الأعوام السابقه ورائحة مشقُرها، الذي يجعلك تصلي على النبي اكثر من الجزار حين يقطع اللحم، تغير فيها كل شيء لا مشاقر ولا جبن ولا فطائر العجوز لم تعد تملك الرغبة بأن تذهب إلى هذا المكان، وحين سألت إحدى القاعدات عن مكان النساء اللاتي يبعن المشاقر..
ابتسمت وقالت: التنظيم ما خلي لنا حالنا يا ابني، وتشير بأصبعها ألى احدى المحلات المكدسة بالسلاح، تقربت منها لتحدثني أكثر لعلى النساء لا يعملن في السلك الأمني في المناطق التي لا نعرفها أو نكون غرباء فيها.
قالت: وبني التنظيم يقص المسمار ما احد يقدر يعمل حاجة هنا، قم امشي لك شوف كيف الأمير واصحابه كدسوا السلاح بالمحلات التجارية لو راحوا يحاربوا الحوثي بإطراف المدينه انه قد تعز انتصرت من زمان، وبعدين يا ابني مش ابو العباس وحده، كتائب حسم والمقاومة كل واحد مسك له مؤسسة تابعة للدولة وعملها مخزن اسلحة داخل المدينه، هيا شوف وابني قدامك يتجولوا بالأطقم العسكرية.
من حديث المرأة دوت كلمة الأمير داخل رأسي ، وكيف أصبح الباب الكبير عبارة عن إمارة، رأيت أحلامي تتساقط كحبات المسبحه، عدت خائباً الى الفندق لأتصل بخطيبتي وأرفع صوتي عليها ما الذي يحدث في تعز، هل هذه حقيقة أن الجماعات الإرهابية التي كنا نخاف منها دخلت وسط المدينة، ردت عليا مالكش دخل بالناس قم سافر وبعدين سهل.
اتجهت إلى احدى المقاهي لأجد الحديث يدور عن التجنيد وعن الكشوفات التي سلمت إلى المعنيين في كل حارة، عندها عرفت انهم استطاعوا ان يعلنوا دولة القبيلة والجهل في مدينة تعز عبر هذه الكشوفات والأعداد التي لا نتخيلها للتجنيد في الجيش.
اتجهت نحو شارع 26 وجدت الشارع شبه خالي، رغم ان هذا الشارع مشهور بازدحامه وخاصة من قبل النساء، رأيت لوحات المحلات التجارية التي تضع اعلان لإحدى الفساتين النسائية او الملابس النسائية قد وضعت عليها لواصق، وعارضات الأزياء البلاستيكه التي توضع في أبواب المحلات وضعت على أعينها وشفاهها لاصق أبيض. احدث نفسي ماذا لو جاءت صحفية عالمية تابعة لقناة مشهوره او صحفي أجنبي وألتقط مثل هذه الصور لا يمكن أن ننكر أن هناك جماعات ارهابية وسط المدينة، قد يقول قائل كيف عرفت بأنهم جماعات إرهابية، تعرف الهوية من القميص للركب والبنطلون والقعشة والتصرفات الدخيلة على تعز عاصمة الثقافة.
اتجهت إلى مؤسسة السعيد رأيت فيها دمار الجهل وكيف فكروا بأن يضربوا مثل هذه المؤسسة الثقافية التي كانت تمثل ثقافة تعز بأكملها، رأيت فيها دمار ومعسكر لكتائب حسم، وحين أردت أن اخرج تلفوني لألتقاط صورة للمؤسسه، حدثني احد المارة قم امشي لك من هنا، الخبره بيضربوا بك داخل والله ما احد بيعرف وينك، تركت هناك تنهيدتين ، تنهيدة على مؤسسة السعيد وتنهيدة على أول لقاء كان بيني وبين حبيبتي.
من حائطه بالفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وكالة أرصفة للأنباءجميع الحقوق محفوظة 2016